فضائع الكيان الصهيوني وانتصارات الشعب الفلسطيني

بقلم: خليل البخاري*

إن المتتبع للمنهجية الإمبريالية الغربية في تعاملها مع أهدافها في طريق السيطرة على العالم والمناطق منها منطقة الشرق الأوسط عموما والوطن العربي خصوصا، يلاحظ بأن الغرب شرع منذ نهايات القرن 19م ومطلع القرن20م في التهيؤ والإعداد لوراثة الإمبراطورية العثمانية وتمزيق وحدة الشعب العربي من خلال الإعداد لإقامة وطن قومي لليهود عبر مجموعة من المؤتمرات والاتفاقيان والوعود الكاذبة: اتفاقية حسين مكماهون. اتفاقية سايكس بيكو. وعد بلفور…

إن المدرسة الرأسمالية الغربية وأداتها الصهيونية وقاعدتها المادية إسرائيل هدفها هو وضع مجموعة من الخطط المتعددة لتحقيق هدف بعينه هو اقامة دولة إسرائيل. كما كان هدفها منذ مدة هو تصفية القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني وتبديد عملية السلام برمتها والذي وضعه نتنياهو نصب عينيه منذ تشكيل حكومته المتطرفة النازية سنة 2009م. وهو ما يزال إلى الآن يواصل العمل مع القوى الصهيونية المختلفة لتنزيله على أرض الواقع، مستفيدا من حالة الإنقسام الداخلي في أعقاب انقلاب حركة حماس على السلطة الفلسطينية عام 2007م .

إن ما حصل في السابع من اكتوبر2023م بقطاع غزة كان حدثا نوعيا ومهما في مسار القضية الفلسطينية ومن يدور حول فلكها رغم بشاعة وفظاعة حرب الإبادة الجماعية وتدمير البنى التحتية الأساسية والمعابد والجامعات .والهدف واضح هو تجويع الشعب الفلسطينى وتهجيره خارج بلده الأصلي وتصفية المقاومين والمحتجين وتفكيك الكيان الفلسطيني، دون ان يحظى مع الأسف برد أو احتجاج عربي ودولي في الوقت الذي يتعالى فيه الصوت الداعي إلى إقامة دولة فلسطينية ..فكيف لنا أن نفهم الكلام عن دولة في الوقت ابذي يقوم فيه الجيش الإسرائيلي بتدبير مقومات الدولة على الأرض وتدمير المجتمع في غزة؟؟

إذن هناك تناقض فادح بين وعد الدولة من جهة والعجز أو الإستنكاف عن تلبية ما هو أقل بذلك بكثير من جهة أخرى، الامر الذي يحتمل تفسيرا واحدا وهو إعادة تصدير الوهم وآستخدام الدولة الموهومة كغطاء لمشاريع أخرى..

وخلاصة القول، وأمام ما يجري في قطاع غزة بالذات والضفة الغربية ، يجب على السلطة الفلسطينية العمل وبجدية على تعزيز دورها دوليا، لأن وجود قيادة فلسطينية موحدة ومنسجمة ومتجددة وقوية دوليا يزيد من فرص التوصل إلى حلول مستدامة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، كما سيكون خطوة إيجابية نحو العمل على بناء مستقبل أفضل للشعب الفلسطيني. وفي المقابل على المنتظم الدولي اتخاد خطوات جريئة ضد الكيان الصهيوني الغاشم الذي لازال حكامه ماضين في تصفية الشعب الفلسطيني وفي انتهاكه لحقوق الإنسان، وإحالة قادة هذا الكيان إلى المحاكم الدولية للمحاكمة العادلة والمنصفة. فالشعب الفلسطيني لازال يقدم عديدا من التضحيات وهو ما لم يقدمه شعب في التاريخ. فهو بحق شعب جدير بالحياة والكرامة الوطنية وبسيادة كاملة فوق أرضه المحتلة ، فهو لم ولن يرفع راية بيضاء . وهو رغم كل ما يتعرض له من مآسي وفظائع إنسانية على يد الصهاينة الغزاة والمستوطنين الجبناء ، ما زال يراهن على إرادته وإيمانه القوي بحقه المشروع واقترابه من موعده مع الحرية المنشودة .

* أستاذ مادة التاريخ/ المغرب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى