جراء حملات التحريض ضده.. تحذيرات من ان اغتيال نتنياهو سيقود لحربٍ أهليّةٍ إسرائيلية تحرق الأخضر واليابس
القدس المحتلة – هل ستشهد إسرائيل اغتيالاً سياسيًا تتّم فيه تصفية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو؟ وهل في حال خروج هذا الأمر إلى حيِّز التنفيذ سيؤدّي لاندلاع الحرب الأهليّة داخل المجتمع الصهيونيّ، الذي برغم العدوان البربريّ والهمجيّ على قطاع غزّة منذ تسعة أشهرٍ، يُعاني من حالة انقسامٍ حادّةٍ وخلافاتٍ عميقةٍ لم يشهد مثيلها منذ إقامة دولة الاحتلال في العام 1948؟
ومع تصاعد وتيرة المظاهرات والاحتجاجات الإسرائيليّة اليوميّة، يُلاحَظ بوضوحٍ حالة التحريض التي تجتاح الكيان، وصولاً إلى ما يعتبره اليمين أنّ “نتنياهو قد استُبيح”، إلى الدرجة التي تذكرهم بما عاشته الدولة عشية اغتيال إسحاق رابين في 1995، فيما يسود الصمت المطبق أوساط المعارضة والصحافة ووسائل الإعلام، وكلّها مؤشرات من قبل مناصريه أنّ حياة نتنياهو ربّما باتت بخطرٍ فعليٍّ وحقيقيٍّ.
وذكر كالمان ليبسكيند، الكاتب اليمينيّ في موقع (WALLA) أنّه “منذ اغتيال رابين، تمّ تعزيز أمن رئيس الوزراء بشكلٍ كبيرٍ، وماذا سيحدث في الدولة لو تمّ اغتيال رئيس حكومةٍ مرّةً أخرى بسبب الأوصاف التي تطلق عليه (خائن)، وتشبيهه بـ (هتلر)، ومن قال إنّ نهايته ستكون مثل ماري أنطوانيت ولويس السادس عشر، ومن هدّده بالحبل المعلق، وتعليقات الميكروفونات القائلة (يستحِّق ذلك)، لأنّه أوّل من حرّض، وقسّم الشعب”.
وأضاف أنّ “التحريض ضدّ نتنياهو يتزايد يومًا بعد يومٍ، ويصل إلى أبعادٍ مخيفةٍ، وأصعب بكلّ المقاييس ممّا كان عليه ضدّ رابين في ذلك الوقت، لعدة أسباب رئيسية: أولها أنّ التحريض ضدّه يأتي من النخب، والثاني أنّه لا يتم الإبلاغ عن التحريض ضدّه على الإطلاق، حتى أنّ أيالا ميتسغر التي اختطفتها (حماس)، ظهرت واقفةً بمظاهرةٍ أمام منزل عائلة نتنياهو، وأعلنت أمام الجمهور أنّه إذا لم يعد جميع المختطفين، فإنّنا “ننتظره بحبلٍ معلّقٍ، لأنّ هذا ما يستحقه”، ما استدعى تصفيق الجمهور الغفير، فيما نشرت صحيفة (هآرتس) مقالاً بعنوان “نتنياهو عدونا الأكبر، وإزاحته واجبنا المقدس”.
وأوضح أنّ “المثقف الفنان آيال ماغاد ذكر في خطابٍ ألقاه في إحدى المظاهرات بحيفا أنّ (نتنياهو أخطر ظالم واجهناه على الإطلاق، لا يمكن مقارنته بأيّ ظالمٍ يمكن تخيّله، دون استثناءٍ)، مستخدمًا كلمة (العميل)، النعت المخصص حتى وقتٍ قريبٍ لـ (هتلر)، وفي هذه الحالة لا توجد وسيلة للهروب من النتيجة النهائية التي تساوي بين هتلر ونتنياهو، وهي الفوضى، في حين يقف الجمهور أمامه هاتفًا، بآلافٍ كثيرةٍ يردد: خائن، خائن، خائن”.
كما أنّ رينانا راز المثقفة ذات الاطلاع الواسع أكّدت أنّ “هذا التحريض الجاري بالساحة الإسرائيليّة لن ينتهي إلّا بالعنف، لأنّ الأشخاص في السلطة حاليًا، حاربوا بأنفسهم من أجل الوصول إلى العرش، وهم عنيفون للغاية، ولن يستيقظوا ببساطة صباح الغد، ويقولون: نحن نتفهم أنكم لا تريدون أنْ نكون هنا، لذلك نقول لكم وداعًا”.
وكان المحلل السياسي الأبرز ناحوم بارنياع من صحيفة (يديعوت أحرونوت) ذكر أنّه سمع في الأسابيع القليلة الماضية من أكثر من شخص جملة (الآن فهمت يغآل عامير قاتل رابين)، فيما أعلن عامي درور، أحد زعماء الاحتجاجات ضد الحكومة، وهو يصرخ أنّ (نتنياهو هو الشيطان، على أنقاض قلعته في قيسارية سنبني حديقة وبركة، وسنغلق قصره بالإسمنت، سنمحو ذكراه)، أمّا إيهود بار- نور، فتساءل بصوتٍ عالٍ: (هل أنت العدوّ الحقيقيّ أمْ نصر الله؟ أقول لك أنتَ كذلك)، فيما لم يتردد الجنرال احتياط غاي تسور بالصراخ أمام الجمهور (نتنياهو خائن)”.
بالإضافة لذلك، نشرت الدكتورة يولاندا يافور مقالاً وصفت فيه نتنياهو بـ (الخائن والظالم)، وهو ما لم يفعله أحد، وقبلهم العقيد طيار زئيف راز الذي وصف نتنياهو بأنّه (ابن الموت)، وقارنه بالزعيم الروماني المُطاح به نيقولاي تشاوشيسكو، الذي أعدم رميًا بالرصاص، أمّا إيهود باراك رئيس الوزراء الأسبق فحذر آل نتنياهو من أنّ “يوم القيامة سيكون مثل لويس السادس عشر وماري أنطوانيت، الاثنين اللذين تمّ إعدامهما بالمقصلة”.
وكُشِف عن “رسالة تلقاها بيتسلئيل سموتريتش وزير المالية جاء فيها: (قلْ لزوجتك أنْ تشتري فستانًا أسود للجنازة، نحن ثمانية رجال، قادمون لإخراجك من الأرض، ستموت، يومًا ما سنقتلك ونحرقك أنت وعائلتك، وسنضع رصاصة في الرأس”.
وخلُص الكاتب اليمينيّ إلى القول: “هذا التهديد امتداد لتكرار الإسرائيليين لكلمة (خائن)، مرات لا تحصى، وهي كلمة فظيعة، وتعني حمّام دمٍ حقيقيًا، خاصةً مع إطلاقها بالساحات العامّة أمام الحشود المبتهجة، وعلى ألسنة الصحافيين والمثقفين والمحاضرين الأكاديميين وأبطال الثقافة، ممّن يقفون على المنصات وأمام الجمهور والكاميرات، ويحرضون، ويصفق لهم جمهورهم بحماس، وكلٌّ منهم ضيف مميز في البرامج التلفزيونيّة”.
جديرٌ بالذكر في الختام أنّ الكيان بات مهزومًا ومهزوزًا بسبب العدوان على قطاع غزّة، الذي بدأ مع أكبر إخفاقٍ في تاريخه، علمًا أنّ أهداف الحرب التي وضعتها حكومة نتنياهو وأهمها القضاء على (حماس) وتحرير الرهائن، لم تتحقق، وباتت وهمًا وسرابًا، بحسب كبار المحللين الإسرائيليين.