أسرار.. نجاح كامالا هاريس في بدايات مشوارها السياسي يعود الى عشيق قديم واسع النفوذ
على مدى أعوام، طغت على صعود كامالا هاريس في عالم السياسة مزاعم بأنها تدين بمسيرتها المهنية إلى عمدة مدينة سان فرانسيسكو السابق ويلي براون، والذي كانت على علاقة غرامية به خلال تسعينيات القرن الماضي.
إلا أن براون، وهو شخصية مؤثرة في السياسة في كاليفورنيا، كثيراً ما أكد بأن موهبة هاريس وعملها الجاد هما السبب الحقيقي لنجاحها.
ووفقاً لصحيفة “تايمز” فإن براون على ثقة من أن هاريس كانت سترتقي في السياسة بغض النظر عن تأثيره.
وهاريس التي تشغل الآن منصب نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن، كانت محامية صاعدة تبلغ من العمر 29 سنة عندما جذبت انتباه براون، الشخصية السياسية البارزة في كاليفورنيا وعمدة مدينة فيها لاحقاً، والذي كان حينها في الـ 60 من عمره، وقد دامت علاقتهما أقل من عامين، ولكن خلال تلك الفترة عيّن براون هاريس في مناصب مهمة منحت منتقديها نقطة انطلاق لتوجيه الانتقادات لها منذ ذلك الحين.
وعلى رغم ذلك يصر براون على أن موهبة هاريس ومثابرتها هما ما دفعا مسيرتها المهنية إلى الأمام، وهو يشير إلى أدوارها المختلفة كمدعية عامة ونائب عام وعضو مجلس الشيوخ الأميركي والآن نائبة الرئيس، كدليل على قدراتها.
ويفخر براون، الذي لا يزال شخصية محبوبة في سان فرانسيسكو، بإنجازات هاريس، ويقول مازحاً إنه سينسب الفضل إليه إذا تمكنت من هزيمة دونالد ترمب خلال الانتخابات المقبلة لكنه سلط الضوء على الطبيعة المعقدة والمتعددة الأوجه لصعودها.
ووفقاً للصحيفة البريطانية فإنه يعترف بأنه دعم مسيرة كثير من السياسيين في كاليفورنيا، بما في ذلك الحاكم غافين نيوسوم وعمدة سان فرانسيسكو الحالي لندن بريد، لكنه يؤكد أن ما حققته هاريس كان نتيجة إنجازاتها الخاصة.
وُلدت هاريس في مدينة أوكلاند عام 1964 لأب جامايكي وأم هندية، وكلاهما أكاديميان بارعان، وحصلت على شهادة في القانون عام 1989 من جامعة كاليفورنيا في هاستينغز، وبدأت مسيرتها المهنية في مكتب المدعي العام لمقاطعة ألاميدا قبل أن تنتقل إلى مكتب المدعي العام لمدينة سان فرانسيسكو، وخلال هذه الفترة التقت براون الذي كان آنذاك رئيساً لمجلس النواب التشريعي لولاية كاليفورنيا.
الأمر الأكيد أن براون عيّن هاريس في مناصب مؤثرة داخل مجلسين تنظيميين تابعين للولاية، ووفقاً لصحيفة “بوليتيكو” فقد حصلت هاريس على 400 ألف دولار من هذه المناصب على مدى خمسة أعوام، إضافة إلى راتبها كمدعية عامة، كما ورد أن براون أهداها سيارة بي إم دبليو.
براون نفسه وعلى مدى أعوام خضع لتحقيقات أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالي في مزاعم فساد لم ينتج منها سوى عدد قليل من الملاحقات القضائية، ولم يوجه الاتهام إليه مطلقاً، وقد دافع عن سمعته وقال إن توزيع المحسوبيات كان جزءاً من السياسة.
وعلى رغم فخره بإنجازاتها فإن براون قال إنه لم يتحدث إلى هاريس “منذ أعوام عدة”.
وتتذكر لويز رين التي ترأست مكتب المدعي العام لمدينة سان فرانسيسكو عندما انضمت هاريس إليه، ذكاءها وشغفها في عملها كرئيسة لقسم خدمات الأسرة والأطفال، وفي أول يوم تولت مسؤولية جلسات الاستماع التي كانت تعقدها هاريس في مكتب المدعي العام حيث كان الأطفال يجدون أسرهم بالتبني، أحضرت دمى لتقدمها للأطفال، مما يدل على طبيعتها الحنونة.
وترفض ريني التي دعمت ترشح هاريس عام 2003 لمنصب المدعي العام في سان فرانسيسكو الادعاءات بأن هاريس تدين بمسيرتها المهنية لبراون باعتبارها متحيزة جنسياً، معتبرة أن مثل هذه التعليقات شائعة عندما تحقق المرأة نجاحاً كبيراً.
اندبندنت عربية