اسرائيل تدمر 23 قرية بدوية شرق القدس وتمهد لترحيل 12 الفاً

حذرت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية من مخطط للاحتلال الإسرائيلي لترحيل نحو 12 ألف لاجئ فلسطيني مسجلين لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ”الأونروا” من مناطق مختلفة في الضفة الغربية وإسكانهم بالقرب من أريحا. وأشارت الدائرة في بيان يوم الإثنين الماضي، إلى أن هذا المخطط يرمي إلى تفريغ المنطقة المحيطة بالقدس وبعض المناطق في الضفة الغربية المحيطة بالمستوطنات من الفلسطينيين لتطوير وتوسيع تجمع مستوطنات معاليه ادوميم وتطوير المنطقة ”إي 1” الاستيطانية. واعتبر الناطق الإعلامي لدائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية رامي المدهون، المخطط الإسرائيلي ”جريمة وعملا لا أخلاقيا”، وقال: ”هو بمثابة حرب مفتوحة على الفلسطينيين وحلقة من حلقات مسلسل التطهير العرقي والتهجير القسري للفلسطينيين لتفريغ الأرض الفلسطينية والاستيلاء عليها لخدمة المشروع الاستيطاني الإسرائيلي”. وأضاف: ”إن استمرار حكومة بنيامين نتنياهو في انتهاج سياسة الترحيل القسري للفلسطينيين والاستيلاء على الأراضي خاصة في القدس والنقب والأغوار، يؤكد أن هذه الحكومة لم تخرج من عقلية النقاء العرقي المنبوذ دولياً، وأنها لا تزال ماضية في انتهاج خطوات أحادية الجانب لفرض حقائق على الأرض تخدم خططها الرامية إلى إقامة دولة يهودية عرقية”. وأوضح أن المخطط الإسرائيلي الجديد لترحيل الفلسطينيين يتنافى تماما مع اتفاقيات جنيف الرابعة لعام 1949، كما يتعارض مع مبادئ وقواعد القانون الدولي ومع بنود الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل لوقفه وإلزام إسرائيل بتطبيق قرارات الشرعية الدولية. وطالب بضرورة التحرك الفوري على المستويين العربي والدولي لاتخاذ قرار بوقف سياسة التطهير العرقي في الضفة الغربية وطرد الفلسطينيين من أراضيهم، التي تنتهجها سلطات الاحتلال، والعمل على وقف مخططها العنصري الذي يرمي إلى ترحيل 12 ألف فلسطيني من أراضيهم. كما حذر الأمين العام لـ ”الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات” الدكتور حنا عيسى، من تطورات الأحداث في مدينة القدس المحتلة خلال الأسبوعين الأخيرين ”وخاصة ما يرتكب بحق المسجد الأقصى من تدنيس واقتحامات يومية من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين ووحدات المخابرات وأعضاء من الكنيست ووزراء، والعمل على إقامة وقفات تأبين وأداء صلوات تلمودية وشعائر دينية والاعتداء على المرابطات بحماية أمنية”. وقال عيسى في بيان صحفي صادر عنه يوم الثلاثاء الماضي، إن سلطات الاحتلال قامت مؤخرا بالاعتداء على مقابر المسلمين قرب باب الأسباط، أحد أبواب بلدة القدس القديمة، عندما قامت قواتها بنبش وتحطيم بعض القبور في المقبرة اليوسفية بالقرب من نصب الجندي المجهول، في سياسة تهدف إلى القضاء على كل ما هو عربي وإسلامي في المدينة المقدسة. وذكر عيسى أن سلطات الاحتلال طرحت الشهر المنصرم مناقصات لبناء 708 وحدات سكنية في المنطقة الغربية من الحي الاستيطاني ”جيلو” في القدس الشرقية المحتلة، وهو إشارة إلى السياسة الاستيطانية المستمرة للاحتلال، مضيفا أيضا انه مؤخراً كانت هناك اجتماعات للجنة ”الحكومية الإسرائيلية” من أجل مناقشة قرار المُضي في تشييد الجدار الفاصل حول قرية بتير جنوبي القدس وذلك بعد أن كان هنالك تجميد لقرار بناء الجدار خلال الفترة الماضية. في ذات السياق كشفت مصادر إعلامية عبرية، النقاب عن مخطّط يقوم على تنفيذه جهاز ”الإدارة المدنية” التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي ويهدف لتهجير آلاف المواطنين الفلسطينيين عن أراضيهم في منطقة شرق مدينة القدس المحتلة. وقالت صحيفة هآرتس ، ”ان الإدارة المدنية ستنفذ مشروعاً لإخلاء البدو الفلسطينيين من مناطق شرق مدينة القدس وتجميعهم في مدينة كبيرة في غور الأردن، وتنفيذاً لهذا المخطط؛ فقد أقدمت الإدارة المدنية خلال نهاية الأسبوع الماضي على نشر المخطط الهيكلي للمدينة المقترحة الواقعة شمال مدينة أريحا، والتي أطلقت عليها اسم تلة النويعمة لتقديم الاعتراضات عليه ما يشير إلى أنه بات في مرحلة متقدمة”. وذكرت أن عدد الفلسطينيين الذين سيصار إلى تهجيرهم من أراضيهم في القدس يبلغ نحو 12500 نسمة من ثلاث عشائر بدوية هي؛ عرب الجهالين والكعابنة والرشايدة، وطوال العقود الماضية رفضت سلطات الاحتلال السماح لهم ببناء منازل في أراضيهم ومنعت عنهم الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء، كما وأصدرت ”الإدارة المدنية” عام 1994 آلاف الأوامر القاضية بهدم مساكنهم المبنية من صفائح ”الزينكو” والخيام. من جانبه، قال المحامي شلومو لاكر الذي يمثّل هيئة الدفاع عن المواطنين الفلسطينيين الذين يستهدفهم هذا المخطط، ”الأمر بمثابة إنشاء مخيم للاجئين مكتظ بالسكان ولا يأخذ بعين الاعتبار ظروف معيشة البدو الخاصة والظروف المناخية الصعبة، كما أن المخطط لا يراعي حجم قطعان المواشي التي يملكها البدو وضرورة توفير أماكن لرعيها أو توفير أماكن العمل للعاملين منهم، حيث يعمل جزء كبير منهم في المنطقة الصناعية شرق القدس”. وفي رام الله أفادت معطيات فلسطينية رسمية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي دمرت أكثر من 23 قرية بدوية شرق مدينة القدس المحتلة لأغراض التوسع الإستيطاني. مشيرة إلى أن الاحتلال دمّر أيضاً أكثر من (350) بيتاً بدوياً، واغلقت عديد المدارس منذ بداية العام الجاري . ولفتت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطية إلى أن الاحتلال يقوم بكل ذلك لغرض ”ترحيل التجمعات البدوية الفلسطينية من المنطقة الشرقية للقدس ونقلهم إلى غور الأردن. مبينة: ان ” الإحتلال يعمل على الحيلولة دون وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية لهذه التجمعات”. وقالت الوزارة في بيان صادر عنها، إن الاحتلال ينفذ مخططات وسياسات تهدف لـ ”إفراغ مناطق (E1) ومناطق (C) من التجمعات البدوية الفلسطينية، لأغراض التوسع الإستيطاني، وعمليات تهويد الأرض الفلسطينية”. وأوضحت الوزارة أن ما تقوم به قوات الاحتلال ”انتهاك صارخ للقانون الدولي واتفاقيات جنيف”. مرحبة بتوقيع أكثر من (42) منظمة دولية وفلسطينية وإسرائيلية على رسالة خاصة بانتهاكات الاحتلال الأخيرة والتي تطالب بوقف عمليات ترحيل البدو. وطالبت خارجية السلطة الفلسطينية ”الدول كافة والأمم المتحدة ومنظماتها ومؤسساتها المختصة بادانة عمليات الترانسفير والترحيل للبدو الفلسطينيين، واتخاذ الإجراءات القانونية والسياسية الواجبة من أجل وقف هذه السياسات فوراً”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى