تصعيد في المواجهات بين الجيش الصهيوني وقوى المقاومة في غزة وبما يؤشر على تغيير ملحوظ في قواعد الاشتباك

أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الثلاثاء ان إسرائيل “سترد بقوة كبيرة” على القذائف التي تطلق من قطاع غزة، بعد اطلاق نحو 30 قذيفة هاون من القطاع على جنوب اسرائيل.

وقال نتانياهو “ننظر ببالغ الخطورة إلى الهجمات التي شنتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي عليها من قطاع غزة”. وأضاف ان الجيش “سيرد عليها بقوة كبيرة. كل من يحاول الاعتداء علينا سيدفع ثمنا باهظا

وفي ذات السياق، تعالت منذ صباح اليوم الأصوات الإسرائيلية التي تنادي برد قوي على القذائف الصاروخية التي اطلقت من قطاع غزة تجاه البلدات الإسرائيلية المحاذية صباح اليوم الثلاثاء.

وقالت القناة الـ14 العبرية، إنّ اجتماعاً عاجلاً يعقد للمجلس الوزاري الأمني السياسي المصغر- الكابينيت لمناقشة التطورات الامنية بالجنوب في “مخبأ يوم القيامة” تحت الارض في القدس.

وأضافت القناة نقلاً عن عضو الكنيست الإسرائيلي، حاييم يلين، إنّه  يجب قصف منازل قادة حماس رداً على الرشقات الصاروخية التي أطلقت من غزة تجاهنا، مضيفاً “هذه هي نقطة ضعفهم”.

كما نقل موقع 0404 العبري عن الوزير في الحكومة الإسرائيلية أيوب قرا، يجب أن تدفع المنظمات في غزة ثمنا باهظاً، مضيفاً أنّ إطلاق قذائف الهاون صباح اليوم على المناطق المحيطة بقطاع غزة ، قائلاً إنه “تصعيد خطير وسيترتب عليه نتائج بعد الان “.

وأكد، أنّه بالنسبة لإسرائيل ، فإن حماس وحدها هي المسؤولة عن هذا التصعيد ، وسيقوم الجيش الإسرائيلي بجعلهم يدفعون ثمنا باهظا ومعهم جميع المنظمات الإرهابية وذلك من أجل ضمان أمن سكان دولة إسرائيل.

الوزير يسرائيل كاتس الغى مشاركته في مؤتمر في ايلات بسبب عقد اجتماع للكبينيت لمناقشة الوضع الامني . نقلاً عن القناة 14.

صحيفة “معاريف” نقلت عن عضو الكنيست عمير بيرتس، يجب أن ترد قوات الجيش بقسوة أكبر من ذي قبل.

وأوضح، اور هيلار المراسل العسكري للقناة 14، ان رد الجيش على هذه الرشقة الكبيرة من الهاون التي وقعت هذا الصباح لم يبدأ بعد ، و يقول ايضاً ان رد الجيش سيكون واسع في القطاع .

الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أكد، أنّه في أعقاب الإنذارات التي سمعت صباح اليوم ، تم إطلاق وابل من 25 قذيفة هاون على عدد من المواقع في “أراضي دولة إسرائيل”. تم اعتراض معظمها من قبل نظام القبة الحديدية.

وأضاف، أنّ في هذه المرحلة لا توجد تعليمات خاصة لسكان المنطقة المجاورة لقطاع غزة. يجب إطاعة تعليمات قيادة الجبهة الداخلية، مشيراً أنّ هذا هو أشد وابل منذ ” الجرف الصامد”.

ونقل “مفزاك لايف” العبري، عن عضو الكنيست موتي يوغيف، أنّه يجب القضاء على قادة حماس واستبدال الحكومة في غزة.

عاموس هرئيل المراسل العسكري من صحيفة هآرتس، قال، إنّ حماس غيرت قواعد اللعبة والاشتباك، و الجيش سيرد بقوة وبشكل واسع على ما حدث هذا الصباح ضد اهداف للحركة.

وأوضح، عضو الكابينيت، الوزير ارييه درعي، لن نكتفي بالرد عبر قذائف المدفعية ، سنضربهم بالاماكن المؤلمة لهم .

وأضاف، “لن نعيش مرة أخرى في روتين أطلاق النار علينا. لن نرد فقط بنيران المدفعية ، ولكن في الأماكن التي يمكن أن تكون أكثر إيلاماً “.

وفي حديثٍ لصحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، قال رئيس المجلس الإقليمي أشكول “غادي ياركون”، إننا استيقظنا على ضربة كبيرة جراء وابل من القذائف.. نستعد لصباح معقد”.

ومن جانبه كتب المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس” العبرية عاموس هرئيل، تقريرا عن التطورات العسكرية التي شهدتها مناطق اسرائيل الجنوبية، بعد إطلاق عدة قذائف صاروخية من قطاع غزة، جاء فيه:

اطلاق القذائف تجاه مستوطنات غلاف غزة صباح اليوم، يعتبر الحادث الأول من نوعه منذ انتهاء حملة “الجرف الصامد” – حرب عام 2014 -، وتغيير واضح في قواعد اللعبة من قبل حماس، فحماس لم توافق بعد أحداث مسيرات العودة على اطلاق القذائف تجاه إسرائيل.

منذ عدة أيام عبرت حماس عن البدء بتغيير سياساتها، ولم تعد تريد الحفاظ على تظاهرات ومقاومة جماهيرية سليمة، منذ 3 أيام قتل الجيش الإسرائيلي 3 نشطاء لحركة الجهاد الإسلامي، ردا على وضع عبوة متفجرة على السياج الحدودي.

وبالأمس قتل طفل صغير وناشط في الذراع العسكري لحركة حماس، بنيران دبابات الجيش الإسرائيلي، شمال قطاع غزة، الفصائل المسلحة بغزة هددت بالأمس، وفي هذا الصباح نفذت تهديداتها.

بحسب الجيش الإسرائيلي، فإن هذه هي الرشقة الأكبر منذ انتهاء “الجرف الصامد”، والتي وقعت الساعة السابعة صباحا، وخلالها تم اطلاق 25 قذيفة هاون تجاه غلاف غزة، وتم اعتراض غالبيتها بواسطة القبة الحديدية.

بحسب الجيش، لم يسقط أي قتلى أو اصابات جراء القذائف القادمة من غزة، وهذا دليل على تحسن قدرات القبة الحديدية في اعتراض قذائف وصواريخ غزة.

من الصعب أن نتوقع ماذا سيقوم به الجيش الإسرائيلي، ردا على هذه القذائف، ومن الصعب أكثر أن نعرف كيف سترد إسرائيل، لو تسببت هذه القذائف بوقوع قتلى في مستوطنات الغلاف.

بحسب الجيش الإسرائيلي، فإن الجهاد الإسلامي من تقف خلف اطلاق القذائف، ولكن حماس هي المسيطرة على القطاع، ولذلك سيرد الجيش بقصف مواقع عسكرية لحماس وسط القطاع، ولن يكتفي الجيش باستهداف نقاط مراقبة تابعة لحماس على طول السياج مثل كل مرة.

بينما يواصل “مقاومون” إطلاق القذائف الصاروخية، باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، في محيط قطاع غزة، بدأت في إسرائيل مشاورات أمنية لبحث الرد على “التصعيد”.

وقبيل الساعة العاشرة من صباح اليوم أفادت مصادر اعلامية أن عدة قذائف هاون اطلقت من قطاع غزة على المجلس الاقليمي أشكول، وتزامن الإعلان مع إطلاق صافرات الإنذار في محيط قطاع غزة.

ولم يعلن أي تنظيم فلسطيني مسؤوليته عن إطلاق القذائف حتى الآن.

وقالت مصادر إسرائيلية إن قذيفة هاون سقطت خارج حدود المجلس الإقليمي أشكول، ليرتفع عدد القذائف التي سقطت منذ صباح اليوم إلى 28 قذيفة، دون أن تقع إصابات بينما لحق أضرار مادية بممتلكات المستوطنين.

وعلى ضوء ما وصفته إسرائيل بالتصعيد غير المسبوق منذ العدوان على غزة عام 2014، دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى عقد مشاورات أمنية في مكتبه لبحث الرد على إطلاق القذائف.

ويشارك في المشاورات مسؤولو الأمن والجيش ووزير الاستخبارات الإسرائيلية يسرائيل كاتس الذي ألغى مشاركته في مؤتمر للمحامين في إيلات.

وفي وقت لاحق عقد وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان اجتماعا في مقر وزارة الجيش بتل أبيب بمشاركة رئيس الأركان غادي ايزنكوت وحضور قادة الجيش، لبحث التطورات في قطاع غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي في تقديرات أولية للموقف، إن الجهاد الإسلامي اطلق القذائف الصاروخية ردا على قصف المدفعية الإسرائيلية نقطة رصد لسرايا القدس أول أمس الأحد، مما أدى إلى استشهاد ثلاثة مقاومين.

وتوقع مراقبون أن تشن إسرائيل سلسلة من الهجمات على أهداف في قطاع غزة، دون أن تتدهور الامور إلى حرب مفتوحة شبيهة بالحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع عام 2014.

من جهته دعا جادي يركوني رئيس المجلس الإقليمي “أشكول” الحكومة الإسرائيلية للرد بقوة على إطلاق القذائف، مؤكدا أنهم على اتصال دائم مع الجيش لرصد تطورات الموقف، دون أن تصدر تعليمات للمستوطنين بتغيير روتين حياتهم حتى الآن.

وكان مستوطنو المجلس الإقليمي أشكول قد هرعوا إلى الملاجئ مع ساعات صباح اليوم، بعد أن دوت صافرات الإنذار في مستوطناتهم إثر تعرض محيط غزة لرشقة من قذائف الهاون، كما انطلقت القبة الحديدية لصد بعضها.

هذا وقد بارك داوود شهاب، الناطق باسم “حركة الجهاد الإسلامي”، القصف الذي استهدفت فيه المقاومة عدداً من المستوطنات الإسرائيلية.

وقال شهاب : “رد مبارك للمقاومة.. تحية لكل الأبطال الفرسان الذين يواصلون رباطهم ودفاعهم عن كرامتنا رغم الحصار والألم”، مضيفاً “دماء أبناء شعبنا ليست رخيصة حتى يستبيحها الارهابيون دونما رادع”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى