ازمة حادة ولكنها صامتة بين الاردن والسلطة الفلسطينية

تشهد العلاقة الاردنية – الفلسطينية حالياً ازمة حادة ولكنها صامتة ومرشحة للاستمرار فترة طويلة بحكم استمرارية بواعثها واسبابها.

وبرغم تجاهل الجانبين الاردني والفلسطيني لهذه الازمة والتظاهر بعدم وجودها، الا ان تجلياتها الفعلية على ارض الواقع اكبر واوضح من قدرة الجانبين على اخفائها والتكتم عليها.
الراصدون والمراقبون حاولوا، باستخدام ”قوة التفكير والاستنتاج”، الوقوف على اسباب هذا الجفاء السياسي غير المسبوق في عهد الملك عبدالله الثاني والرئيس محمود عباس، حيث استعرضوا عدداً من الوقائع الاشكالية التي نغصت العلاقة بين عمان ورام الله، اولها تصويت القيادي الفتحاوي جبريل الرجوب لصالح المرشح السويسري بلاتر، وليس للامير علي بن الحسين، في انتخابات رئاسة منظمة الفيفا.. وثانيها انزال الدكتور احمد هليل، امام الحضرة الهاشمية عن المنبر في المسجد الاقصى بالقدس ومنعه من استكمال خطبته.. وثالثها تقدم السلطة الفلسطينية بطلب انضمام للامم المتحدة دون التشاور والتنسيق مع الحكومة الاردنية، مع ان الاردن عضو في مجلس الامن، ويرى بحكم هذا الوضع ان الوقت غير مناسب لمثل هذا الطلب الفلسطيني.
ورغم ان محمود عباس قد زار الامير علي وقدم له اعتذاراً عن موقف الرجوب المرفوض سياسياً واخلاقياً، كما حاول عباس استرضاء الجانب الاردني عن الاساءة للدكتور هليل، والاستعجال في طلب الانضمام للامم المتحدة دون التشاور مع المندوب الاردني هناك.. الا ان ذلك كله لم ينجح في نزع فتيل التوتر والتأزيم في العلاقة بين الطرفين.
المراقبون الخبثاء يعربون عن اعتقادهم ان المسؤولين الاردنيين يريدون تكبير الازمة والنفخ فيها والاصرار عليها لغاية في نفس يعقوب.. فالاردن الذي يئس – فيما يبدو – من ”حل الدولتين” ومن حمل حكام الليكود، وعلى رأسهم نتنياهو، على وقف اعمال الاستيطان وتهويد القدس وتقاسم الحرم القدسي، ادار ظهره للقضية الفلسطينية، شأن معظم الدول العربية، وشخص ببصره واهتمامه نحو حدوده الشمالية مع سوريا والشرقية مع العراق، حيث تحتدم المعارك والصراعات الدامية في هذين القطرين الشقيقين، فيما تنعم الحدود الاردنية الغربية مع اسرائيل بالسكينة والهدوء.
وقد اعاد هؤلاء المراقبون الخبثاء الى الاذهان تلك التصريحات الاستفزازية التي ادلى بها رئيس الوزراء عبدالله النسور للاذاعة الاسرائيلية، واعرب فيها عن الخشية من ان يتفاجأ الاردن بمفاوضات فلسطينية – اسرائيلية سرية تفضي الى اتفاق هزيل على غرار اتفاق اوسلو.
واكد النسور في تلك التصريحات، اواخر شهر ايار الماضي، ضرورة ايجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية يشمل كافة الملفات، مع مراعاة مصالح الاردن العليا.
جدير بالذكر والتذكير معاً، ان نتنياهو قد تعهد جهاراً نهاراً، لدى تشكيل حكومته الراهنة، بتحقيق عملية تقاسم العبادة بين المسلمين واليهود في الحرم القدسي، شأن ما جرى قبل عدة اعوام في الحرم الابراهيمي بالخليل، قبل نهاية العام الحالي، ودون اعتبار للولاية الاردنية على المقدسات الاسلامية في القدس !!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى