مصر محشورة بين اليمن والكيان !!

بقلم: مجدى أحمد حسين*

مصر كامب ديفيد .. مصر التى لا نعرفها .. مصر التى تخلصت من قضية فلسطين وشتى قضايا العرب لتنجو بنفسها فتخطاها كثير من العرب فى معدلات التنمية والتنمية البشرية وفى التعليم والصحة ومستوى دخل الفرد .

مصر كامب ديفيد التى افتخرت بأنها الوسيط بين العرب واسرائيل ، فتخطاها كثير من العرب وتواصلوا مباشرة مع الكيان الصهيونى .

مصر كامب ديفيد .. التى لانعرفها .. افتخرت بأنها الوسيط بين الكيان والمقاومة فى غزة ، فالغى الكيان دورها ودمر غزة وأغلق معبر رفح واليوم يقوم بلدوزر اسرائيلى بتدمير ما تبقى من المعبر .

تتواصل الإبادة الجماعية لأكثر من 2 مليون فلسطينى أمام عيون مصر .. وهى قد نجحت فى إقامة أكثر من سور لمنع أى تسلل فلسطينى وليموت الفلسطينيون بسلام على أرضهم .. تحت شعار الفلسطينى الطيب هو الفلسطينى الميت .

كانت المذبحة تجرى بشكل أفقى أمامها ولم تمر القذائف فوق رؤوسها . وهى والحق يقال لم تتوقف – أقصد مصر التى لا نعرفها – عن مطالبتها فى بيانات رسمية بوقف إطلاق النار كما يفعل كثير من حكام الغرب وكما يطالب بعض الاسرائيليين .

ولكن هذه المرة والصراع يتطور إلى حرب مفتوحة بين اليمن – التى وقفت معنا وقفة الرجال فى حرب أكتوبر وأغلقت باب المندب أمام اسرائيل – وبين الكيان الصهيونى .. هذه المرة لابد أن تمر فى أجواء مصر ومياهها الاقليمية الطائرات الاسرائيلية المتجهة لضرب اليمن ، وأن تمر فوقها المسيرات والصواريخ اليمنية المتجهة للكيان . ولابد لمصر أن تحدد موقفها لا أن تدعى الوقوف على الحياد . فإذا سمحت بمرور المسيرات والصواريخ اليمنية بدون اعتراض تعتبر اسرائيل وأمريكا فى ذلك مشاركة فى الحرب إلى جانب اليمن . وفى حالة تصدى مصر إن استطاعت لها تصبح مشاركة فى الحرب صراحة مع اسرائيل .

هذه المشكلة ليست نظرية بل مشكلة عملية يتعين الإجابة عليها خلال ساعات لأن الرد اليمنى الكبير منتظر بين ساعة وأخرى . بل المسألة تناقش فعليا كما تقول الصحف الاسرائيلية والغربية وقد اقترحت أمريكا من خلال كوريللا قائد المنطقة الوسطى المشتركة – أى المنطقة العسكرية الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط والتى تقودها أمريكا ومصر واسرائيل فى عضويتها – اقترحت على مصر أن تقوم القوات الأمريكية فى سيناء بعملية التصدى للصواريخ والمسيرات اليمنية ، وهذا يعنى أن القوات الأمريكية فى سيناء لديها أسلحة دفاع جوى متطورة لم تنص عليها اتفاقية كامب ديفيد .. فهى مجرد قوات مراقبة وإنذار مبكر حتى لا تقوم حرب بين مصر واسرائيل . والحقيقة فإن هذه القوات تحولت إلى قوة احتلال كما كانت القاعدة البريطانية فى قناة السويس قبل 1952. مما يستحق التفصيل فى مقال تال .

تقول الصحف الاسرائيلية إن مصر الرسمية رفضت هذا الطلب بشكل كامل وطلبت أن تقوم القوات الأمريكية بهذه المهمة على أطراف حدود مصر من الناحية الاسرائيلية أى فى المنطقة د حسب كامب ديفيد اللعينة التى لم يصبح لها أى معنى فهم يخترقونها حسب ما يريدون ووفقا لما يرتأون ونحن نوافق ، والمنطقة د لا يكون فيها أى سلاح ثقيل اسرائيلى أو أمريكى . وطلبت أمريكا من مصر اتخاذ موقف الشريك السلبى أى لا تشارك فى محاولة إسقاط الطائرات والصواريخ اليمنية .

وهكذا وبسبب الموقف المتميع الذى حاول إدعاء الحياد بين العرب المقاومين واسرائيل .. أصبحت مصر قاب قوسين أو أدنى من الانضمام إلى جانب اسرائيل علنا وتطلق النار مباشرة معها على العرب . ولكنها حتى هذه اللحظة ترفض ذلك بشدة وتطلب أن تكون المشاركة السلبية مسألة سرية ولا أدرى كيف ؟ لا يوجد شىء يمكن إخفاؤه . الصمت نفسه جريمة واضحة . والاستمرار فى عضوية السنتيكوم أى القيادة المركزية الامريكية للشرق الأوسط مع اسرائيل وبلاد عربية أخرى هو فعليا تحالف عسكرى مع اسرائيل وقد عقد اجتماع أخير فى البحرين تحت قيادة كوريلا وشارك فيه رؤساء أركان مصر والأردن واسرائيل والبحرين والامارات والسعودية .

إذا كانت هناك لا تزال قوى حية فى مصر فلابد أن تعلن رفضها لهذا العبث وأن تطالب بأن يكون مكان مصر فى محور المقاومة لأنه لم يعد هناك فى المنطقة إلا معسكرين أو محورين : محور المقاومة أو محور اسرائيل .

*باحث اسلامى و كاتب مصري

<[email protected]>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى