حزب الله والحوثيون طليعة المقاومة العربية ضد “إسرائيل”

بقلم: توفيق المديني

في الجبهة الشمالية على الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة تصاعدتْ حدَّة الصراع العسكري بين حزب الله وجيش الاحتلال الصهيوني وسط مخاوف من اندلاعِ حربٍ شاملةٍ بين الجانبين، حيث يساهم العدوان الصهيوني على قطاع غزَّة في تعزيز هذه المخاوف، الأمر الذي يجعل التوصل إلى هدنةٍ مع حماس عاملا من شأنه تقليل المواجهات العسكرية المنخفضة المستوى بين الكيان الصهيوني وحزب الله المستمرة على مدى عشرة أشهر، ولكنَّها تقترب من الحرب الشاملة.
فمنذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر2023، أطلق الجانبان آلاف الصواريخ عبر الحدود بين فلسطين المحتلة وجنوب لبنان، فدمرت البلدات، وقتلت المئات من اللبنانيين وعشرات الصهاينة، وشردتْ مئات الآلاف من المستوطنين الصهاينة، ودفعت كلا من حزب الله إلى التهديد بتحرير الجليل الأعلى في شمال فلسطين المحتلة، والعدو الصهيوني بغزو جنوب لبنان.
وبسبب احتداد الحرب بين حزب الله وجيش الاحتلال الصهيوني، أخطر وزير التربية والتعليم الإسرائيلي يوآف كيش رؤساء المستوطنات الصهيونية التي تم إخلاؤها على الحدود مع لبنان وشمال الأراضي الفلسطينية المحتلة بإلغاء العام الدراسي المقبل في مستوطناتهم.
وقال كيش لرؤساء السلطات المحلية في المستوطنات الشمالية إنَّ الطلاب من المجتمعات الشمالية التي تم إجلاؤها بسبب الحرب لن يتمكنوا من العودة إلى المدارس في مسقط رأسهم في شهر أيلول/سبتمبر القادم. ويرجع ذلك إلى التعقيدات الأمنية في المنطقة، التي تتعرض لإطلاق صاروخي متواصل وهجمات بطائرات بدون طيار من المقاومة في جنوب لبنان.
وفي مقابلة أجراها مع القناة 13 العبرية، قال كيش إنَّه حان الوقت لخوض حرب شاملة في الشمال ضد حزب الله وتهجير 400 ألف من سكان جنوب لبنان وراء نهر الليطاني. وأضاف: “نحن بحاجة إلى أن نكون حاضرين في هذا الحدث. لا يمكنك الاستمرار في الاستيعاب وعدم التفاعل، حتى مع ردِّ الفعل الذي يحدث على الفور.وأشار: “أعتقد أنَّ الوقت قد حان. لا يمكننا أن نتخلى عن الشمال، ولا يمكننا أن نستمر في مثل هذه الأيام الأخرى”.
بعد سكوت مدافع الجيوش العربية حزب الله يفجر المقاومة
من الناحية التاريخية كان حزب الله، ولا يزال يتميز عن معظم الحركات الإسلامية العربية بمحاربة الاحتلال الصهيوني عبر المقاومة الإسلامية في لبنان التي خاضت حرباً ضد الوجود الامبريالي الغربي في لبنان عقب الغزو الصهيوني له في حزيران 1982، وقادت عملية تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الصهيوني في 25آيار/مايو 2000.
وارتبط نهج حزب الله في تحرير الأرض ببناء قوة منظمة ومسلحة مستعدة للمواجهات العسكرية، فبرزت حركة المقاومة الإسلامية الذراع المسلّح للحزب في سياق استراتيجية استيعابه للمعطيات اللبنانية والإقليمية، المحددة بعوامل سياسية يجري تشكّلها في إطار دينامية التعاون الوثيق السوري – الإيراني، ومسار الصراع العربي – الصهيوني ،والحرب الأمريكية-الصهيونية على الشعب الفلسطيني في غزَّة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وعلى الرغم من أنَّ حزب الله ليس له مشروع راديكالي للقضاء على السيطرة المادية للإمبريالية الغربية، وعلى المشروع الامريكي الصهيوني المهدد لوجود الأمة العربية، إلا أنَّه استطاع أن يَهُزَّ المواقع الغربية في الأنظمة العربية عبر بث روحية جديدة في مقاومة الإمبريالية الأمريكية والكيان الصهيوني. وعلى هذا الأساس انطلق حزب الله في مقاومته للاحتلال الصهيوني في لبنان، وهو لا يزال يرى في السلام الأمريكي في تعاطيه مع الوقائع العربية يقوم على تصالح الأنظمة العربية مع العدو الصهيوني، وعلى عدول هذه الانظمة عن واجبها في الصراع ضد الكيان الصهيوني من أجل تحرير فلسطين، مما يجعل الدول العربية تَحْدُو حِدْوَ مصر على طريق توقيع معاهدة السلام مع العدو الصهيوني، وتطبيع العلاقة العربية الصهيونية في كافة المجالات، وإقامة نظام شرق أوسطي تكون الهيمنة والقيادة فيه للكيان الصهيوني.
هذا هو حزب الله الذي أصبح يجسد الآن طليعة المقاومة العربية في الحرب ضد العدو الصهيوني.غير أنَه في ظل حرب الإبادة الجماعية التي تقودها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ عشرة أشهر، برز استثناءٌ عربيٌ جديدٌ، تمثل في دخول الحوثيين الحرب من العمق، وكان من أبرز مظاهرها إطلاق صواريخ مضادة للطائرات من اليمن إلى “إسرائيل”، وصواريخ كروز وإرسال طائرات مسيرة.
عملية تل أبيب بمنزلة 7 أكتوبر
اعتبر مصدرٌ كبيرٌ في جيش الاحتلال الصهيوني على أنَّ هجوم جماعة أنصار الله “الحوثي” بطائرة مسيرة على “تل أبيب” يوم الجمعة الماضي ، يُعَدُّ “بمنزلة السابع من تشرين الأول /أكتوبر2023، حيث قطعتْ هذه الطائرة المسيّرة والمفخخة مسافة أكثر من 2000 كلم ووصلتْ إلى تل أبيب ،واخترقتْ أنظمة الدفاع الجوي الصهيوني، وتسبَّبَتْ في مقتل صهيوني وجرح عشرة آخرين. وهذه المرَّة الأولى التي تصل طائرة مسيرة إلى هذا العمق في الأراضي الفلسطينية المحتلة، دون أن تتعامل معها منظومات الدفاع الجوي التابعة لجيش الاحتلال الصهيوني.
وقال المتحدث باسم الجماعة اليمنية، العميد يحيى سريع، إنَّ مقاتلي الحوثي، نفذوا “عملية عسكرية نوعية تمثلت في استهداف أحد الأهداف المهمة في منطقة يافا المحتلة ما يسمى إسرائيليا تل أبيب”، موضحا أن العملية “نفذت بطائرة مسيرة جديدة اسمها يافا قادرة على تجاوزِ المنظومات الاعتراضية للعدو ولا تستطيع الرادارات اكتشافها، وقد حققت العملية أهدافها بنجاح”.
وأضاف أنَّ جماعة الحوثي “تعلن منطقة يافا المحتلة منطقة غير آمنة وستكون هدفًا أساسيًا في مرمى أسلحتنا وإنَّنا سنقوم بالتركيزِ على استهداف جبهة العدو الصهيوني الداخلية والوصول إلى العمق”.وشدَّدَ على امتلاك الحوثيين “بنكًا للأهداف في فلسطين المحتلة منها الأهداف العسكرية والأمنية الحساسة وستمضي بعون الله تعالى في ضرب تلك الأهداف ردا على مجازرِ العدو وجرائمه اليومية بحق إخواننا في قطاع غزة”.
بشهادة الصهاينة والأمريكان، أصبح الحوثيون يشكلون تهديدًا كبيرًا ليس للكيان الصهيوني فحسب ، ولكنَّ أيضًا لاستقرار المنطقة ، وحتى للاقتصاد العالمي، وهو تهديد يزداد بقوة مع مرور الوقت، مع العلم أنَّ حربهم ضد السعودية، والمساعدة الواسعة التي تلقوها من إيران لبناء الجيش، والمعرفة العسكرية، ساعدتهم على إنشاء جيشٍ مستقلٍ على أراضي اليمن، وتحولهم إلى دولةٍ ذات قدراتٍ عسكريةٍ، خاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مما ساعدهم على تطوير “المقاومة” في مواجهة الهجمات الأمريكية والبريطانية في منطقة البحر الأحمر،مما أثَّر سلبًا على استمرارية عبور السفن المارة عبر مضيق باب المندب.
ومنذ بداية الحرب الأمريكية-الصهيونية على غزَّة تعرضَ مضيق باب المندب للخطر بشكلٍ كبيرٍ، دون أن تؤثر الهجمات الأمريكية على استراتيجيات الحوثيين في الأشهر الأخيرة، عقب تعلمهم تطوير قدرة إنتاجية محمية، ومواصلتهم الحفاظ على معدل إطلاق النار تجاه نفس الأهداف، ثم أدخلوا سلاحًا فريدًا آخر، وهو الزوارق المتفجرة التي استخدموها في حملتهم البحرية ضد الأمريكيين، والسفن المدنية المتجهة في طريقها للكيان الصهيوني.
فقد اكتشف الحوثيون، بعد انضمامهم للحملة العسكرية ضد الكيان الصهيوني والإمبريالية الأمريكية، أنَّ ذلك أدَّى لتعزيز موقعهم بشكل كبير داخل محور المقاومة العربية ،إذ تعزَّزتْ العلاقة بين الحوثيين وحزب الله، الذي ساعدهم في الماضي في حربهم ضد السعوديين، فيما تتعاون فصائل المقاومة العراقية عملياتيًا واستراتيجيًا مع الحوثيين، الذين باتوا يشكلون الاستثناء العربي في المقاومة الراديكالية ضد الصهاينة والأمريكان.
العدوان الصهيوني على اليمن لاستعادة قوة الردع
وبعد ساعات من اختراق طائرة الحوثيين لأجواء فلسطين المحتلة، وضربها للهيبة الاسرائيلية، ، وحالة الإحباط التي عمّت الكيان الصهيوني من تنامي تهديداتهم، ظهرتْ المزيد من المواقف الصهيونية والأمريكية الداعية لمواجهتهم، وشنِّ حربٍ عليهم، والدعوة لتشكيلِ تحالفٍ دوليٍّ يستهدفهم، وإلا ظهر الكيان الصهيوني عاجزًا وضعيفًا أمام جمهور المستوطنين،ودول المنطقة.
هناك شبه إجماع في آراء المحللين والخبراء من الصهاينة والفلسطينيين، أنَّ العدوان الصهيوني على محافظة الحديدة، التي تبعد 3400 كم عن “إسرائيل” من أجل الوصول إلى الهدف والعودة، و قامت به حوالي 20طائرة إسرائيلية، أمريكية الصنع، من طرازإف35 المتملصة، التي تعتبر الأفضل في العالم، وتم تزويدها بالوقود في الجو.
وفي هذا العدوان الصهيوني على اليمن الذي حمل الإسم “الذرع الطويلة” ، أرادتْ “إسرائيل”و رئيس حكومتها الفاشية بنيامين نتنياهو أنْ يُظْهِرَ للمستوطنين الصهاينة في فلسطين المحتلة أنَّها قادرة على استعادة الصورة النمطية لجيش الاحتلال الصهيوني عبر “استعادة الردع” المفقود والظهور بمظهر “المنتصر والقادر”، وقد كان “الاحتفاء” بالضربة صهيونيًا، على المستوى الأمني والعسكري والسياسي وحتى الإعلامي، مبالغاً فيه.
فحرب المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس في الجبهة الجنوبية لفلسطين المحتلة، وحرب حزب الله في الجبهة الشمالية، وحرب الحوثيين التي تستهدف السفن الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية في منطقة البحر الأحمر، قَوَضَّتْ العقيدة الأمنية، وفي مقدمتها مبدأ الردع، الذي يعتمدُ إسرائيليًا على أربعة مبادئ، هي الإنذار المبكر والحسم من خلال خوض المعركة، ونقلها إلى أرض العدو والدفاع.
لذلك خدمت الضربة أهدافاً سياسية داخلية للحكومة والجيش معاً، وأهدافاً خارجية تتعلق بمفهوم الردع الصهيوني ، رغم أنَّه لم يعد كما كان في السابق. ولفت إلى أنّ ضرب تل أبيب أنهى حالة تقاسم الأدوار بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، حيث تسلّمت الولايات المتحدة ملف الردِّ على الحوثيين، وكان ذلك عندما انحصرت الهجمات مدينة إيلات فحسب، في حين أنَّ الهجومَ على تل أبيب غيّرَ قواعد هذه اللعبة.
لقد وَجَّهَ العدوان الصهيوني على اليمن عدَّةَ رسائلٍ، أولها للداخل الصهيوني،الذي يشعر منذ عشرة أشهر بأنَّه مهانٌ وغاضبٌ، ولا أمن له، ويخاف من المستقبل.وثانيها، يحرص الكيان الصهيوني أن يَنْقُلَ للولايات المتحدة والغرب رسالة مفادها: “كونوا حازمين مثلنا، واعملوا بقوة ضد هجمات الحوثيين للسفن التي تُبْحِرُ في مسارات الملاحة الدولية من المحيط الهندي وحتى قناة السويس. نشاطات الحوثيين تشوش الملاحة البحرية، وتؤدي إلى النقص العالمي في البضائع، وارتفاع رسوم التأمين والأسعار للبضائع. مثال على ذلك ميناء إيلات المشلول منذ أشهر. مثال مناسب وأكثر أهمية هو الإضرار بمصر التي توقفت عن الحصول على المداخيل من النقل البحري في قناة السويس”.
ضمن هذا السياق، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، إنَّ الجماعة اليمنية “تؤكد أنَّها سترد على العدوان السافر على الحديدة”، مشدِّدًا على أنَّهم “لن يترددوا في ضرب الأهداف الحيوية للعدو الإسرائيلي”.ولفت إلى أنَّ الجماعة لن “تتوقف عن العمليات المساندة لإخواننا في غزة مهما كانت التداعيات”، موضحا أنَّهم “يعدون العدة لمعركة طويلة مع الكيان الإسرائيلي، ومنطقة تل أبيب غير آمنة”.
مواقف الدول العربية من العدوان الصهيوني
بعد تعرض اليمن على عدوان صهيوني يوم السبت 21تموز/يوليو2023، تسبَّبَ في استشهاد 9 يمنيين و3 مفقودين و83 جريحًا،وأضرارٍ ماديةٍ كبيرةٍ في ميناء الحديدة ومحطة توليد للكهرباء، تَبَايَنَتْ رُدُود الفعل العربية بين التنديدِ والإعرابِ عن القلق والتجاهلِ.
فقد أدَانَتْ أربع دول عربية العدوان الصهيوني على اليمن وهي: سلطنة عمان والعراق وسوريا والجزائر.وأعرب العراق عن إدانته واستنكاره للعدوان الإسرائيلي، وقال بيان لوزارة الخارجية إنَّ العراق يعتبر ذلك تصعيدًا خطيرًا يهدٍّدُ الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدًا التضامن الكامل مع الشعب اليمني “وتحميل الكيان الإسرائيلي المسؤولية عن أي تصعيد عسكري بالمنطقة”.
وأدانتْ سوريا بشدَّةٍ العدوان الإسرائيلي على اليمن، وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان: “إنَّ الجمهورية العربية السورية إذ تُدين بشدة هذا الاعتداء الآثم، فإنَّها تُعْرِبُ عن تضامنها مع الشعب اليمني، وتعتبرُ هذه الأعمال الإجرامية الإسرائيلية دليلاً على حالة الإفلاس واليأس التي وصل إليها هذا الكيان بعد تسعة أشهر من القتل والتدمير وحرب الإبادة الجماعية على الفلسطينيين”.
وكذلك أدانتْ الجزائر بشدَّةٍ العدوان، وقال بيان لوزارة الخارجية إنَّ “هذا العدوان يدخل ضمن استراتيجية التصعيد المنتظم التي تبناها الكيان الصهيوني بهدف بسط هيمنته المطلقة على المنطقة بأكملها وصرف الأنظار عن جرائمه التي باتت لا تعد ولا تحصى في غزة تحديدا وفي فلسطين عامة”.
كما أدانت سلطنة عمان العدوان الإسرائيلي على اليمن، ووصف بيان لوزارة الخارجية الاعتداءات بأنَّها تمثل تصعيدًا جديدًا للتوتر في المنطقة من شأنه أن يزيد الوضع الإقليمي تعقيدًا ويعرقل جهود التهدئة وإنهاء الصراعات وتحقيق السلام المنشود وخاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني”.
فيما اكتفت كل من السعودية ومصر والكويت بإبداء القلق دون أي إدانة أو إشارة للتضامن مع الشعب اليمني، ويشار إلى أن كلا من مصر والسعودية والكويت لم يصفوا القصف الإسرائيلي بالعدوان، فقد وصفت مصر العدوان ب”العملية العسكرية الإسرائيلية”، في حين وصفت السعودية والكويت العدوان بـ”الهجمات الإسرائيلية”.
وكان لافتًا تجاهل الأردن ولبنان وقطر وتونس والمغرب والبحرين للعدوان الصهيوني على اليمن.
خاتمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة:
العدوان الصهيوني على اليمن يحمل رسائل إلى دول إقليم الشرق الأوسط بأنَّ الكيان الصهيوني يُمْكِنُهُ الوصول إلى أبعد نقطة، كما حصل له في السابق، ففي حرب الأيام الستة 1967، هاجمت قاذفات من نوع “فيتور” من إنتاج فرنسا، التي كان عمرها عقد تقريبا، مطار قرب الأقصر في مصر. لقد طارت الطائرات الإسرائيلية لمسافة 1600 كم ذهابا وإيابا، وعادت بسلام إلى قواعدها. في عام 1981 طارت طائرات “إف16″ و”إف15″ الحديثة، من إنتاج أمريكي، حوالي 2000 كم ذهابًا وإيابًا، هاجمتْ ودمرتْ المفاعل النووي قرب بغداد في العراق.
و في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول عام 1985، نفَذَّ سلاح الجو الإسرائيلي عملية الساق الخشبية للعدوان على تونس،استهدف مقر القيادة العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية في حمام الشط بتونس، ما أسفر عن عددٍ كبيرٍ من الشهداء، بينهم تونسيون، وقيادات فلسطينية سياسية وعسكرية.وهو أطول هجوم نفذه الطيران الإسرائيلي على بعد 2200 كيلومتر من فلسطين المحتلة، وتم دعم طائرات إف-15 الثماني التي شاركت فيه من خلال عمليتي تزود بالوقود في الجو لتغطية المسافة.
وحسب منشورات أجنبية، قبل عقد تقريبًا هاجمت الطائرات الإسرائيلية مخازن سلاح لحرس الثورة الإيراني في الخرطوم. هذا السلاح تمَّ تخصيصه لحماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة. المسافة بين جنوب فلسطين المحتلة وعاصمة السودان تبلغ 2500 كم”.أما في العدوان الصهيوني على الحديدة،فقد قطعت حوالي 20طائرة مقاتلة إسرائيلية تم تزويد بعضها بالوقود في الجو، أكثر من 1700كم، عن فلسطين المحتلة إلى اليمن.
الحوثيون في اليمن، تأثروا بنموذج الثورة الإسلامية في إيران لعام 1979، ويستلهمون نموذج حزب الله في لبنان، من دون أن يمتلكوا دعواه وممارساته، ولكنَّهم أصبحوا يشكلون الاستثناء العربي في المقاومة العربية ضد العدو الصهيوني،كما حصل مع الحزب بلبنان، وكما يحصل بالعراق ومع سائر الأقليات الشيعية في منطقة الخليج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى