مُتخوفاً من تفكك الجيش.. رئيس الأركان الإسرائيلي يناشد قادته وجنوده “التحلي بالمسؤولية في هذا الوقت العصيب”

 

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يحذّر من تداخل “التهديدات الخارجية والداخلية”
في رسالة وجهها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، إلى “قادة الجيش وجنوده النظاميين والاحتياطيين”، اليوم الإثنين، قال إن المجتمع يشهد الإسرائيلي أيامًا عصيبة. من كل جهة ومن كل اتجاه، يستحيل عدم الشعور بالقلق إزاء ما يجري”.

يأتي ذلك مع تصاعد الاحتجاجات المتواصلة منذ ثلاثة أشهر على خطة إضعاف جهاز القضاء، وتسللها إلى داخل الجيش الإسرائيلي، بحسب ما قال مسؤول أمني رفيع، في إحاطة لوسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس الأحد، في حين دعا الاتحاد العام لنقابات العمّال في إسرائيل (الهستدروت) إلى “إضراب عام” فوري ردّا على الخطة القضائية.

وأضاف هليفي في رسالته أن الفترة الحالية: “تختلف عن كل ما عهدناه سابقًا. حيث لم نواجه مثل هذه الأيام التي تجتمع فيها التهديدات الخارجية مع العاصفة الداخلية”.

وتابع “أخاطبكم في هذا الوقت العصيب لأقول لكم إنه حان الوقت للتحلي بالمسؤولية”.

وقال إن “المهمة الملقاة على عواتقنا هي الدفاع عن البيت أمام التهديدات الخارجية المتصاعدة. نحن نعرفها جيدًا وندرك بأن الوقت قد حان للتحلي بالمسؤولية. ليدرك أعداؤنا بأننا جميعًا نقف في المرصاد ولا يغادر أحد موقعه”.

واعتبر أن “الحصانة، المسؤولية الشخصية، التلاحم والأخوة هي التي ستنصرنا هذه المرة أيضًا حيث نواجه مهام الدفاع والأمن الكبيرة المقبلة”.

وأضاف “تصرف الجيش دائمًا مقتديًا بقيم الجيش وبروحه، التي تشكل بمثابة بوصلة عمرها خمسة وسبعين عامًا، والتي استرشدنا بها خلال أصعب الفترات وأكثرها ظلامًا. وهكذا سيكون الأمر في المستقبل أيضًا”.

وقال: “أنا وإلى جانبي القادة، عبر الهيكلية القيادية بأكملها سوف نقود الجيش وسنقودكم أيضًا خلال هذه الفترة المعقدة. أنا مسؤول عن كون كل مهمة سيتم تكليفكم بإنجازها ستكون مهمة دفاع عن أمن دولة إسرائيل ومواطنيها، والتي ستتماشى مع القيم المتبعة لدى الجيش”.

وأضاف “أنتم، كل واحد حسب وظيفته مسؤول عن لعب دوره في المهمة علمًا بأنه عبارة عن حلقة لا غنى عنها. الاحتجاج في الساحة العامة. وليس في الجيش، لأن ذلك يلحق أضرارًا فادحة هنا”.

واعتبر أن الاحتجاجات الداخلية في الجيش “تزعزع التكافل وهو ما يفسره أعداؤنا على أنه علامة ضعف وفرصة سانحة لتنفيذ مخططاتهم. كل واحد منكم مسؤول شخصيًا عن التطوع لإنجاز المهمة وتنفيذها متجاهلاً كل اعتبار خارجي”.

وشدد على أن “مثل هذه الفترات تنطوي على التحديات والمخاطر. في حين تهيج وتموج الأوضاع في الخارج وداخلنا، يكمن مفتاح حصانة الجيش ووفائه بمهامه في الهيكلية القيادية المتينة والمستندة إلى الثقة والانضباط”.

وختم بالقول: “سنرص الصفوف، وسنتكافل، ومعًا سنحسّن مدى جهوزيتنا لأداء كل مهمة، على كل جبهة، وأمام كل عدو. إنها ولايتنا!”.

وكان هيرتسي هاليفي قد حذر كبار المسؤولين الحكوميين وقال أنه بسبب الاحتجاج العسكري ضد استمرار التشريع لمخطط التعديلات القضائية، فقد انخفض عدد جنود الاحتياط الذين عليهم ان يحضروا للخدمة هذا الشهر لدرجة أن الجيش الإسرائيلي على وشك تقليص عملياته.

وقد تم الإعلان عن ذلك،الجمعة المنصرمة، في مقال بصحيفة “نيويورك تايمز” وأضافوا في المقال الذي وصف الوضع الحالي في إسرائيل بأنه “أحد أصعب الأزمات الداخلية في تاريخ إسرائيل”، وأن “القيادة العسكرية العليا قلقة أيضًا من احتمال مغادرة بعض الأفراد الدائمين”.

وأكدت المعلومات التي نشرتها الصحيفة ثلاثة مسؤولين إسرائيليين على علم بتفاصيل الأمر.

ورفض الجيش نشر إحصائيات كاملة حول الانخفاض في عدد جنود الاحتياط الذين التزموا بأداء الخدمة هذا الشهر ، لكنه أكد أن 200 طيار احتياطي – جزء كبير منهم طيارين في سلاح الجو الإسرائيلي، وإن لم يكن معظمهم – وقعوا عريضة الخميس الماضي على انهم لن يحضروا للخدمة في الاسبوعين المقبلين احتجاجا على التغييرات القضائية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى