اغتيال إسماعيل هنية جريمة صهيونية شنعاء تستوجب رداً شديداً

بقلم: خليل البخاري*

تعتبر جريمة اغتيال أبو العبد، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قلب طهران عملية إختراق أمني للعمل الإيراني وتشويه لمكانة وسمعة إيران في الشرق الأوسط، إضافة إلى تأثيرها البالغ على مشروع إيران الاستراتيجي في المنطقة .
كما أن إعتيال اسماعيل هنية على أرض إيران يستوجب ردا إيرانيا قويا، لأن إيران في موقف حرج وما وقع يشكل إهانة كبيرة لها ولسيادتها في الوقت الذي تعتبر فيه إيران ملاذا آمنا لحماس ولباقي الفصائل الفلسطينية، ولكنها عجزت عن توفير الحماية لضيفها الشهيد اسماعيل هنية الذي كان يتنقل بين عديد من البلدان.

إن اغتيال الشهيد اسماعيل هنية وزعماء المقاومة يعتبر في نظر إسرائيل عملا مشروعا أمنيا، بينما هو في الواقع عمل اجرامي يدشن مرحلة جديدة من الصراع الإقليمي بالشرق الأوسط.. ذلك لان دولة الكيان الإسرائيلي المصنوع غربيا تروج في الحرب الحالية غير المتكافئة لشمولية العداوة. فهي لم تكتف باعتبارها المقاومين والمجاهدين على الأرض أعداء وإنما شملت بالعقاب اقاربهم حتى ولو من بعيد، بل إنها قتلت الأجنة في البطون من منطلق أنهم مشاربع مقاومة في المستقبل البعيد وبالتالي خم اعداء إسرائيل.

إن العدو الصهيوني الغاشم في الحرب على غزة يأخذ من الزمان بعدين، هما الحاضر والمستقبل وذلك بالتأسيس على بعد آخر وهو الماضي بما يحمل من ذكريات إبادة ومعاناة لليهود من طرف الغرب عموما وخاصة أوروبا

إن إستمرار إسرائيل في الحرب والاغتيالات للزعماء الفصائل الفلسطينية، يؤكد أن إسرائيل لا تعبأ بقرارات المحكمة الجنائية الدولية. ما يهمها هو حماية دولة إسرائيل من الزوال وتوسيع دائرة الحرب. كما أن المجرم نتنياهو أراد المساس بقدرة الرئيس الإيراني الجديد على إعادة فتح حوار في المنطقة. وما يقوم به نتنياهو يؤكد أن إسرائيل تمضي دون رادع لتحقيق أهدافها حتى ولو وصل بها الحال لشن حرب اقليمية شاملة، خصوصا وان الولايات المتحدة الأمريكية تبارك ما تفعله إسرائيل بالمنطقة لكنها تبيع سياسة الخداع الاستراتيجي بتبني خطابات دبلوماسية واعلامية ترفض ما يفعله نتنياهو وتدعو إلى التهدئة. وفي نفس الوقت تترك نتنياهو يوظف ما يحدث لمصالحه الشخصية والسياسية معتمدا على عامل الخوف الذي يسيطر على الساحل الإسرائيلي. وان ما يفعله نتنياهو هو حماية لإسرائيل والاستفادة من صمت المجتمع الدولي وحالة الإنقسام بين الفصائل الفلسطينية.

وصفوة القول ان على المجتمع الفلسطيني ان يعود لوحدته وان ينتهي الخلاف، وان تكون لدى العرب إرادة موحدة لمواجهة الإحتلال الصهيوني الغاشم، وان لا تقع في فخ الخداع الإسرائيلي الذي تتبعه الولايات المتحدة الأمريكية مع حرب غزة !!

*أستاذ مادة التاريخ/ المغرب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى