اليوم ذكرى رحيل “الولد الفلسطيني” الشاعر أحمد دحبور

يصادف اليوم، الثامن من نيسان، الذكرى الأولى لرحيل الشاعر الفلسطيني أحمد دحبور (1946-2017) كاتب أهم أغنيات الثورة الفلسطينية، التي اشتهرت بها وغنتها فرقة العاشقين.

عمل مديرا لتحرير مجلة (لوتس) حتى 1988 ومديرا عاما لدائرة الثقافة بمنظمة التحرير الفلسطينية، وكان عضوا باتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين.

أصدر العديد من الدواوين الشعرية من أشهرها (الضواري وعيون الأطفال) و(حكاية الولد الفلسطيني) و(طائر الوحدات) و(شهادة بالأصابع الخمس) و(كسور عشرية) وحصل على جائزة توفيق زياد في الشعر عام 1988.

لا تزال الكثير من الأغنيات التي كتب كلماتها تتردد في العديد من المناسبات الوطنية ومنها (اشهد يا عالم) و(عوفر والمسكوبية) و(يا شعبي يا عود الند) و(والله لأزرعك بالدار) و(يا بنت قولي لأمك) و(غزة والضفة) و(صبرا وشاتيلا) وغيرها.

في أي لقاء أدبي أو ندوة شعرية أو حوار صحفي، تكون حيفا جوهر ولذة ما سيقوله، فهو المليء بحيفا، وكما قالها مرة: لا أكلّ من الذهاب إلى حيفا.

دحبور المولود في حيفا، يوم 21-4-1946، والعائد إلى حيفا يوم 21-4-1996، جرحه الأول خسارة حيفا، شاءت الأقدار أن تكون الخسارة في عيد ميلاده الثاني، في 21-4-1948، فيقول “لم يشعل لي أهلي شمعتين احتفاءً بعيد ميلادي الثاني، إنما حملوني وهاجروا بي إلى المنفى”.

هي حال أقدار كثير من الفلسطينيين، فيها من الغرابة والمصادفة ما يضمن لأن تكون حياة كل واحد فيهم رواية، وهم الذين يلتقون بأبنائهم وآبائهم خلف قضبان سجون الاحتلال، ومنهم من ولد وعاش ومات وهو يحلم بأن يشم هواء الوطن، وآخرون هجّروا وهم يحملون من الوطن أسماء بلداتهم الصغيرة وبضع حكايات يروونها شفويا منذ سبعين سنة، ومنهم من أخذه الكبر إلى نسيان تلك التفاصيل، وهذا طبيعي جدا، لأولاد كانوا بعمر الثامنة والتاسعة، قبل أن تخطف المنافي باقي العمر.

حين عاد للوطن، بعد 48 عاما من التهجير عاشها في حمص، قرر دحبور أن يدخل حيفا يوم 21-4-1996، زار بيته ووجد قاطنيه من العرب، فاطمئن.

حيفا هي خلاصة روحه، عرفها من أمه وجدته، كان يساوره قلق: هل حيفا بهذا الجمال فعلا، أم أنه من نسج خيال أمه؟ وحين زارها كانت حيفا أكثر جمالا وبهاء من وصف أمه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى