من وحي الهجرة النبوية، ونضالات غزة حالياً
بقلم: د. زيد احمد المحيسن
الهجرة النبوية الشريفة ، التي تسيدها مشهد احداثها وتجلياتها وتحدياتها النبي العربي الأمين – محمد عليه افضل الصلاة والتسليم – وجسدها مأثرا ودروسا وعبر– و ميراثا متجددا ومرجعية للأجيال ، و على مدى الازمان خالدة للبشرية والإنسانية جمعاء للاستفادة من مضامينها الاجتماعية والثقافية والفكرية والنضالية ، و ليس مجرد رحلة او قصة سفر او انتقال من فضاء مكان الى فضاء مكان اخر، طلبا للأمن واللجوء والطمأنينة بل كانت حدثا مدويا غير مجرى حال العرب من مفعول بهم الى فاعلين ومؤثرين في المشهد الإقليمي والدولي
الهجرة تجسيد لحالة متكاملة لتأسيس المداميك الأولى لبناء وطن وامة ورسالة خالدة .. انها حلم كبير لا يقوى على حمله و تنفيذه وانجازه الا القامات الكبيرة والعظيمة والمؤمنة بالرسالة وصبر النضال والتضحيات، واحياء هذه الذكرى كل عام هو عملية تذكير واستنهاض لامتنا العربية والإسلامية كلما أصابها الوهن و العجز والخمول.. فمن خلال استذكار هذه المناسبة العظيمة والتعمق في دراستها وسياقها التاريخي والجغرافي والايماني والعقدي نتعمق بصلاة ايماننا ونتيقن بعلم اليقين الى عظمة هذا النبي العربي الأمين الذي جاء الى المدينة وحيدا ليصنع من مجتمع المدينة المتفرق والمتناحر – امة عربية ذات رسالة خالدة ويحدث اول اخاء انساني في تاريخ البشرية مبني عن الايمان والإخلاص للعقيدة وليس للمصالح والمنافع الدنيوية الزائفة.
النبي محمد (صلعم ) هذا العربي الذي وحد امة الضاد وثار على ظلم المجتمع المكي سرا وفي العلن، شكّل بأفكاره النيرة ووحي رسالة السماء الثائر على قيم عبادة الاصنام والاوثان، منارة هداية الى قيم عبادة رب العباد ، وصانع التغيير العقدي والاجتماعي والسياسي للأمة، وأعظم مناضل على وجه البشرية يدعو الى العدالة الاجتماعية والحرية والمساواة في وطن يعيش الجميع بمساواة بالرغم من طوائفهم واعتقاداتهم في ظل دستور المدينة وعلى أساس المواطنة الصالحة فيها الحقوق والواجبات ومظلة العدل ،
لقد بذر رسولنا العظيم بذرة الايمان لعقيدة التوحيد فدخلت رسالة التوحيد ، العالمية والاممية من أوسع ابواها لمفهوم الاستخلاف الحقيقي للإنسان وكيفية عبوديته لله وحده على الأرض وفق شرعه ومنهجه ورسالة السماء الى بني البشر عدلا وانصافا وانجازات ، وها نحن في هذه الأيام تصلنا تباشير النصر القادمة من غزة هاشم غزة العزة وما تقوم به المقاومة الباسلة تجاه مقارعة العدو الصهيوني المحتل ومن خلفه دول الاستكبار العالمي تدك مضاجعهم – نصرا مؤزرا – لاقامة الدولة العربية الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وتحرير للإنسانية من براثن الصهيونية العالمية التي عاثت في عالمنا العربي والإسلامي الفساد والفتن عبر عقود .. فالهجرة ودروسها المفيدة في النضال والصبر والمكابدة وعبرها هي السلاح المعنوي الذي يتكئ عليه رجال المقاومة البطلة في غزة وشعارهم في السر والعلن : اما النصر او الشهادة وهي اسمى الاماني لديهم .