حسن البنا اكتشف متأخراً خطأ منهجه الاخواني ولكن

قال الدكتور أسامة الأزهرى، عضو الهيئة الاستشارية لرئاسة الجمهورية المصرية، والأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، إن حسن الهضيبي المرشد الثاني لجماعة الإخوان المسلمين ذكر في كتابه”قضاة لا دعاة” أن التكفير تسرب لجماعة الإخوان.
وأضاف الأزهرى: أن المعزول محمد مرسي قال فتشنا عن الإسلام فوجدناه عند سيد قطب في كتاب ”ظلال القرآن” مضيفاً أن تولي المرشد مهدي عاكف كان على أساس أنه سجن 25 عاماً ، فتحمل المسؤولية عندهم بالابتلاء وليس بالأهلية والكفاءة والمقدرة العلمية ولو كان ذلك صحيحاً لكان سيدنا بلال بن رباح أولى بخلافة رسول الله لشدة ما تعرض له من تعذيب.
وقال الأزهرى، خلال محاضرة ألقاها بعنوان”المفاهيم المغلوطة عند التيارات المتطرفة ودور الأزهر في مواجهتها”، لطلاب وأساتذة كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن محاولة الاستنباط من القرآن بدون وجود أدوات الفهم ستولد سلسلة من الأفكار التي ترمى الناس بالشرك وتحمل عليهم السلاح، مضيفاً أنه عندما بدأ علماء الأمة جيلاً بعد جيل تصحيح الإفهام بدأ ظهور ”علم أصول الفقه”، وهو منهج فهم الوحي وثاني الهديين بدونه يصبح الإدراك منقوصاً.
وأضاف الأزهرى، أن الأطروحة الفكرية للإخواني سيد قطب في تفسيره لبعض آيات القرآن لا تزال تولد فكراً مصحوبا بموجه عنف حتى الآن، مشيراً إلى أن كتاب ”في ظلال القرآن لسيد قطب ” أساس الجماعات التكفيرية وهي المدونة الأساسية التي ترتكز عليها.
وأوضح الأزهري في هذه المحاضرة التي حضرها الدكتور عبد الحي عزب، رئيس جامعة الازهر، أن سيد قطب أعرض عن تجربة علماء الإسلام في فهم الوحي عبر تاريخ المسلمين وتجاهل منهج الفهم عندهم بل جعل النتاج الفكري لأمة الإسلام ثقافة جاهلية، وذهب يجهد بنفسه في فهمه معتمداً على حدسه وحسه الشخصي وتصوراته الخاصة.
ونوه إلى أن ”قطب” انتقل إلى دار الحق وهو بين يدي الحكم العدل ، فنحن الآن لا نتكلم عن شخصه، لكن ما يعنينا أطروحته القرآنية في فهم القرآن وما في تلك الأطروحة من تهجم على حرمة الوحي الشريف التي استباحت تكفير عموم المسلمين ، لنعمل على صيانة فهم القرآن من أي تأويل منحرف أو فهم مغلوط.
وأشار الأزهرى، إلى أن أطروحة سيد قطب أخذها من فكر الخوارج ، ومنهم في زمننا المعاصر أبو الأعلى المورودي، وسخر لها قلمه وبيانه ، وصنع منها نظرية متكاملة الأركان تنضح بالتكفير، حتى خرج يوسف القرضاوي نفسه في إحدى اللقاءات التلفزيونية مع الإعلامي ضياء رشوان بعد ثورة يناير وأكد أن كتابات قطب تتوجه ناحية التكفير العام للمجتمع، وأن أفكاره تختلف مع أفكار أهل السنة والجماعة، بل كتب القرضاوي ذلك بالتفصيل في كتابه (ابن القرية والكتاب ملامح سيرة ومسيرة”.
وواستطرد الأزهرى، قائلاً: كتاب ”في ظلال القرآن” لسيد قطب 6 مجلدات عددهم 4500 صفحة، منها 300 صفحة ”سم زعاف” تدور فكرتهم حول فهم مغلوط فسره لنفسه في قوله تعالى ”ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون” فتولدت عنده نظرية الحاكمية التي انتقلت إلى التكفير، ثم بدأ يتنقل من التكفير إلى الجاهلية ثم إلى التمكين، والتي تتكون من مجموعها نظرية متكاملة داخل عقل التيارات التكفيرية”.
وبين ”الأزهري” أن أفكار الجهادي صالح سرية وكتابه ” في رسالة الإيمان” نبعت من كتاب ”في ظلال القرآن” لسيد قطب، مضيفا أن شكري مصطفى مؤسس التكفير والهجرة زميل سيد قطب في السجن، وأن مؤسس تنظيم الجهاد محمد عبدالسلام فرج مرجعيته أيضاً سيد قطب، وغيرهم كثير مرورًا حتى الوصول لتنظيم داعش.
وقال الأزهرى، إن تركى، البنعلي كتب كتاباً عن الرجل الثاني في تنظيم داعش، المسمى بالعدناني فذكر فيه أنه تأثر كثيراً بتفسيرات سيد قطب وأنه كان من أحب الكتب إلى قلبه حتى عكف عليه عشرين سنة وكتبه بخط يده.
وأكد الأزهرى، أن مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا لم يعرض أطروحته على أساتذته إلا وأنكروها عليه ، فهي فكرة نبتت لشاب في عمر 19 عاماً ، وبعد 20 سنة من ميلاد فكرته اكتشف حسن البنا خطأ منهجه بل تمنى أن يعود بالإخوان إلى المنهج الدعوي الصرف في خواتيم مسيرته لكن الجماعة مضت فيما أنكره مؤسسها.
واختتم الأزهرى، حديثه للأساتذة والطلاب: ” الأمة المحمدية لا تنجرف إلى الكفر أبداً كما تصوره قطب أو الفرق التكفيرية، لكن عليكم القراءة والاطلاع والبحث ودراسة أصول الفقه ومقاصد الشريعة، لتعلموا الناس وتكونو نوراً لهم في وقت يموج بالأفكار التكفيرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى