هنيئًا يا هَنِيَّة
شعر: أيمن العتوم
تقدَّمْ نَحوَ مَجْدِكَ يا هَنِيّةْ
مَقامُكَ ليسَ في الدُّنيا الدَّنِيَّةْ
تقدّمْ فالدُّروبُ السُّودُ طَمّتْ
وعَمّ بكلّ ناحيةٍ بَلِيّة
تَخَالفَ في الحياة النّاسُ حتّى
رأوها غايةً وَهِيَ الغَوِيَّةْ
وما فيها إذا امتُحنِتْ حياةٌ
ولا فيها لِمُنْتَجِعٍ بَقِيَّةْ
هِيَ الأفعى، تُبَدِّلُ كلّ يومٍ
لخاطِبِها جُلودًا مُخمليَّةْ
فمُتْ حُرًّا على ظَمَأٍ، وإلا
تَمُتْ عبدًا على رِيٍّ، مَطِيَّةْ
سبيلُ الخالِدين: كِتابُ حَقٍّ
وعَزْمٌ راشِدٌ والبُندُقيَّةْ
******
فتًى كانتْ مَدامِعُهُ حَنانًا
إِذَا عَثَرَتْ بِأَرْجُلِها صَبِيَّةْ
على كَفَّيْه يربو كُلُّ رَوْضٍ
وتَغدُو كلُّ مَوْمَاةٍ نَدِيَّةْ
وَمَنْ يَحنُو عَلَى وَطنٍ ذَبِيحٍ
وشَعبٍ سَاوَمُوهُ عَلى القَضِيَّةْ
أرادُوا انْ يُباعَ فكانَ رُمحًا
به فُقِئَتْ عُيُونُ التّابِعِيَّةْ
فتًى كانتْ لِبَسْمَتِهِ طِباعٌ
تُهدهِدُ كلّ مُتعبةٍ شَقِيَّةْ
قَضَى مِنْ قَبلِهِ أبناءُ صدقٍ
وأحفادٌ وأنفاسٌ زَكِيَّةْ
فما وَهَنَتْ لَهُ عَزَماتُ بَأْسٍ
وما نالت به الأعداءُ طِيَّةْ
ترجّلَ فارسُ المَجدِ المُرَجَّى
وربُّ المُلتَقَى والأَرْيَحِيَّةْ
لِمثلِكَ تُنسَجُ الأشعارُ فخرًا
وتُستَصْفَى لِطَلْعَتِكَ البَهِيَّةْ
*****
فتًى حُرٌّ وهل في النّاسِ حُرُّ
يصولُ على المنيَّةِ بالمَنِيَّةْ؟!
يراه الموتُ مُندفِعًا إليهِ
كأنّ لديه ثأرَ الخيبريَّةْ
قَدِ اختارَتْكَ مِنْ بَينِ البَرَايا
لِجَنَّتِها يَدُ الله العَلِيّة
طَرِيقٌ لم تكنْ فيها وحيدًا
وإنْ كانتْ مَسالِكُها عَصِيَّةْ
وما ضَرّ القليلَ إذا تسامَوا
وغصّتْ بالوُحُولِ الأكثريَّةْ
وَكَمْ بدرًا بليلٍ مُدلهِمٍّ
يُضيءُ المُطبِقَاتِ الحِنْدِسِيّةْ؟
أَتَوْه عَلَى خُيُولِ المَوتِ فجرًا
وَهَذَا الفَجْرُ حَتْفُ الأحمديَّةْ
فلمّا لَمْ يَكُنْ مِنْ بَعدُ صُبْحٌ
تَسَرْبَلَ بِالثّيابِ السُّندُسِيّةْ
تَلاقَى والقوافلُ قبلُ تَتْرَى
تَفاضَلُ بَينَها في الأسبقِيَّةْ
تُهنَّى فيكَ أقوامٌ، وتُزْرِي
بأقوامٍ، هَنِيئًا يا هَنِيَّةْ
عمّان 31-7-2024م