أوجعني الرحيل أبا العبد … يا سيد المجاهدين
بقلم: د. زيد احمد المحيسن
العظماء عبر محطات التاريخ الإنساني والمكاني لا ينال منهم الموت … انه يخفي أجسادهم الفانية … اما هم فباقون ابدا مثلا حيا يهتدي به الناس جيلا بعد جيل . والتاريخ الإنساني ما هو الا صورة مثالية لهؤلاء العظماء الخالدين … انهم يمثلون الوجه المشرق والانقى من هذه الامة واندفاعها الى الامام نحو الرقي والكمال …..
لقد غيب الردى – غيلة – المجاهد العربي الكبير إسماعيل هنية – أبو العبد – قبل أيام في العاصمة الإيرانية طهران … وارتقى شهيدا مع مواكب الشهداء والمناضلين الشرفاء … قدم حياته قربانا صادقا للقضية الفلسطينية التي ناضل من اجلها بالكلمة الصادقة، وفي اعداد وتدريب قوافل الرجال في الخنادق وتعليمهم كيف يحملون البنادق والقنابل للدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات …..سيظل أبو العبد الفارس الذي صدق العهد والوعد والقسم ولبى نداء ربه وفيا لهذه المبادئ السامية التي نشأ عليها وامن بها وعمل لاجلها بإخلاص منذ ولادته، لم يهن او يضعف او يتخاذل يوما وشعاره : النصر والتحرير او الشهادة في سبيل الله والوطن، فهي الغاية والأمنية لكل الشرفاء أمثال أبا العبد . ففلسطين تستحق كل هذه التضحيات، وخارطتها السياسية والإدارية والجغرافية من البحر الى النهر لا تكتب الا بدماء الشهداء والمجاهدين الابرار.
سيرتكم العطرة أبا العبد ستبقى تدرس و تذكر في كل المجالس وفي ساحات الوغى وميادين التدريب، تحملها النفوس الكبيرة المؤمنة المرابطة الى يوم تحرير الأوطان من رجس الصهيونية العالمية تحريرا الى الابد ، ولا شك ان الاعتراف بالجميل لهؤلاء القادة المجاهدين العظام واجب شرعي وقومي واخلاقي، ذلك ان للعظماء مدارج وللعظمة مسالك وكل من سلك هذه المسالك وارتقى الى هذه المدارج وصل الى مرتبة تستحق التقدير والتكريم والتبجيل ، ويوم يكتب التاريخ باقلام الشرفاء وبنزاهة الرجولة الحقه سيكون لهولاء الابطال فصول مشرفة تتلى على مسامع الأجيال في العلن لتبقى خالدة في الوجدان وقدوة مقدرة على طريق النصر والتحرير.
اللهم ارحم روحا صعدت إليك و لم يعد بيننا و بينها إلا الدعاء، اللهم ارحمها و اغفر لها و انظر اليها بعين لطفك و كرمك يا أرحم الراحمين .. وصدق الله العظيم عندما قال في كتابه العزيز (مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)