حى على الجهاد .. لمواجهة العدوان الأمريكي الغربي الصهيوني

بقلم: مجدى أحمد حسين*

احتشدت الأساطيل الأمريكية والجيوش والطائرات الغربية للدفاع عن الاستعمار الصهيونى الاستيطانى .. وأعلنوا جميعهم مشروعية إبادة النساء والأطفال وكل الفلسطينيين فى غزة ثم الضفة الغربية .. قادة اسرائيل قالوا ذلك بنفس الألفاظ والغرب يقولوها تحت شعار ” حق اسرائيل فى الدفاع عن نفسها ” وقال حكام واشنطن مرارا إنهم لم يلحظوا أى تعمد لقتل المدنيين فى غزة أو أى إبادة جماعية . شهداء غزة 40 ألف وشهداء الضفة الغربية 500 خلال 10 شهور . أكثر من 2 مليون غزاوى بدون كهرباء أو مياه نظيفة بدون علاج وأدوية وحد أدنى من الغذاء منذ 10 شهور ونحن أمة من 2 مليار مسلم ، تجاوزت المليارين بعدة ملايين حسب آخر الاحصاءات وليس مليار نسمة كما يردد البعض . ولكننا كغثاء السيل كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ” توشك الأمم أن تتداعى عليكم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها ” قالوا : ومن قلة نحن يومئذ . قال : لا بل أنتم يومئذ كثير ولكن كغثاء السيل . ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن»، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن ؟ قال: «حب الدنيا، وكراهية الموت».

التشخيص دقيق وعلمى وهو وحده الذى يفسر حالة الوهن والإذلال والجبن والصمت والاستخذاء التى أصابتنا . فلا يوجد أى غموض أو التباس فى المشهد : عدو يذبح النساء والأطفال أمام عيوننا ويقصف المستشفيات ويغتصب المساجين والمسجونات دمر ألف مسجد وقصف أخيرا فى مخيم التابعين بقذائف أمريكية تذيب الأجساد وتقطعها قطعا صغيرة بحيث تم تجميع الأشلاء فى أكياس بلاستيك صغيرة ، وكان من الصعب تمييز الأشلاء فتم تجميعها بصورة عشوائية على أساس 70 كيلوجرام لكل شهيد بصورة افتراضية ورأينا ذلك بالفيديو . ولكن الحياة مضت بصورة طبيعية .

والقتال فى سبيل الله محور أساسى للايمان بالله حتى قال الله سبحانه وتعالى فى آية كريمة لم تكن تتحدث عن أى غزوة محددة لتوضيح أنها قاعدة عامة ” إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا فى التوراة والانجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم “.

بل لقد ربط القرآن الكريم مرارا بين دخول الجنة والجهاد ، وفى الأغلب الأعم ربط بين دخول الجنة والعمل الصالح ” بما كنتم تعملون ” والجهاد هو ذروة العمل الصالح ، ولا إمكانية لإقامة دولة للمسلمين بدون جهاد لصد المعتدين . لن تدخل الجنة لمجرد الصلاة والصيام والحج والزكاة إذا لم يقترن ذلك بالجهاد المقترن بدوره بالركن الأول : لا إله إلا الله .

حب الدنيا .. التنعم فيها بدون قتال وتعرض لخطر الموت أو الاصابة أو الوقوع فى خطر السجن إذا رفض الحكام دعوتك للجهاد . لذلك رأينا سيدنا يوسف يخل السجن لتمسكه بالشرف ، ورأينا فرعون يهدد موسى بالسجن . ثم رأينا خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم مجاهدا بالسلاح وفى عهد دولته الصغيرة الحجم والمساحة والامكانيات قام خلال 10 سنوات ب 43 غزوة وسرية ، أى قاتل هو وأصحابه 3 أو 4 مرات فى السنة فى المتوسط . ومن بعده قاتل الصحابة بلا انقطاع لفتح بلاد العراق وفارس والشام أمام أكبر دولتين فى العالم وكانت فارس تحتل العراق العربية وكان الروم يحتلون الشام ، وكانت الدولتان تحاربان الاسلام وتمنعان الدعوة له على أراضيهما. وظلت الغزوات والفتوحات بين الدفاع والهجوم مع دولة الروم التى انكمشت فى آسيا الصغرى وأوروبا . وسمعنا كثيرا عن الشواتى والصوائف أى غزوات الشتاء والصيف فى العهد العباسى مع الروم . ورأينا ازدهار الحضارة الاسلامية مع كل هذا التاريخ العسكرى الجهادى ونمت أعظم حضارة اقتصادية و علمية وثقافية فى بغداد وقام جناح آخر لحضارة راقية فى الأندلس مقترنة مع النهج الجهادى . لم يكن القتال أو الاستعداد للقتال دفاعا عن دولة الاسلام يتعارض مع البناء والتنمية والحضارة والعلم ، بالعكس الأمران مقترنان . واليوم فإن الغرب سيطر على العالم بقوة السلاح مع الثورة الصناعية والعلمية ، والآن تمزج كل من روسيا والصين بين قوتها السياسية و القوة الاقتصادية والعسكرية والعلمية .

لا يمكن أن تتخلى عن الشرف والقوة والعزة بحجة البناء الاقتصادى ، ولماذا نضع هذا التعارض الأحمق فى سنن الحياة ؟ البناء الاقتصادى لا يقل شراسة عن القتال فى ساحة الوغى إذا فهمتم معركة التنمية على الوجه الصحيح .

ولكن إذا كان قانون القصعة ينطبق علي عرب التطبيع والخنوع والأمركة ، فهناك قانون آخر حدثنا عنه القرآن الكريم ورسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولايوجد مانع من التزامن فى عمل القانونين .

قانون الاستبدال : وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم . وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

“لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك”، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: “ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس .

حرب كبرى وشيكة بين محور المقاومة والحلف الصهيونى الغربى الأمريكى ، وعلى كل مصرى وعربى ومسلم أن يحدد موقعه بين أهل القصعة وأهل الجهاد فى بيت المقدس وأكناف بيت المقدس .

*باحث اسلامى و كاتب مصري

Magdyhussein.id

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى