ألهذا الحد يقود المال للعمى؟!
بقلم: عادل سماره
نشر سعيد زياد في موقع الجزيرة تقريراً أكثر مما هو تحليلا ويبدو أنه ترجمه من تقارير صهيونية ، حيث تجد مثيله تماما من محلل صهيوني شبه علماني كي لا نقول دين/ سياسي صهيوني. وحتى رغم ما فيه من وقائع لصالح الكيان وتطنيش وقائع لصالح المقاومة وبغض النظر عن مقتل أو عدم مقتل مسؤول وحدة 8200، أي حتى يتأكد الخبر، فإن الكاتب وبصراحة كتب بشكل خطير جدا وتماما كما هو دور الجزيرة أي تقديم أخبار مستواها الفني كبير وضميرها صهيوني تماماً كما هي إمارة قطر.
طبعاً لا نطلب من محلل في الجزيرة أن يرفض مصطلح قواعد الإشتباك ولا الرد على عدوان وكأنه مجرد عدوان منفرد، [ن الصراع مفتوح بعرض السماوات والأرض.
لماذا؟ نعم لماذا؟
فليس مطلوباً من محلل يشتغل لحساب الجزيرة حيث فيض المال لكل كلمة، ولكن، كيف يقبل رجل على نفسه أن يتجاهل أن تسعين في المئة من الدور الصهيوني هو من مخابرات معولمة؟ هذا أمر غريب. فمن قال للرجل أن إمكانات الكيان هي من الكيان نفسه؟ وهو نفسه يعيش في الكيان ويرى بعينه وربما يقرأ بعقله! بل ومن قال له أن حزب ذو العمامة مطلوب منه أن يتغلب على شبكة مخابرات معولمة تبدأ من واشنطن فأوروبا فالرياض فعمان فقطر فمصر فقصر حاكم المغرب وربما مع إختراقات في روسيا والصين؟ هل يُعقل أن لا يذكر الرجل كل هذا ويعقد مقارنة فقط بين إمكانات الحزب وإمكانات الكيان والغرب والصهيونية العربية بل وحتى شبكة جواسيس لهذا الثلاثي من عرب كأجهزة وحتى كأفراد؟ هل يعقل أن فلسطيني لا يرى كل هذا؟ وهنا لا أتحدث عن القوة العسكرية بل عن القوة الاستخباراتية واللوجستية عموماً.
إن مجرد وصول حتى صاروخ بالستي او فرط صوتي (وهذه لا افهمها بل اذكرها من قول خبراء) إلى اي هدف في الكيان هو انتصار هائل على سقف حماية للكيان سقف من باطون الحماية من طائرات ومضادات ومسيَّرات وحيتس وغير حيتس والقبة الحديدية …الخ وحتى ملائكة من طراز “شعب الله المختار!!!”
لذا، فالمعيار ليس فقط في جرأة المقاومة بل في اختراق كل هذا وإيجاع الكيان والذي سوف يُفرج عن الحقائق تدريجيا. وحتى بدون الإفراج، فإن وصول كل هذه المئات من المسيرات والصواريخ ومقارنة إمكانات الطرفين هو انتصار عظيم للمقاومة، ومن لا يقرأ الأمر هكذا، فهو بين خبيث وأحمق ومخروق.
نحن بحاجة لإعلام ثوري عروبي.
أخيراً، لا قيمة للإفراط في التفاصيل التي زجها في المقال الطويل كألف كلمة وكلمة.