هشاشة عظام الأستعمار الأمريكي الغربي الصهيوني على سوريا

للتاريخ آذان , وله عيون أيضا , وأذان التاريخ تتداول عبرالسمع و كتب التاريخ , وعيونه تتمثل فى ذلك المعاصر للأحداث فيوثقها بعد أن يشاهدها بأم عينه ويشهد عليها ( محمد حسنين هيكل –مثال على ذلك-).

آذان التاريخ ,أَذَنَت منذ الأستعمار الصليبى على الأمة العربية ,أن التحضير للأستعمار والعدوان , و أن تنفيذ فعالياته واهدافه فى أى بلد مرتبط أرتباطا لايقبل التجزئة بقدرته على تجنيد الخونة والجواسيس والأعوان والمرتزقة , ولا يزول اِلا بأكتشاف الخونة والجواسيس والعملاء والقضاء عليهم , وعيون التاريخ شهدت ذلك حديثا , فى العدوان الثلاثى على مصر 1956 , حين تواطىء اعداء ثورة يوليو من الأقطاع والرأسمالية والأخوان وبرروا العدوان وسايروه – وفى عدوان 1967 , أكدت الوقائع أن عبد الحكيم عامر وشمس بدران كان سبب تقاعسهما فى تلافى الضربة الجوية الأسرائيلية رغم تنبيه عبد الناصر عليهما بميعادهاهو العمالة التى جرهما اليها الملك حسين , وقد وضح ذلك بأبعاد عبد المنعم رياض عن الجيش المصرى وتمسك الملك حسين به ليقود الجبهة الاردنية ثم تكبيله من اتخاذ القرار, وكيف أن حكام السعوديه أنذاك توسلوا الى أمريكا بأن تعجل اسرائيل بحربها لتنهى حكم جمال عبد الناصر– وفى حرب 1973 أتضح أن القيادة العسكرية المصرية أعدت الحرب من اجل تحرير سيناء ’ فى حين السادات اتفق مع كيسنجر على انها تحريك لحالة اللاسلم واللاحرب من اجل السلام مع اسرائيل , والمثال صارخ فى حرب أمريكا على العراق والتحالف الأستعمارى على ليبيا ثم اليمن , كلها حروب ماكان يقوم بها الغزو الأطلسى الأمريكى , اِلا بالخونة والعملاء وبأدوات الأستعمار القديم والحديث المتمثلة فى الرجعية العربية التى تمول العملاء ماديا , وبأعلام مافيا الرأسمالية الذى يعمل على ترويج أكاذيب الأستعمار ويساير منطفة فى المؤامرات وخلق وأبداع المبررات للغزو الأستعمارى لدولنا العربية وهو يضخ المليارات فى ماكينة الميديا وأمبراطورية الأعلام التى يوجهها الصهاينة لغسل أدمغة شعبنا العربى لتخديره وتكفيره بقيمه ومبادئه وقوميته العربية وزعاماته التاريخية .

ومن أجل القضاء على الجامعة العربية ودولها المقاومة للصهيونية ,اِبتُدِعَ مجلس التعاون الخليجى كألية صهيونية لتحقيق ذلك .

وعلى مدى سبع سنوات صارت سوريا ميدانا للتأمر والخيانة والحرب بالوكالة عن قوى الأستعمار المباشر , وكان حكام السعودية وقطر وتركيا هم من مول ودرب وسلح كل أدوات الآستعمار التى عاثت فى سوريا قتلا وتدميرا وسفكا للدماء من اجل تحقيق مصالح الاستعمارفى القضاء على الجيش العربى السورى , لكن صمود الجيش السورى وتحقيقة للأنتصارات والقضاء على كل أدوات الاستعمار ( النصره وداعش واحرار الشام وغيرهم ), جعل الأستعمار المباشر يشيح عن وجهه السافر , فكان التمهيد للمُحلل والمبرر للعدوان , فكان تنظيم الخوذ البيضاء الذى يتبع الاستخبارات البريطانية ،والمنظمة الطبية السورية الامريكية التى تسيرها الاستخبارات المركزية الأمريكية .

ومنظمة الخوذ البيضاء أسسها 2013 في تركيا متقاعد من الاستخبارات البريطانية يسمى ” جيمس لي ميزوريه ,وقبل هذا التاريخ تحرك بعض الشباب بعد ارتفاع عدد الاصابات في صفوف المدنيين خاصة في حلب في البداية لتأسيس مجموعة إنقاذية وهم شباب منحدرون من التوجهات الديمقراطية ، وبدأت تتكون ألوية في كل المدن التي تجري فيها الحرب بغض النظر عمن يسيطر على المدينة ،ولما بدأت تنجح التجربة انخرطت فيها جماعات الاسلام السياسي وسيطرت عليها ، وقد اهتمت بريطانيا بها منذ أن انخرط فيها هذا الاتجاهو الذي ربط نفسه بالعميل البريطاني في سنة 2013 وكانت تركيا في هذا التاريخ بؤرة المؤامرات الاستخباراتية الاجنبية المهتمة بسوريا ,وقد دعمت بريطانيا وفرنسا المجموعة بعد أن أسسها جيمس لي ميزوريه بالاسم الجديد ” الخوذ البيضاء ” بعد أن كانت تسمى الدفاع المدني وقدموا أموالا ليصبح أفراد الخوذ البيضاء يتلقون راتبا شهريا بعد أن كان العمل تطوعيا ، . أمريكا كانت مساندة لها وقدمت لها ملايين الدولارات وقف على الخوذ البيضاءبصفتها تتعامل ليس فقط مع النصرة وحركة نور الدين الزنكي وانما مع غيرها من التنظيمات الارهابية فيما عدا داعش.

الخوذ البيضاء أذن منظمة تخدم الاستعمار وهي بعد أن كانت قبل سيطرة الجماعات المسلحة عليها ووضعها تحت اشراف المخابرات البريطانية تعمل في كل المدن التي يجري فيها القتال أصبحت تعمل فقط في المدن التي تسيطر فيها الجماعات الارهابية من كل الاشكال من داعش ألى النصرة إلى جيش الاسلام , وتغادر معها المدينة عندما تغادر ..

وها نحن نشاهد المسرحية التي أعلنتها الخوذ البيضاء حول (دوما) قد سقطت ,حينما دخل الفنيون الروسيون وفتشوا عن دليل عن المواد الكيماوية ولم يجدوا شيئا ، وها نحن أمام المدنيين الذين أدلوا بشهاداتهم حول المسرحية وكيف اندفعوا إلى مستشفى دوما بعد أن قالت لهم الخوذ البيضاء بأن القذائف هي كيماوية ( على غير الحقيقة), وها نحن أمام أطباء المستشفى الذين أيدوا ما قاله المدنيون وأكدوا أن مصورين دخلوا بعد المدنيين وصوروهم وقالوا لهم أنهم مصابون بالكيماوي وعليهم أن يغسلوهم بالمياه وبعد ذلك ذهبوا بعد التصوير ، وأضاف الأطباء أنهم بعد الفحص لم يجدوا أي مواد سامة أو كيماوية لدى المدنيين.

لم يكن خلق المبرر للغزو هو المُدبر أولا , أنما قبله بأيام سيرت المخابرات الأمريكية أشاعة بأن القوات الأمريكية ستغادر سوريا ,وكان الهدف من ذلك اللعب بمشاعر محمد بن سلمان , الذى جن جنونه والذى لايرى القوات الامريكيه بعيداُ عن سوريا فى ظل تواجد بعض من القوات الايرانية وحزب الله,وهو مادفعه للذهاب الى واشنطن وعرض 1300مليار دولار تكاليف ضرب سوريا وغزوها وتابع الى لندن وباريس تمهيدا لبقاء القوات الأمريكية بها على غرار ماحدث فى العراق , لكن أمريكا تعرف جيدا ,أن سوريا ومحور المقاومة ,وقبل ذلك التواجد الروسى قادرعلى أن يجعل أمريكا وحلفائها فى موقف يؤدى الى أن يفقدها هيبتها وسطوتها , وهى فى نفس الوقت تريد ان تُحلل مبلغ 1300مليار المقدمه من السعودية , فكانت هجماتهم صبيحة 14\4\2018أنطلاقاً من قاعدة العيديد القطرية التى سهلت للعدوان الثلاثى مهمة ضرب الأراضى السورية فى هجمات عنترية بأكثر من مائه صاروخ ذكى بل يقال أن احدث صاروخ أمريكى شارك فى ضرب المواقع السورية , اِلا أن قوات الدفاع الجوى والمضادات الأرضية تصدت لهذا العدوان وأسقطت مايزيد على 70 صاروخاً وبدت الأصابات كلها مادية ,مما ينبىء عن فشل ذريع لقوات العدوان الثلاثى ,وهشاشة عظامها رغم انها ماجرأت على القيام بهذا الأعتداء الغاشم على الأرض السورية ,اِلا من خلال العملاء المتمثلين فى منظمة الخوذ البيضاء والجواسيس ومنهم قيادات الاكراد , بل ومن القوات التركية ومخابراتها ويبقى أن الدافع الأقوى الذى حث دول العدوان الثلاثى على القيام بهجماتها الصاروخية ,كان ثمن وتكاليف الضربه – وهومايزيد بعشرات الأضعاف عن التكاليف- المقدم من حكومة المملكة العربية السعودية , والتسهيلات القطرية بفتح اراضيها كنقطة وثوب وأنطلاق لمهاجمة الاراضى السورية.

ويبقى الواقع الذى سيسجله التاريخ أذاناً وعيوناً ,أن الأستعمار الأمريكى البريطانى الفرنسى ومعهم العدو الأسرائيلى , لم يجرأ على مدى التاريخ أن يهاجم دولنا العربية اِلا من خلال العملاء والجواسيس والأدوات وقبل ذلك الرجعية العربية المتمثلة فى ملوك ومشايخ وأمراء مجلس التعاون الخليجى كأداة صهيونية لتفتيت الدول العربية والقضاء على جيوشها , وعلى ذلك وجب على شعبنا العربى مقاومتهم وتنظيف بلداننا العربية من الجواسيس والعملاء والأدوات الأستعمارية , بعدها لن يقدر الأستعمار أن ينفذ مؤامراته على بلدانا ولا أن تطأ اقدامه أرض وطننا العربى ,والبداية نضال الجيش العربى السورى طلية 7 سنوات وماجرى مؤخراً من قدرته على أفشال العدوان الثلاثى على سوريا ,بل وهزيمته , لتعيش سوريا الأقليم الشمالى للجريمة العربية المتحدة ويعيش جيشها الأول .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى