اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر والتصعيد في المنطقة
بقلم: د. كاظم ناصر*
فقدت المقاومة والأمة العربية قائدين كرسا حياتهما لمقاومة دولة الاحتلال، هما المجاهد الكبير رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، وأحد كبار قادة حزب الله اللبناني الشهيد فؤاد الشكر في الضاحية الجنوبية من بيروت. وعبرت العديد من دول العالم عن إدانتها واستنكارها لاغتيالهما، وحذرت من تداعيات ذلك على السلام ومستقبل المنطقة، وأصدر المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي أمرا في اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني صباح الأربعاء 31/7/ 2024 باستهداف دولة الاحتلال ردا على اغتيال هنية والشكر، وإعلان الحداد رسميا في الجمهورية الإسلامية لمدة ثلاثة أيام، وذكرت صحيفة ” نيويورك تايمز ” الأمريكية أن إيران تبحث في شن هجوم منسق بصواريخ ومسيرات على حيفا وتل أبيب بمشاركة فصائل المقاومة في لبنان واليمن والعراق وسوريا.
فماذا كانت ردود فعل معظم حكام الخيانة والتطبيع والانهزام والذل العرب؟ لم يفعلوا شيئا! واكتفوا بإصدار بيانات الاستنكار والنفاق والكذب المعهودة التي تهدف إلى احتواء الحدث والاستمرار في تضليل وتخدير الشعوب العربية، وأعلنوا حالات استنفار في مخابراتهم وأجهزة أمنهم لمنع المواطنين من التجمهر والتظاهر، وشددوا الحراسة على السفارات الأمريكية والإسرائيلية، ومن المرجح أن بعضهم هنأ نتنياهو على نجاح عصابته في اغتال هنية والشكر، وان كؤوس الويسكي والجعة قرعت في قصورهم احتفالا بما حدث!
لا أحد يعلم حقيقة كيف ستسير الأمور بعد عمليتي الاغتيال، وكل الاحتمالات موجودة على الطاولة؛ لكن ما حدث سيكون له تداعيات خطيرة على الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة بأكملها؛ فقد يؤدي إلى انهيار مفاوضات التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، أو توقفها لفترة زمنية طويلة، قد تمتد إلى ما بعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية كما يريد ويخطط نتنياهو الذي يقتل ويدمر ويغتال وفي نفس الوقت يرسل مفاوضين للدوحة والقاهرة وروما، ليس للتوصل لاتفاق لوقف الحرب ولكن لكسب الوقت، والضحك على ذقون العرب، وخداع العالم.
وتزامنا مع اغتيال هنية والشكر وزيادة خطورة الوضع في المنطقة، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن توجه بوارجها الحربية إلى سواحل لبنان وفلسطين المحتلة في محاولة لردع إيران والمقاومة، ولحماية دولة الاحتلال؛ لكن المرشد الإيراني علي خامنئي وقادة المقاومة في حزب الله وحماس واليمن والعراق وسوريا أعلنوا ان الرد على اغتيال الشهيدين قادم لا محالة، ونأمل ان يكون هذا الرد المتوقع قويا وموجعا لدولة الاحتلال، وأن يؤدي عاجلا أم آجلا إلى التطور الأكبر والأخطر والأهم وهو التسبب في إيقاظ الشعوب العربية من سباتها، وإحداث انهيارات هامة في الأنظمة السياسية العربية، خاصة في دول التطبيع والجوار التي تحمي ” حدود دولة الاحتلال”، وبزوغ فجر جديد يمكن الأمة العربية من دحر أعدائها، ويعيد لها حيويتها وكرامتها.
*كاتب فلسطيني