صدّام والمجد صنوان.. قراءة في كتاب “استجواب الرئيس”‏ للمحقق بوكالة المخابرات المركزية الامريكية جون نيكسون

 

أولاً: هذه قراءة في كتاب (استجواب الرئيس) الذي يروي فيه جون نيكسون، المحلل في ‏وكالة المخابرات المركزية الأميركية (‏CIA‏)، تفاصيل استجوابه الرئيس صدام حسين، خلال الأسابيع ‏التي تلت أسره.

نيكسون هو (محلل قادة- ‏Leadership analyst‏) في وكالة ‏المخابرات الأميركية متخصص بالرئيس صدام حسين.

ومهمة محللي القادة هي ‏مساعدة صانعي القرار في واشنطن من خلال تقديم تحليلات تفصيلية للقادة الأجانب، ‏ويشمل ذلك آراءهم وطموحاتهم ومحدّداتهم وحياتهم الاجتماعية وكل ما يتعلّق بهم. وكان ‏نيكسون كما يقول عن نفسه (كنت خلال عملي في وكالة المخابرات الأميركية ‏أعيش واستنشق صداماً).

ثانياً: أُرسل نيكسون إلى العراق بعد الغزو الأميركي، ضمن جهود البحث عن ‏الرئيس صدام حسين، وعندما أُسر الرئيس كلّف نيكسون باستجوابه. وبعد 13 سنة من ذلك الاستجواب أصدر كتابه (استجواب الرئيس) ليزيل عن كاهله عبء ‏إخفاء الحقيقة.

فقد كان نيكسون قد رسم صورة الرئيس صدام حسين استنادا ‏الى تقارير وكالة المخابرات المركزية الأميركية والاعلام الغربي، وهي صورة الدكتاتور ‏الجاهل المتعجرف والدموي، وعندما التقى بصدام وجها لوجه وحاوره، اكتشف أنه ‏متورط في اكبر عملية خداع في التاريخ الحديث، فقد وجد امامه قائداً شجاعاً حاد ‏الذكاء واسع المعرفةـ يختلف كلياً عن تلك الصورة المزيفة التي صوّره بها، لذلك نشر ‏كتابه إرضاءً لضميره، ولكي يساهم في اصلاح آليات اتخاذ القرار في بلده، معتذرا للعراق ‏وللرئيس صدام بقوله “لا أعتقد أن هناك أي دولة أخرى اضطُهدت وأسيء الظن بها ‏كما حصل للعراق” وأضاف “الولايات المتحدة أساءت فهم صدام، وفهم دوره كعدو ‏حازم للقيادات الراديكالية في العالم.. لقد أثبتت إزالة صدام عن السلطة انها نكبة ‏حلت بالعراق الذي بات الآن دولة فاشلة بجميع المقاييس.. لقد قال لي صدام سوف ‏تفشلون وستجدون ان حكم العراق ليس بتلك السهولة”.‏

ثالثاً: عُرض الكتاب، قبل نشره، على وكالة المخابرات الأميركية التي عدّلت به وأضافت ‏له  الكثير، وذلك واضح من تضمينه تقييمات واستنتاجات من أدبيات فترة شيطنة ‏العراق وصدام حسين، ولم تكتف المخابرات المركزية الأميركية بتعديلاتها تلك، بل ‏تابعت الكتاب وهو جاهز للطبع، وطلبت تظليل فقرات كثيرة منه باللون الاسود، ‏فظهرت طبعته الإنجليزية وبها أربع وثلاثون فقرة وجمله ظلّلها الرقيب بالأسود. لكنّ هذه ‏الإضافات والتعديلات السلبية لم تستطع الانتقاص من الخط العام للكتاب الذي ‏ينصف الرئيس صدام حسين وينصف العراق وينتقد بقوة قرار الإدارة الأميركية غزو ‏العراق، المبني على الأباطيل. ‏

أما الترجمة العربية للكتاب، المرفق رابط تحميل نسختها في أدناه، فيؤخذ عليها أنها لم تكن دقيقة في مواضع ‏كثيرة، إضافة إلى أنها وضعت التعابير المتهافتة من فترة شيطنة العراق والرئيس صدام ‏حسين بالخط الغامق، مما يؤشر تحيّزها وابتعادها عن الأمانة العلمية.‏

رابعاً: عن شخصية الرئيس صدام حسين ومواقفه، ذكر نيكسون الآتي: كان ‏صدام صلباً وحاد الذكاء ومناوراً. كان لا يخشى الموت. سألني بوش إن كان صدام يعرف ‏أنه سيعدم، أجبته إن من أوائل الأمور التي ذكرها صدام هي معرفته بأن حبسه سينتهي ‏بإعدامه.

ويمضي قائلاً: التقى الادميرال ماكريفن بصدام يوم 1/3/2004 وطلب من صدام التوقيع ‏على بيان يدعو المتمردين العراقيين الى إلقاء سلاحهم، وهدده بمصير موسوليني، رفض ‏صدام حتى قراءة البيان، ناهيكم عن توقيعه، وقال “كرامتي لا تسمح لي بقراءته”، وقال ‏صدام لزميلي لاحقا “اعتقد ان السلطات العسكرية الأميركية لا تفهم صدام حسين ولا ‏العراق” وأضاف “إذا كنتم تريدون وقف سفك الدماء فعليكم أن تغادروا، لن ‏تخسروا شيئا بمغادرتكم، أما نحن فسوف نخسر كل شيء لو أوقفنا القتال”.‏

كان صدام حادّ التقييم لمستجوبيه، وكان سريع البديهة، ولم يكن ساعياً وراء قيادة ‏الامة بل قال “لا اريد غير قيادة العراقيين، فهم انبل الناس”. كان يتمتع بالجاذبية ‏الشعبية، وحين سألناه عن القيادة الإيرانية تصرف كرجل دولة شهم وقال انه في اعقاب ‏وفاة خميني في 1989 طلب من معاونيه إظهار الاحترام لرجل الدين الراحل.

خلال ‏استجوابنا له كان صدام يقاوم أي محاولة صريحة لإخضاعه أو لتحدي شعوره ‏بالسيطرة وكنا نراعي كبرياءه. كانت ذاكرته حادة للغاية، وكنت أحيانا اطرح عليه سؤالا ً غامضاً أو أريه صورة ملتقطة قبل ربع قرن، فكانت اجاباته دقيقة ومفصلة. صدام ‏يحب الشعب الكردي لكنه يحتقر مسعود بارزاني وجلال طالباني، صدام يصف ‏حزب البعث بأنه جزء من الأمة وإنه حزب يدعو الى العدالة الاجتماعية والوحدة العربية ‏والحرية والديمقراطية. ‏

خامساً: وعن غزو العراق، شن المؤلف هجوماً عنيفاً على قرار جورج بوش الابن غزو العراق  ‏بناءً على معطيات مفبركة وشخصية منها الانتقام لمحاولة اغتيال والده التي نفاها صدام، ‏وقال إن بوش الابن طلب بعد احداث 11/9 من وكالة المخابرات الأميركية أن توجد ‏علاقة بين صدام والإرهاب، فاستندت الوكالة الى معلومات جماعة أحمد الجلبي لإصدار ‏ورقة عن صلات حكومة صدام حسين بالإرهاب الدولي، ولم تخضع تلك المعلومات إلى ‏التقييم او التحقق من مصداقيتها، وانتقد المنطق الخرافي وغير المسؤول السائد في ‏البيت الأبيض إزاء العراق وصدام حسين،  وأضاف “كانوا مقبلين على غزو  بلدٍ لا ‏يعرفون شيئا عنه”. وقال إن “الولايات المتحدة كانت مغفّلة عندما توقعت بأنها ‏ستتمكن بكل بساطة من الدخول لتحل محل صدام حسين، وأن غزو العراق سيتم ‏بمنتهى السهولة، لقد تمخَّض الامر عن حالة مذهلة من الغباء والغرور”. لم تتمكن وكالة ‏المخابرات الأميركية ولا غيرها من الوكالات الحكومية من إقناع صانعي السياسة بأن ‏صدام كانت لديه نظرة ثاقبة. صدام كان يعرف مواطنيه معرفة لم ولن نبلغها. إن تهافت ‏إدارة بوش في البحث عن حجج للنيل من صدام، وصل الى حدّ عرض مقابلة لامرأة تدعي ‏انها عشيقة صدام وزعمت حصولها على كثير من الاسرار المتعلقة بأسلحة صدام ‏للتدمير الشامل من خلال حوارات الفراش!

وخلص الى أن إدارة بوش لم تنجح في تحديد ‏مكانة صدام في الصورة الجغرافية السياسية الأوسع، واقتنعت بالصورة الكاريكاتيرية ‏الهزيلة التي خلقتها هي، والتي تظهر صدام بأنه ذلك الجزار الشرير الذي لا بد من إيقافه ‏عند حده مهما كان الثمن.

وانتقد خضوع اركان الإدارة الأميركية لرغبات بوش، ومنهم ‏مدير وكالة المخابرات الأميركية جورج تينيت الذي بالغ في جهوده لإرضاء البيت الأبيض، ‏وكان يشجع المحللين على تضخيم فحوى تقاريرهم عندما تكون الأدلة ضعيفة وركيكة، ‏وقال ان اقتراح دونالد رامسفيلد مغادرة صدام للعراق لتفادي الحرب هو نموذج للخطأ العميق ‏في قراءة الزعيم العراقي، فقد كان صدام فخوراً جداً بجذوره. ولم يكن العراق مجرد ‏بلده، بل كان كيانه ومجمل هويته، وأضاف “كان صدام يعتبر العراق خط الدفاع ‏العربي الامامي ضد الفرس.. الإطاحة بصدام خلقت فراغاً في السلطة في العراق حوّل ‏الخلافات الدينية في العراق الى حمام دم طائفي”.‏

سادساً: وخلال حوارات نيكسون مع الرئيس صدام حسين جرى استعراض ‏العديد من أحداث العراق والمنطقة.  وأدناه بعض ما دوّنه عنها:‏

  • كان صدام يعتبر نفسه حامياً للعرب في وجه التهديد الفارسي، ويعتبر‏‏ العراقيين أنبل الناس، ولم يكن لصدام مثيل، ما من أحد غيره كان يعرف ‏أحلام العراقيين وتطلعاتهم.‏
  • أجهزة وكالة المخابرات كانت تعتقد أن عدي وقصي يتبادلان الكراهية، ‏لكن قصيّ ظل ملازماً لأخيه حتى قتلا برصاص القوات الأميركية في دار ‏أحد شيوخ الموصل. وعندما سمع صدام بمقتل عدي وقصي قال (لقد ‏توفيا وهما يقاتلان من أجل تحرير بلدهما، وتلك كانت أنبل نهاية يمكن ‏للمرء أن يتمناها).‏
  • سألت صدام عن قصف حلبجة بالكيمياوي فنفى علمه او إصداره الامر ‏بقصف حلبجة، وعندما كررت سؤالي أجاب بلهجة غاضبة “لو كنت راغباً ‏في اتخاذ هذا القرار لكنت اتخذته، ولست خائفاً منك ولا من رئيسك”.‏
  • نفى صدام أي صلة له بتنظيم القاعدة مصراً على القول بأنه كان من أعداء ‏”القاعدة”.
  • عن مقتل محمد محمد صادق الصدر قال صدام “لم أسمع شيئاً حتى بلغني انه ‏قتل، وأمرت بإجراء تحقيق خاص حول الحادث، وتلقيت تقريراً من ‏المخابرات مفاده أن مقتله كان نتيجة خلاف داخلي بين كبار قادة الحوزة، ‏ولم يكن لي أي دور في اغتياله”.
  • نفى صدام بشكل قطعي وجود أي خطة لاغتيال جورج بوش الأب بعد ‏خسارته في انتخابات 1992 وسفره إلى الكويت عام 1993، وقال انه بعد ‏استبعاد بوش من الرئاسة لم يعد يعتبره خصما.

سابعا: وعن إعدام الرئيس صدام حسين، الذي شاهده بالتلفزيون بعد مغادرته ‏العراق، قال “كان صدام الرجل الأكثر وقاراً وهيبة في غرفة الإعدام، لقد تعامل مع ‏الموقف كما كنت أتوقع منه، بتحدٍّ وبلا خوف إلى النهاية.

ومن الجدير بالذكر إن تأثّر ‏ نيكسون بالرئيس صدام حسين استمر وسيستمر بقية عمره، حيث قال “خلال ‏السنوات التي تلت مغادرتي لوكالة المخابرات الأميركية كنت كثيراً ما أفكر بصدّام الذي ‏تمكن من اختراق جلدي ليعشعش في ذهني”.‏

 الخلاصة

الكتاب جدير بالتوثيق، لأنه يكشف الكثير من الحقائق عن صمود ‏وشجاعة وعنفوان الرئيس صدام حسين في الأسر، كما يوثِّق الوقائع التي تثبت أن غزو العراق ‏هي جريمة عدوان مكتملة الاركان، كما يوثِّق هشاشة النظام الديمقراطي الأميركي ‏وخضوع  المسؤولين الكبار في الإدارة الأميركية المذلّ لرغبات رئيسهم مهما كانت عدوانيتها.

‏إن شهادة جون نيكسون التي ضمَّها هذا الكتاب، تصلح أن تكون ضمن الوثائق ‏التي سيقدمها العراق، بعد تحرره القريب بإذن الله، إلى المحاكم الدولية، لمقاضاة ‏الولايات المتحدة ومن عاونها على جرائم الحرب وجرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية ‏التي ارتكبت ضد العراق.

ومن جانب آخر، فإن توالي نشر المذكرات والوقائع والوثائق عن غزو العراق، الذي ‏وصفه القاضي الاسباني بالتاسار بأنه أكثر الاعمال خسَّة في التاريخ الحديث، يتطلب من ‏القوى الوطنية العراقية تأسيس مركز أبحاث متخصص يشارك في كتابة أبحاثه، طوعياً، ‏المتخصصون العرب وغير العرب، وينشيء موقعاً الكترونياً يجمع فيه ويوثِّق المذكرات ‏والوقائع والوثائق، لإطلاع الرأي العام العربي والعالمي عليها وللتحضير لمقاضاة المحتلين ‏ومن عاونهم على جرائمهم بحق شعب العراق. ‏

ثامناً: في أدناه نصوص إضافية من كتاب ويلسون مرتّبة حسب تسلسل ورودها في ‏الكتاب، وفيها كشف لكثير من الحقائق:‏

  • ما كانت الولايات المتحدة ستواجه فاجعة “داعش” لو كانت مستعدة للتعايش ‏مع صدام … ومع مراجعة أحداث الماضي، فإن تأمّل صدام حسين وهو‏‏ في السلطة يكاد يبدو مطمئناً بالمقارنة مع الاحداث الشنيعة والجهود ‏الضائعة التي بذلها شبان وشابات القوات المسلحة الأميركية، ناهيك عن ‏ثلاثة تريليون دولار التي انفقت لحد الآن لبناء عراق جديد. (ص 7-8).‏
  • المباشرة بجلسات الاستجواب جعلتني أدرك ان الولايات المتحدة أساءت ‏فهم صدام، وفهم دوره كعدو حازم للقيادات الراديكالية في العالم ‏الاسلامي، بما فيها التطرف السنّي.. كان صدام سنيّاً وكان حزبه البعثي رمزاً ‏للقومية العربية والاشتراكية، وكان يعتبر التطرف السني مصدر تهديد ‏لقاعدة سلطته. (ص 8).‏
  • في كثير من الأحيان وصف صدام خطأ بأنه ملحد، أو بأنه يستخدم الدين ‏للترويج لإهدافه السياسية، لكنه في الواقع لم يكن معادياً للدين بحد ‏ذاته، بل كان يطالب بالسيطرة على النشاط الديني. (ص 9).‏
  • قال صدام “قلت لهم لا مانع من ممارستهم للدين ولكن عليهم ألا يدخلوا ‏العمامة في السياسة”. (ص 9).‏
  • كان صدام يعتبر العراق خط الدفاع العربي الأمامي ضد الفرس.. الإطاحة ‏بصدام خلقت فراغاً في السلطة في العراق حوّل الخلافات الدينية في ‏العراق إلى حمام دم طائفي. (ص 10).‏
  • لو لم يتم الغزو الأميركي لكان العالم العربي سيبقى هادئاً محبطاً. (ص ‏‏11).‏
  • النقص في فهمنا للطريقة التي ينظر بها صدام للعالم أظهر خللاً خطيراً في ‏سياسة الولايات المتحدة الخارجية ظل يلازمها منذ تأسيسها. (ص 13).‏
  • الفكر الضحل الذي جرّنا إلى فيتنام نبّهني إلى بعض الأخطاء التي ارتكبتها ‏الولايات المتحدة في حربها الاختيارية في العراق، ومنها أننا لم نكن نعرف غير ‏القليل جداً عن أوضاع العراق السياسية والطائفية. (ص 15).‏
  • صانعو السياسة في البيت الأبيض ما كانوا راغبين في الاستماع إلى أن ‏العديد من الأسباب المبررة لاستهداف صدام كانت تستند إلى حجج واهية، ‏إن لم تكن زائفة. (ص 15-16).‏
  • فكرة (البديل الشبيه) لصدام كانت خرافة.. والمؤسف أن دونالد ترمب ‏وجورج تينيت واصلا ترديدها في مذكراتهما المنشورة بعد الاحتلال (ص 26-‏‏27).‏
  • قال صدام “الأميركيون مجموعة من المخربين والجهلة لا يفهمون شيئاً عن ‏العراق وهم مصرّون على تدميره، لكونهم يعتقدون بوجود أسلحة لا وجود ‏لها”. ( ص 33).‏
  • قال صدام “لم أطلب من أحد أن ينصب لي تمثالا”. (ص 34).‏
  • كنا مقيَّدين جداً نتيجة افتقارنا للمصادر على الأرض، ولم تكن لدينا سفارة ‏ولا أعين ولا آذان تطلعنا عما يجري، فأصبحنا نعتمد بشكل كامل على ‏المغتربين. (ص 46).‏
  • كان تركيزنا على صدام والمقرَّبين منه قد بلغ حداً جعل ذكر أي موضوع لا ‏يتناول النظام إلاّ بمساسٍ عرضي يعتبر استخداماً سيئاً لمواردنا. (ص 47).‏
  • محللة في وكالة المخابرات المركزية قالت ان رواية (زبيبة والملك) كتبها كتاب ‏بدائل، لذلك فهي لا تفيد في تحليل شخصية صدام. (ص47).‏
  • كانت إدارة بوش مصممة على الحرب وعازمة على إزالة صدام. (ص 48).‏
  • تهافت إدارة بوش في تعزيز حججها للنيل من صدام، من ذلك عرضها ‏مقابلة لامرأة تدعي انها عشيقة صدام وزعمت حصولها على كثير من ‏الاسرار المتعلقة بأسلحة صدام للتدمير الشامل من خلال حوارات الفراش! ‏‏(ص49).‏
  • كنت خلال سنيِّ عملي في وكالة المخابرات الأميركية أعيش واستنشق ‏صداماً. لم انفرد بذلك، بل كان معي عدد من المهنيين الملتزمين في الوكالة ‏ممن كانوا منشغلين بصدام، لكننا لم ننجح كثيراً في تحديد مكانه في ‏الصورة الجغرافية السياسية الأوسع، وبدأنا نتقبل الصورة الكاريكاتيرية ‏الهزيلة التي تظهر صدام بأنه ذلك الجزار الشرير الذي لا بد من إيقافه عند ‏حده مهما كان الثمن. (ص 53).‏
  • كان صدام سريع البديهة وذكياً بذكاء الشارع. (ص 54-55).‏
  • يدعي بعض الخبراء بالشأن العراقي أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية ‏ساهمت في تدبير الانقلاب البعثي (عام 1963)، لكني لم اعثر على دلائل ‏تعزّز تلك المزاعم. (ص 55).‏
  • بعد وصولي إلى بغداد بفترة قصيرة ادّعى أحد المصادر بأنه كشف مؤامرة ‏كان صدام قد أمر بتنفيذها وتقضي باغتيال ابنتي الرئيس بوش، جينا ‏وباربارا ، للانتقام من قتل ولديه في تموز 2003. ما من شيء يدعو للسخرية أكثر من هذا الادعاء، فصدام كان مختبئاً، ولم تكن لديه أية وسيلة ‏لتنفيذ قتل امرأتين في الولايات المتحدة، وقمنا بإبلاغ واشنطن بأن هذا ‏التقرير لا يمكن الاعتماد على مصدره، وبالتالي لا يمكن تصديقه، برغم ‏ذلك نشر التقرير ووزع لتندلع بعد ذلك عاصفة ناريّة.. لقد صدقت ‏واشنطن ذلك التقرير ربما لإنه كان ينسجم مع صورة صدام الكاريكاتيرية ‏لديها. (ص 62-63).‏
  • أجهزة وكالة المخابرات كانت تعتقد أن عدي وقصي يتبادلان الكراهية، ‏لكن قصيّ ظل ملازماً لأخيه حتى قتلا برصاص القوات الأميركية في دار‏‏ أحد شيوخ الموصل. (ص 65).‏
  • حققنا مع سائق صدام واسمه سمير في جلسات طويلة، لكن سمير كان ‏يكذب علينا وما من شيء يجعله يكشف عما كنا نريده من معلومات، ولا ‏حتى الجائزة البالغة (25) مليون دولار، فقد كان سمير يحب صدام ‏ويخشاه. (ص 66).‏
  • سألنا صدام عن فراره من بغداد عند الاحتلال فأجاب إنه لم يفرّ بل ‏انتقل الى موقع آخر ليتمكن من الاستمرار في معارضة احتلال بلاده. ‏‏(ص67).‏
  • ادهشتني قناعة صدام بأنه سيجد الوسيلة للخلاص من محنته، وأنه كان ‏شديد الولاء لمن كان يُكنّ له الولاء. (ص 68).‏
  • كان صدام صلباً وحاد الذكاء ومناوراً، كما كان حادّ التقييم لمستجوبيه. ‏‏(ص 69).‏
  • كان صدام يقاوم أي محاولة صريحة لإخضاعه أو لتحدي شعوره ‏بالسيطرة. كنا نراعي كبرياءه. كانت ذاكرته حادة للغاية، وكنت أحياناً اطرح ‏عليه سؤالاً غامضاً أو أريه صورة ملتقطة قبل ربع قرن، فكانت اجاباته ‏دقيقة ومفصَّلة. ( ص70).‏
  • كانت قيادة وكالة المخابرات الأميركية مهتمة بالدرجة الأولى بالمكان الذي أاخفى فيه صدام أسلحة الدمار الشامل. (ص 74).‏
  • مهما كانت فضائعه، لا ينكر أن صدام كان يتمتع بالجاذبية الشعبية. (ص ‏‏77).‏
  • تكيَّفَ صدام بسرعة مع محيطه (في السجن) وبدا متواضعاً نسبياً، كما ‏طلب ذات مرة إبرة وخيطاً ليتمكن من إصلاح ملابسه. (ص 79).‏
  • قال نيكسون لصدام كان معك (750) الف دولار عند القبض عليك، ‏فأجاب بل مليون وربع مليون دولار، وان الجنود الأميركان سرقوا نصف ‏مليون دولار، وثبّت ذلك بورقة منه. (ص 89). ‏
  • ظننت انني أعرف مداخل ومخارج حياة الدكتاتور العراقي، لكن ما سمعته ‏منه كان كشفاً يثير الدهشة، وجعلني أشكك بصحة تشخيصات الأطباء ‏النفسانيين الذين عملت معهم في وكالة المخابرات الأميركية، كنا سمعنا ‏منذ سنين ان صداماً يعاني من آلام شديدة في ظهره، وأنه لا يأكل اللحوم ‏الحمراء، وانه ترك تدخين السيجار، وهذه كلها لم تكن صحيحة. ( ص ‏‏96).‏
  • حين سألناه عن القيادة الإيرانية حاول صدام أن يتصرف كرجل دولة شهم ‏مع شيء من الاستعلاء. (ص 99).‏
  • كان صدام يعتبر نفسه بالفعل حامياً للعرب في وجه التهديد الفارسي، وقال إان هذا يجعل كل العالم يعتبر العراقيين أنبل الناس. (ص 100).‏
  • عندما اتهمته بتنحية البكر، أكد صدام ان فكرة توليه السلطة كانت تعود ‏إلى البكر نفسه، موضحاً أن البكر كان قد تقدم في السن وأن صحته لم ‏تعد كما كانت وأنه لم يعد راغباً برئاسة البلاد. وقال “هل تعرف انني أحب ‏البكر كما لو كان أبي، وهل تعرف اننا كنا صديقين”. (ص 102).‏
  • قال صدام انه بذل جهوداً كبيرة للحد من الاحتفال المفرط في العراق في ‏اعقاب وفاة خميني في 1989 وأنه طلب من معاونيه إظهار الاحترام لرجل ‏الدين الراحل. (ص 106).‏
  • علمنا بعد سقوط صدام (أي من الوثائق العراقية) أن صدام لم يأمر ‏باستخدام الأسلحة الكيمياوية في حلبجة. (ص 107)‏
  • تعبير صدام عن حبه للشعب الكردي لم يمتد للقيادات الكردية، فكان ‏ينظر إلى مسعود بارزاني وجلال طالباني باعتبارهما كذابين، وسياسيين ‏لا يمكن الوثوق بهما.(ص 108).‏
  • حذّر صدام من انتشار السلفية والأصولية. (ص 111-112).‏
  • نفى صدام أي صلة له بتنظيم القاعدة، مصرّاً على القول بأنه كان من أعداء “‏القاعدة”، وعندما سئل عن احداث 11/9 قال إن محمد عطا كان مصرياً ‏فلماذا لا تسألوا حسني مبارك عنه؟ وعندما قيل له إن مقالاً لعدي في ‏صحيفة (بابل) كان شامتاً بأحداث 11/9 قال “وما تأثير ما يقوله ابني، هل ‏كان عضوا في الحكومة؟ كلا”، وسخر منّي عندما قلت له إن عدي يتحدث ‏نيابة عنه. (ص 114).‏
  • لم يكن لصدام مثيل. ما من أحد غيره كان يعرف أحلام العراقيين ‏وتطلعاتهم. (ص 115).‏
  • عندما سمع بمقتل عدي وقصي قال “لقد توفيا وهما يقاتلان من أجل ‏تحرير بلدهما، وتلك كانت أنبل نهاية يمكن للمرء أن يتمناها”. (ص 122).‏
  • عن وفاة عدنان خيرالله قال “شعرت كأن مسمارا اخترق قلبي”. (ص 124).‏
  • عندما سئل عن طموحه لقيادة الأمة أجاب “لا أريد غير قيادة العراقيين، ‏فهم أنبل الناس”. (ص 127).‏
  • كانت الولايات المتحدة مغفلة في توقعاتها بأنها ستتمكن بكل بساطة من ‏الدخول لتحل محل صدام حسين، وأن غزو العراق سيتم بمنتهى ‏السهولة، لقد تمخَّض الأمر عن حالة مذهلة من الغباء والغرور.. لم ‏تتمكن وكالة المخابرات الأميركية ولا غيرها من الوكالات الحكومية من إقناع ‏صانعي السياسة بأن صدام كانت لديه نظرة ثاقبة.. صدام كان يعرف ‏مواطنيه معرفة لم ولن نبلغها. قال صدام “سوف تفشلون وستجدون ان ‏حكم العراق ليس بتلك السهولة”. (ص 128). ، ‏
  • عن مقتل محمد صادق الصدر قال صدام “لم اسمع شيئا حتى بلغني انه قتل‏، وأمرت بإجراء تحقيق خاص حول الحادث، وتلقيت تقريرا من المخابرات ‏مفاده أن مقتله كان نتيجة خلاف داخلي بين كبار قادة الحوزة، ولم يكن لي ‏اي دور في اغتياله”. (ص 132).‏
  • نفى صدام بشكل قطعي وجود أي خطة لاغتيال جورج بوش الأب بعد ‏هزيمته في انتخابات 1992 وسفره إلى الكويت عام 1993، وقال إنه بعد ‏استبعاد بوش من الرئاسة لم يعد يعتبره خصما، ولم يتفهم أبدا القول إن ‏خطة الاغتيال المزعومة كانت أحد الأسباب الرئيسية وراء رغبة بوش الابن ‏الإطاحة به. (ص 137).‏
  • ‏ لا أعتقد أن هناك أي دولة أخرى إضطُهدت وأُسيء الظن بها كما حصل ‏للعراق. (ص 139).‏
  • كنت أستمع خلال عملي في وكالة المخابرات المركزية إلى أن صدام يدرس ‏سيرتي ستالين وهتلر، وكان يقتدي بهما، غير أن صدام أعرب عن ‏اعجابه بديغول ولينين وماو وجورج واشنطن وتيتو ونهرو، ولم يذكر ولا ‏مرة واحدة أنه معجب بهتلر أو ستالين، بل وصف ستالين بأنه لم يكن ‏مفكراً وكانت أساليبه مقززة. إن هذه المعلومات غير الصحيحة كان هدفها ‏تصوير رجل العراق القوي بأنه شيطان. (ص 146).‏
  • سألت صداماً عن قصف حلبجة بالكيمياوي فنفى علمه أو إصداره الأمر ‏بقصف حلبجة، وعندما كررت سؤالي أجاب بلهجة غاضبة “لو كنت راغباً ‏في اتخاذ هذا القرار لكنت اتخذته، ولست خائفاً منك ولا من ‏رئيسك”. (ص152).‏
  • لقد بدا صدام مخيفاً حتى وإن كان محتجزاً في زنزانة محكمة. (ص 153).‏
  • وعن موضوع تجفيف الاهوار قال صدام بأنه قام بتجفيف المنطقة من ‏أجل سكانها، وقال “كيف يمكن للمرء أن يعيش على الماء؟ الأرض هناك ‏خصبة وكنت أتطلع الى توسيع الرقعة الزراعية. لقد أنشأنا مدارس ‏وعيادات طبية وزوَّدنا المنطقة بالكهرباء، وقبل ذلك كانوا يعيشون كما ‏كانوا قبل ثلاثة قرون من الآن”. (ص 154).‏
  • كرر صدام فخره بأن الظاهرة الطائفية لم تكن معروفة في العراق في ظل ‏نظامه، وسألني “هل تعرف إن كان صدام شيعياً أم سنياً؟ إنهما متساويان أامام القانون. في 1959 كان سكرتير حزب البعث شيعياً من الناصرية، وفي ‏‏1960-1961 كان كردياً شيعياً يدعى عبدالكريم الشيخلي”. (ص 155).‏
  • قال صدام إن “حزب البعث جزء من أمتي، وهو يدعو إلى العدالة ‏الاجتماعية والوحدة العربية والحرية والديمقراطية”. (ص 155).‏
  • عندما سألته عن إنجازاته التي يفتخر بها قال صدام “بناء العراق.. كنا ‏نخدم الشعب ونرضي الله”. (ص 157).‏
  • عند إنهاء مهمة نيكسون قال للرئيس صدام “الان بعد ان التقينا أشعر ‏أنني أصبحت أفهمك وأفهم بلدك بشكل أفضل من ذي قبل، فأشكرك ‏على ذلك”. وأضاف “كان صدام رجل سياسة وكان يستخدم مهارات ‏السياسة أثناء وداعي.. كانت كلمة وداع صدام نابعة من التقاليد العربية”.‏
  • التقى الأدميرال ماكريفن بصدام يوم 1/3/2004 وقدّم له بيانا ليوقّعه ‏يدعو فيه (المتمردين) العراقيين الى إلقاء سلاحهم، وهدّده بمصير ‏موسوليني إن لم يفعل ذلك، لكن صدام رفض قراءة البيان، أو توقيعه، ‏وقال “كرامتي لا تسمح لي بقراءته” وقال لاحقاً “أعتقد أن السلطات ‏العسكرية لم تفهم لا صدام حسين ولا العراق” وأضاف “اذا كنتم تريدون ‏وقف سفك الدماء فعليكم أن تغادروا، لن تخسروا شيئا بمغادرتكم، أما ‏نحن فسوف نخسر كل شيء لو أوقفنا القتال”. (ص 160-161).‏
  • في 4 شباط 2008 التقيت بالرئيس بوش وسألني عن طبيعة صدام، فقلت ‏له إنه كان يبدو مسالماً وكان يلجأ الى التواضع المرح، وهنا بدا بوش وكأنه ‏سيفقد صوابه، فسارعت إلى التوضيح بأن تصرف صدام كان مجرد ‏مناورة، وإن صدام كان ساخراً ومغروراً بالإضافة إلى كونه قاسياً وسادياً. ‏مما جعل بوش يهدأ. وسألني بوش: لماذا لم يقبل صدام عرضنا له مغادرة ‏العراق في 17 آذار 2003؟، فقلت له إن صدام لا يشعر بالأمان إلا في ‏العراق، وكان صدام  يتوقع أن لا تتحمل الولايات المتحدة تبعات حرب ‏قاسية. ثم سألني بوش إن كان صدام يعرف أنه سيعدم، أجبته إن من ‏أوائل الأمور التي أشار اليها صدام كانت معرفته بأن حبسه سينتهي ‏بإعدامه. (ص171).‏
  • انتابني بعض الانزعاج بمقدار اهتمام كبار مسؤولي وكالة المخابرات ‏الأميركية بإرضاء الرئيس بوش. (ص 172).‏
  • في اجتماع 4 شباط 2008 مع بوش جرى نقاش حول مستقبل مقتدى ‏الصدر، وقال بوش إن عادل عبد المهدي أخبره بأن مقتدى (يكاد أن يكون ‏متخلفا)، وعندما شكَّك بعض الحاضرين بهذا التوصيف عارض بوش ‏ذلك، ويقول نيكسون، “بدا بوش مقتنعاً بأن العراقيين ما كانوا سيكذبون ‏عليه بعد أن قام بإنقاذ بلادهم من قبضة الطاغية”. (ص 177).‏
  • استفسر بوش إن كان على أميركا أن تقتل مقتدى الصدر، فأُجيب بأنها لو ‏فعلت ذلك لحوَّلته إلى شهيد. (ص 180-183).‏
  • كانت كوندوليزا رايس ذكيّة لكنها ضعيفة، وتعرَّض كولن باول إلى التهميش ‏من قبل المحافظين الجدد. (ص 193).‏
  • كان طموح جورج تينيت (مدير وكالة المخابرات المركزية) هو أداء دور بين ‏كبار اللاعبين، ما جعله في النهاية يعدُّ خشبة المسرح لفشله هو. لقد أفرط ‏تينيت في جهوده لإرضاء البيت الأبيض. كان يشجّع المحللين على تضخيم ‏فحوى تقاريرهم عندما تكون الأدلة ضعيفة وركيكة. (ص 196).‏
  • كاد بوش أن يدمّر وكالة المخابرات المركزية من خلال تحميلها مسؤولية ‏كل الأخطاء التي ارتكبت في العراق، ووصف تحليلاتها بأنها مجرد تخمينات‏، ولكنه لم يكن يسمع غير الذي كان يتطلع إلى سماعه. (ص 200).‏
  • أشار نيكسون بسخرية إلى سذاجة بوش، عندما أوجزوه عن الخلافات بين ‏الشيعة والسنة في العراق، فأجاب بأنه كان يظنُّ أن أهل العراق مسلمون، ‏أي أنه لم يكن يعرف أن الشيعة والسنة هما طائفتان إسلاميتان. (ص ‏‏199).‏
  • بعد احداث 11/ 9 طلب بوش من وكالة المخابرات الأميركية أن توجد علاقة ‏بين صدام والإرهاب، فاستندت الوكالة إلى معلومات جماعة أحمد الجلبي ‏لإصدار ورقة عن صلات حكومة صدام حسين بالإرهاب الدولي، ولم ‏تخضع تلك المعلومات إلى التقييم أو التحقق من مصداقيتها، بل كانت ‏ترسل إلى وزارة الدفاع لاستخدامها لتبرير الحرب على العراق. وأصدر ‏مركز مكافحة الإرهاب ورقة عن صلات حكومة صدام بالإرهاب الدولي، ‏وكانت أكثر وثيقة إثارة للجدل إذ كانت مليئة بالثغرات والافتقار إلى الدقة ‏والتحليلات البائسة والخرافات. (ص 199).‏
  • ‏ بقي كبار اللاعبين السياسيين (الأميركان) متمسكين بشدة بتبريراتهم ‏لخوض حرب العراق حتى بعد أن ظهرت الحقائق بأنهم كانوا على خطأ، ‏فكانوا كالناجين من سفينة غارقة والممسكين بأطراف قوارب النجاة. (ص ‏‏203).‏
  • دهشت لدى قراءتي مذكرات بوش “نقاط القرار” (الصادرة عام ‏‏2010)عن مؤامرة صدام المزعومة لقتل ابنتيه، إذ بقي بوش مقتنعاً بذلك ‏رغم أن كل الأدلة تشير إلى عكس ذلك. (ص 204).‏
  • خلال الأشهر السابقة للغزو كان بعض أصدقائي يعودون من اجتماعات ‏مجلس الأمن القومي ليتحدثوا عن المنطق الخرافي السائد في البيت الأبيض‏‏. كان طاقم بوش يرفض التعامل مع أي شخص ذو صلة بصدام أو بحزب ‏البعث، كان ذك موقفاً محبطاً، إذ كانوا مقبلين على إصدار أمر بغزو بلد و‏هم لا يعرفون شيئاً عمن كانوا سيهاجمونه. (ص 205).‏
  • من بين أكثر جوانب مذكرات بوش المقلقة قوله “كان هناك شخص ‏واحد قادر على تفادي الحرب لكنه لم يفعل، لقد خدع العالم ثم خدع ‏نفسه”. علَّق نيكسون على ذلك بالقول “لقد أظهر (بوش) إخفاقاً جوهرياً في فهمه ‏لشخص صدام وللدوافع التي جعلته يفعل ما فعل، كان صدام مستعداً ‏للتفاوض، فلقد صرح إبان عهدي كلينتون وبوش الابن إنه جاهز لمحاورة ‏الولايات المتحدة في أي وقت. إلا أن بوش هو الذي رفض التفاوض”. (ص ‏‏204-205)‏
  • كان رامسفيلد يريد مغادرة صدام للعراق لتفادي الحرب، كان ذلك ‏نموذجاً للخطأ العميق في قراءة الزعيم العراقي، كان صدام فخوراً جداً ‏بجذوره.. ولم يكن العراق مجرد بلده، بل كان كيانه ومجمل هويته. (ص ‏‏206).‏
  • كان طاقم بوش يرفض الاستماع إلى أي شيء يشكّك بصحة مسألة وجود ‏شبيه لصدام. (ص 208).‏
  • وصف رامسفيلد بول بريمر بإنه (وغد بيروقراطي يعبث ببلاد ما بين ‏النهرين). (ص 208).‏
  • كنت أتأمل من توني بلير أن يظهر الشجاعة ويعترف بأن بريطانيا ساهمت ‏في الغزو بالاستناد إلى فرضيات ثبت لاحقا أنها خاطئة، ولكن بدلاً من ذلك ‏أطال بلير الحديث عن التهديد المتنامي المتمثل بصدام. (ص 208).‏
  • أعترف أني لعبت دوراً صغيراً في كارثة جسيمة جداً ألمَّت بسياسة أميركا ‏الخارجية، وهي حرب العراق. (ص 223).‏
  • كان وجودنا (في العراق) يستند إلى مخيلة المحافظين الجدد المتمثلة ببسط ‏النفوذ الأميركي في المنطقة، وإلى قناعة الرئيس بوش بأن صدام أراد قتل ‏بوش الأب. (ص 224).‏
  • أنفقنا ترليونات الدولارات وضحّينا بآلاف الرجال والنساء لنحصل في نهاية ‏المطاف على بلدٍ تزيد فيه حالة الفوضى عمّا كنت عليه أيام حكم صدام ‏البعثي. (ص 225).‏
  • يبدو أن إيران كانت أكثر المستفيدين من مغامرتنا في العراق. (ص 225).‏
  • لقد أثبتت إزالة صدام عن السلطة أنها نكبة حلَّت بالعراق الذي بات الآن ‏دولة فاشلة بجميع المقاييس. (ص 227).‏
  • خلال السنوات التي تلت تركي العمل في وكالة المخابرات الأميركية كنت كثيراً ‏ما أفكر بصدّام الذي تمكن من إختراق جلدي ليعشعش في ذهني.. أدركت ‏بعد مرور السنين، أنا وزملائي، أننا ما كنا نعرف عن صدام شيئاً، كنا أسرى الانطباع المبني على أحداث 1990-1991. شعرت بشخصية صدام ‏الجذابة وبحدود ذكائه وكنت أحترمه يوماً وأكرهه في اليوم التالي، ولم أكوّن ‏في نهاية المطاف غير مخطط صورة للرجل، وسوف أقضي بقية حياتي في ‏ملء الفراغات في تلك الصورة. (ص232).‏
  • صدام كان الرجل الأكثر وقاراً وهيبة في غرفة الإعدام، لقد تعامل مع ‏الموقف كما كنت أتوقع منه، بتحدٍّ وبلا خوفٍ حتى النهاية.( ص235).‏

تاسعاً: أدناه رابط الترجمة العربية لكتاب (استجواب الرئيس).

https://drive.google.com/file/d/1RnnnQk-Eg0AwGZS22ERVWFriK2HdYx9Y/view

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى