القصر الكبير ومحاكمة الرئيس الشهير !!

بقلم : مصطفى منيغ*/ القصر الكبير

المغرب اليوم أسوأ عَكْسَ البارحة ومُختلِف قياساً بالتقهقر مِن الغد ، لم يكن هكذا مِن عقدين متَى انصرفت مرحلة مع الأخرى الخَلل فيه زاد ، ظُلْمَة لياليه ألِفت الشديد القوي الأسود من السَواد ، وأَنْهُرُه قصَّرها في الصيف شح مطر وفي الربيع طغيان اصفرار وفي الخريف حفر مسار وفي الشتاء على مخزونٍ إن توفَّر الاعتماد ، حتى بريقه مِن بعيد شابه الكثيف الانتقاد ، ومِن العلو فاح تعفُّن السَّطو حتى على الجماد ، لإبراز الدلائل أن حقًّ التملُّك بالإنصاف منقرض بمراسيم أسياد الأسياد ، مادام سلّم نفوذ النهب له قانونه غير المكتوب لفيروسٍ هبَّ من عصر قوم عاد ، منقول في جشع المنتسبين أصلاً للنصف الشمالي الشرقي من شبه جزيرة العرب حيث ساد . المصالح المتبادلة بين هذا الصنف غير العادي من العباد ، لا يحدها نوى ولا يقوِّض نهبها مقاطع جغرافية هذا أو ذاك البلد من شتى بلاد ، إذ امتلاك ثروات الشعوبِ مِن غير موجب حق فن يُدَرَّس في تربُّع رواد الدكتاتوريات على كراسي التحكُّم قبل الحُكم المعتنقين في الموضوع ملَّة الإلحاد . ريثما تنفرج كربة الملايين على الطبيعة المفروض أن تُنفَّذ إصلاحات قبل أن يعم التعقل لدى طلائع فرسان التغيير النَّفاذ ، إذ الحق واحد ظلَّ صامداً وللباطل بيادق لا يجمعهم في المواجهة اتحاد ، بل أوراق خضراء تميِّز بشراء الذمم هذا العهد غير المعتاد ، حالما تبلَّلت بسوائل الحقيقة وتمزَّق مفعولها بصحوة ضمير يكون ما لا يحدُّه حد ولو عن جادة الصواب أحاد ، لتتراءى كما هو حاصل الآن بوادر هرولة الخوف من داخل ما حسبه الطرف المتعنت أمتن سد بعلو محيطه وعرضه امتدّ على أي امتداد ، يتجمَّع في بطنه مَن يقتات بالعصا إن لسانه تمرَّد ناشدا ما يكتمه كمراد ، حيث الأصل في الحرية وما سواها نفاق يغطِّي مَن يجعله مؤقتاً سند الإسناد ، اتقاء فاقة مسلطة بسياسة التعسف والقهر اعتمدها مَن تَصَوَّرَ نفسه فوق القوانين هازم بقوَّته الغاشمة مَنْ يراهم احتشدوا فوصفهم بعدَدِ حبَّات القمحِ المُصابَة بالسَواد ، عن طريق قلَّة متحالفة بقاؤها رهين بتزكية أسباب الفساد ، مُقدِّمَة عليها مرضى الضمائر من حثالة الشواذ .
المغرب يطفو فوق براكين غضب إن استمر الحال على عبث الحكومة العديمة (مهما كان المجال) الأبعاد ، بعد مهازل الدعم الاجتماعي بدريهمات هزيلة مذمومة قلّتها على رأس العارفين من الأشهاد ، والتغطية الصحية المزعومة المجانية المشحونة بسلبيات الأضداد ، وما قابلت به المظاهرة السلمية التي أراد بها الأطباء الدفاع المتحضِّر عن حقوقهم المشروعة بما سيحكي عن هولها الآباء للأحفاد ، وكأنها تفرغ ما لديها على هؤلاء الأطباء من دفين أحقاد ، حينما قلدت معشوقتها إسرائيل في التنكيل متخيلة نفسها في غزة تكسٍّر عظام الأطقم الطبية دون رحمة لدرجة عدم الإحساس بما ترتكب بموجبه تستحق على كيانها (حتى نهاية ولايتها) الحِداد .
المغرب يحيا الآونة على وقع فضائح من العيار الأثقل من الثقيل يردد بين جل مدنه الكبرى كالصغرى فظاعتها حتى الصغار من الأولاد ، عن بعض مجالس مُنتَخَبة محلية محسوبة على حزب رئيس شبه الحكومة تجمع الأحرار الفاعلين في الأموال العمومية ما تفعل في الحقول المزروعة أسراب الجراد ، منها مجلس جماعة مدينة القصر الكبير المتهم رئيسه بما يؤهله (إن صحت التهمة عليه) قطعاً ليكون أوضح صورة لمتزعمي فساد مسكوت عليه لأكثر من عقد الذين وجدوها سانحة لجمع ثروة خصصوا منها لشراء الذمم ما خصصوا لاكتساب (ومن معهم شركاء) ما هم عليه من ثراء فاحش أصله ملكية خالصة لسكان القصر الكبير عامة المطالبين الآن باسترجاعها عبر محاكمة نزيهة معولين فيها على قضاء عادل قادر لما يتمتع به من كفاءة وإرادة مؤمنه صادقة على إحقاق الحق وإنصاف مدينة العلماء والفقهاء وأحفاد شهداء معركة وادي المخازن المباركة القصر الكبير موطن الصبر والنضال وأشرف جهاد.

*مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدني
aladalamm@ yahoo.f

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى