موجة خلافية قادمة من الشمال تضرب مجدداً البيت الاخواني المتصدع

ضمن عاصفة الصراعات والانشقاقات التي ضربت جماعة الاخوان المسلمين الاردنية خلال الشهرين الماضيين، هبت الاسبوع الماضي موجة خلافية جديدة قادمة من اقليم الشمال، ومتمركزة حالياً في محافظة اربد حيث يحتدم الصراع بين جماعة همام المفككة وجمعية الذنيبات المرخصة.
الموجة الخلافية الجديدة اندلعت قبل بضعة ايام على خلفية لقاء عقده عبدالمجيد الذنيبات المراقب العام المؤقت لجمعية الاخوان المرخصة مع ممثلي ست شعب اخوانية في محافظة اربد، حيث اثار هذا اللقاء الذي تم في مقر شعبة الفاروق، غضب همام وجماعته الذين سارعوا الى معاقبة الذين شاركوا فيه من اركان هذه الشعبة.
وقد جاء هذا الاجراء بمثابة صب الزيت على النار، حيث استهجنت الهيئة الإدارية لشعبة الفاروق في محافظة اربد، ما وصفته بـ ”القرارات الظالمة التي اتخذها المراقب العام السابق للجماعة همام سعيد، تجاه أعضاء الهيئة جراء استضافتهم القيادة الشرعية للجماعة في جلسة حوارية”.
واكدت شعبة الفاروق في بيان اصدرته يوم الجمعة الماضي تمسكها بموقفها الرافض للقرارات الظالمة التي اتخذها سعيد، في إطار تصفية الحسابات الضيقة تجاه التيار المعتدل داخل الجماعة؛ من أصحاب الفكر النير.
كما شددت هذه الشعبة على تمسكها الرامي إلى وحدة الصف الإخواني، والرافض لطريقة شق الصف التي اتبعها سعيد، من خلال إقالة نائب الشعبة وتعيين أحد اقاربه بدلا منه؛ وهو الأمر الذي من شأنه أن يحدث الفتنة بين أبناء العشيرة الواحدة.
وفيما يلي نص هذا البيان الهام:
تلقت الهيئة الادارية لشعبة الفاروق-اربد باستهجان واستغراب شديدين قرار المكتب التنفيذي للجماعة عزل الهيئة الادارية المنتخبة من مهام ادارة الشعبة دون اي تبرير ودون سابق انذار ودون اية مساءلة عن اية مخالفة لاي من افرادها.
وجاء هذا القرار على خلفية الاجتماع الذي تم عقده في شعبة الفاروق يوم السبت الموافق 6/6 بدعوة من شعب اقليم الشمال الست والتي تبنت مبادرة للحوار لانقاذ الجماعة والحفاظ على وحدة صفها حيث كان الترتيب لهذا اللقاء من قبل الشعب الست بكل جزيئاته وتفصيلاته وحيثياته وبقرار مشترك من نواب الشعب الستة والمبلغ به د.همام سعيد شخصيا وخطيا واثناء مقابلة نواب الشعب له في مكتبه في بداية شهر 2015/5 ولم يرد من المكتب اي رد سلبا او ايجابا على هذه الدعوة مما اعتبرنا ان احتمالية حضور وفد مع د.همام سعيد امرا قائما لانجاح هذه المصالحة وهذا الحوار الذي ينتظر نجاحه ونتائجه معظم الاخوان في الاردن.
ان اتخاذ مثل هذا القرار التعسفي غير المبرر وغير المدروس وغير المحسوب النتائج والذي يحمل في طياته استهدافاً مقصوداً لشعبة بعينها سيشكل نقطة تحول خطيرة في مسيرة الجماعة ويهدد وحدتها وكيانها وبالتالي فان اي قرار اواجراء يصدر بهذا الشأن لا يستند الى اي اساس منطقي اوقانوني وهو مشوب بالبطلان.
وان الهيئة الادارية لشعبة الفاروق وبعد التشاور مع قيادات الشعبة والمجلس الاستشاري وعدد من اعضاء الهيئة العامة ونواب الشعب الستة في اقليم الشمال وعدد مقدر محترم من رموز و قيادات الاخوان في الاردن وعدد من الهيئات الادارية الاخرى والذين استنكروا هذا الاجراء التعسفي ورفع قسم منهم احتجاجات للمكتب التنفيذي وعليه فاننا نؤكد على ما يلي :
– عدم تنفيذ هذا القرار التعسفي الباطل اصلا.
– الاخذ بتوصية المجلس الاستشاري للشعبة بضرورة استمرار الهيئة الادارية بعملها كالمعتاد.
– عدم التعامل مع اللجنة المؤقتة المشكلة من قبل المكتب.
– الهيئة الادارية تهيب بكافة الاخوة افراد الشعبة الحفاظ على وحدة الجماعة وتماسكها وتدعوهم للاستمرار بتنفيذ برامجهم النظيمية وتواصلهم مع هيئتهم الادارية الشرعية المنتخبة من خلال مقر الشعبة وتفويت الفرصة على كل من يريد زعزعة وحدة الصف الاخواني.
وقد ردت جماعة همام على هذا البيان الاستنكاري الشديد اللهجة ببيان مضاد صدر باسم ”الهيئات العامة لشعب الإخوان في الشمال” وجاء فيه ما يلي:
بناءً على دعوة من شعبة حطين / إربد تداعى حشد كبير من الهيئات العامة لشعب الإخوان المسلمين في إربد ( حطين ، الفاروق، صلاح الدين، اليرموك ) و عجلون و الأغوار للإلتقاء في قاعة المجمع الإسلامي في المحافظة و قد أكد المجتمعون على ما يلي :
– الوقوف صفاً واحداً خلف القيادة الشرعية المنتخبة لجماعة الإخوان المسلمين و المتمثلة بمجلس الشورى و المكتب التنفيذي .
– رفض كل أشكال الخروج على الجماعة وقيادتها و التأكيد على عدم الاعتراف إلا بالقيادة الشرعية التي أفرزتها قواعد الإخوان .- رفض كل محاولات الهيمنة على مقدرات ومقرات الجماعة و التصدي لهذه المحاولات بكل قوة و حزم .
– تجديد البيعة للمراقب العام فضيلة المراقب العام همام سعيد و المكتب التنفيذي .
– نؤكد على رفض اللقاء و الحوار مع الخارجين عن شرعية الجماعة .
– التأكيد على دور جماعة الإخوان المسلمين الأصيل في الحفاظ على أمن و استقرار و مقدرات الوطن، المتجذرة منذ سبعين عاماً لم يعهد عنها إلا كل خير في جميع مناحي الحياة و كانت و لا تزال تمثل صمام الأمان لهذا البلد .
وعلى صعيدي ذي صلة اثار تفاقم الخلافات الاخوانية مجدداً حفيظة ”حكماء الاخوان” فدفعهم الى عقد اجتماع عاجل تدارسوا فيه عدة مقترحات للخروج من هذه الأزمة الطاحنة التي تأخذ بخناق الجماعة، بعد اقدام عدد من القيادات الاخوانية على ترخيص جماعة جديدة تحت اسم جمعية الاخوان المسلمين.
وقد خلص اجتماع الحكماء إلى أربعة مقترحات لحل الأزمة، أولها ”الصبر على الوضع القائم” وانتظار ما تؤول إليه الأمور، وثانيها العمل من خلال حزب ”جبهة العمل الإسلامي”، الذراع السياسي للإخوان في الأردن، الذي يعاني هو الآخر من مشاكل مرتبطة ارتباطا وثيقا بالجماعة.
وعلى الرغم من إعلان ”الحكماء” تحفظهم على آلية تشكيل الجمعية التي أسسها المراقب العام السابق عبد المجيد ذنيبات وممارساتها، إلا أنهم تركوا الباب مواربا لدراسة سبل التفاهم معها بشكل أو بآخر.
وفي خطوة غير مسبوقة، طرح اجتماع ”الحكماء” خيارا رابعا هو البحث في اتجاه تشكيل كيان جديد لممارسة العمل السياسي، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى ظهور جسم جديد من رحم الجماعة التي تشهد أسوأ أزمة في تاريخها، كما قرروا إرسال مذكرة للمكتب التنفيذي، تدعو للتوقف عن إجرائه بحل هيئة إدارية لأحدى شعب الجماعة في الشمال.
وقد وقع على هذه المذكرة كل من: د. عبد اللطيف عربيات، ود. إسحق الفرحان ، وحمزة منصور، ود. عدنان الجلجولي ، وسالم الفلاحات، ود. عبد الحميد القضاة، وأحمد الكفاوين، ونمر العساف، وحسان الذنيبات، ويحيى شقرة ، و د. أحمد الشوابكة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى