إِنَّهَا الحرب بين حزب الله والكيان الصهيوني
بقلم: توفيق المديني
أصبحت منطقة الحدود المشتعلة بين جنوب لبنان و الجليل الأعلى الواقع في شمال فلسطين المحتلة من أخطر خطوط الصدع الجيوسياسية في العالم، بسبب تأجج الحرب الدائرة بين حزب الله والكيان الصهيوني .ويعتقد الخبراء في إقليم الشرق الأوسط أنَّ كلا الجانبين مستعدان للحرب الشاملة التي قد تتطور إلى حرب إقليمية كبيرة.
فقد تمَّ تكييف مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية و جيش الاحتلال الصهيوني على كلا الجانبين من الحدود بين جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة منذ ولادتهم على النظر إلى بعضهم البعض كأعداء تاريخيين، وقد بنوا هويّتهم من خلال معارضة “الآخر”. إلى جانب ذلك، فإنَّ قراءتهم لأي تحرّك على الأرض تتم من خلال هذا المنظور، الذي يجعل من الصعب للغاية إظهار ضبط النفس في ظل ضبابية الحرب.
ويستعد الكيان الصهيوني منذ سنة 2006 لتصعيد الحرب على صعيد الجبهة الشمالية ، التي مثّلت ساحة المعركة الرئيسية لجيش الاحتلال الصهيوني ، واعتبر العديد من الخبراء العسكريين في “إسرائيل” أنَّ حرب لبنان الثانية قد شكلت أداءً ضعيفًا. فالحرب الصهيونية الأخيرة على لبنان: الدولة والمجتمع، والخسائر التي لحقت بالجيش الصهيوني تُعَدُ أكبر إخفاقٍ في تاريخه ما اضطر تل أبيب للتبريرلنفسها أنَّ حزب الله استخدم السلاح الروسي الحديث والمتفوق، ولاسيما قواذف أربي جي 29. فالحرب خلقت أزمة وجودية لهذا الكيان الصهيوني، الذي يعتبر قاعدة عسكرية استراتيجية متقدمة للإمبريالية الأميركية في المنطقة، متحفزةً على الدوام في مواجهة العرب الذين تفرض عليهم سياسة العدوان والتوسع واحتلال الأراضي، وهوما استدعى في هذه الأيام صورة أخرى عن تلك الممالك التي أقامها الصليبيون في المشرق العربي (1099 -1291)، وكانت تشكل في حينه بؤراً للعدوان والاحتلال إلى أن تم تحرير بيت المقدس على يد القائد الإسلامي الكبير صلاح الدين الأيوبي، وطرد الفرنجة من بلاد العرب والمسلمين. وكانت تلك الممالك أيضاً محكومة بالزوال مادامت جسمًا غريباً في المحيط الكبير العربي الإسلامي، ولا يختلف وضع الكيان الصهيوني اليوم عن تلك الممالك الصليبية.
أهمية خطاب السيد حسن نصر الله
وفي نظرة تماثلية لحركة الأحداث التاريخية،اعتبر خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، يوم الإربعاء 19حزيران/ يونيو 2024، في احتفال تأبيني للشهيد القائد سامي طالب عبد الله،من أقوى الخطابات على الأطلاق، لا سيما حين قال ،بأن قوات المقاومة بإمكانها أن تقتحم الجليل الأعلى،وبالتالي تحرير شمال فلسطين.
وفي تعليق أول على هذا الخطاب ، قالت وسائل إعلام صهيونية إنَّ “هذا من أقوى خطابات
نصر الله على الإطلاق، الذي يدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى، أنه لن يكون هناك مفر من حرب شاملة”، وأن “نصر الله مصمم على الاستمرار في المعركة الحالية من أجل غزة حتى تحقيق وقف إطلاق النارفي غزة وغير متأثر بتهديدات إسرائيل والوسطاء”.
واعتبرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أن “الوعود الفارغة بأن إسرائيل ستتمكن من تدمير حماس، وإعادة لبنان إلى العصر الحجري، انكشفت الآن.” ونقلت الصحيفة عن السفير الإسرائيلي الأسبق في القاهرة، تسفي برئيل، أن “الجيش الإسرائيلي غير مستعد لأي سيناريو في غزة أو لبنان”.
وكان الأمين العام لحزب الله قد بعث رسائل واضحة إلى قيادة الاحتلال و”جيشه”، وأكد أن التهديد بتوسيع الحرب على مدى 8 أشهر “لا يخيفنا”، لافتاً إلى أنَّ “العدو يعلم وسيده الأميركي، أن شن الحرب على لبنان ستحمل تداعيات في المنطقة والإقليم”.
وقال إن كيان الاحتلال يعلم أنه لن يبقى مكاناً في الكيان سالمًا من صواريخ المقاومة ومُسيراتها الدقيقة، التي لن تقصف أهدافها “بشكل عشوائي”.
وأكد السيد نصر الله أن الاحتلال يعرف، أن ما ينتظره أيضاً في البحر المتوسط “كبير جداً”، إذ إن “كل سواحله وبواخره وسفنه ستُستهدف”. وأن “جبهة لبنان حجبت قوات العدو عن المشاركة في غزة، وجزء منها قوات نخبة، لأن هناك خوف لدى العدو من دخول المقاومة إلى الجليل، الأمر الذي يبقى مطروحاً في حال تطور المواجهة”.
وقال إن اقتحام منطقة الجليل الأعلى هو احتمال يبقى قائماً وحاضراً في إطار أي حرب قد تفرض على لبنان، في إشارة إلى تهديدات قادة جيش الاحتلال بشن حرب واسعة على حزب الله في جنوب لبنان. وأضاف نصر الله أن “أوضح الدلائل على فعالية الجبهة اللبنانية هو الصراخ والتهديد والتهويل الذي نسمعه من قادة العدو ومسؤوليه ومستوطنيه”.
وأوضح الأمين العام لحزب الله أن جيش الاحتلال لم يخل المواقع العسكرية على الحدود مع لبنان بشكل كامل خشية استيلاء عناصر الحزب عليها واستهدافها، مؤكداً أن الجبهة اللبنانية وبقية الجبهات حاضرة بقوة على طاولة التفاوض التي يراد من خلالها الوصول إلى نتائج محددة. وأضاف: “لقد تجاوز مقاتلونا الـ100 ألف بكثير، ولدينا في لبنان فوق حاجة الجبهة حتى في أسوأ ظروف الحرب”.
وفي حديثه عن الخسائر التي يتعرض لها جيش الاحتلال في معركته على الحدود مع لبنان، قال نصر الله إنّ الاحتلال الإسرائيلي لا يعترف بخسائره في جبهة الشمال خوفاً من أن يُمارس المجتمع الإسرائيلي ضغوطاً على الحكومة ورئيسها بنيامين نتنياهو الذي يعتبر أن أولويته القصوى هي الحرب على غزة. وأكد أن الإنجازات التي حققتها الجبهة اللبنانية هي تهجير المستوطنين وتعطيل الصناعة والزراعة والسياحة في الشمال لما يمثّله من مكانة.
وأسفرتْ المواجهة العسكرية بين حزب الله و الجيش الضهيوني ،عن استشهاد 478 شخصا على الأقل في لبنان بينهم 312 مقاتلا على الأقل من حزب الله و93 مدنيا على الأقل، وفق تعداد لوكالة الأنباء الفرنسية، يستند إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية. وأعلن الجانب الصهيوني من جهته مقتل 15 عسكريا و11 مدنيا.
العودة إلى فكرة تحرير الأرض من طريق المقاومة المسلحة
لقد تغيّرت البيئة الاستراتيجية للصراع العربي الصهيوني في إقليم الشرق الأوسط،فمع تقهقر الجيوش العربية وهزيمتها في المواجهات مع الكيان الصهيوني والإمبريالية الأمريكية،وتحولها إلى فئات من البرجوازية الكمبرادورية التي تمارس السمسرة مع الشركات المتعددة الجنسية الغربية لخدمة مصالحها الطبقية الجديدة ،برزت على المسرح السياسي و العسكري الشرق أوسطي حركات المقاومة المسلحة المؤمنة بفكرة التحرير للأراضي العربية المحتلة،وفي القلب منها أرض فلسطين السليبة.
فالهجوم الذي قامت به حماس في “إسرائيل” في السابع من تشرين الأول/أكتوبر2023، يجعل فكرة تحرير فلسطين ممكنة مرَّة أخرى، بعد أن قبرتها الدول العربية و أحزابها في مقبرة التاريخ.. فكما أسهم الإسلام الجهادي في العصر الوسيط بقيادة صلاح الدين الأيوبي في الحروب الصليبية ضد الاحتلال الفرنجي ، كذلك اليوم أصبح الإسلام الجهادي الذي تقوده حركات المقاومة في جنوب فلسطين و شمالها ،يطرح فكرة تحرير الأراضي العربية المحتلة ، في ظل التحولات الدينية والسياسية والاجتماعية الضخمة التي تعمل على تغييرإقليم الشرق الأوسط وسكانه البالغ عددهم 400 مليون نسمة.
ففي ظل العولمة الرأسمالية الليبرالية المتوحشة التي أصبحت فيها الأعراف الاجتماعية والثقافية معولمة بشكل متزايد، ورافضة لحركات الإسلام السياسي المرتبطة بالإمبريالية الأمريكية و”انتفاضات الربيع العربي”وما خلفته من حروب أهلية مدمرة في العديد من الأقطار العربية، والتي فشلت في معالجة الأزمات الاقتصادية العميقة في البلدان العربية التي سيطروا فيها الإسلاميون على السلطة،وهزيمة الحركات الإرهابية و التكفيرية التي سيطرت على منطقة بحجم بريطانيا وكانت تؤوي وتدرب عشرات الآلاف من المقاتلين، ولكنَّها من دون أن تطلق طلقة واحدة على جنود الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة،وفي الجولان المحتل ، تطورت حركات المقومة المسلحة في إقليم الشرق الأوسط،وأصبحت تطرح برنامجًا لفكرة مقاومة العدو الصهيوني والإمبريالية الأمريكية،وتتبنى التحليلات الاجتماعية-الاقتصادية الماركسية التي تشدد على الاهتمام الاجتماعي بالفقراء، والتحرر السياسي للشعوب المضطهدة، وهو ما كان يمثل الممارسة السياسية لعلماء الدين المؤمنين بالإسلام الجهادي.
في الحرب الأمريكية-الصهيونية على غزة، ينشأ جيل جديد من المقاومين العرب .فالمشاكل الاقتصادية، وسوء الإدارة في الحكم، والاستبداد المهلك، كل ذلك من شأنه أن يوفر تربة خصبة للعودة من جديد لفكرة تحرير الأرض،وإسقاط الاستعمار الداخلي متمثلاً بالأنظمة العربية ركيزة الوجود الإمبريالي الأمريكي-الصهيوني في المنطقة العربية.
لقد باتت الدول العربية في معظمها دولاً فاشلةً وتعاني من أزمات اقتصادية كبيرة،ويمكن للحرب في غزة أن تصبح بمثابة قبلة الحياة بالنسبة للطبقات الشعبية الفقيرة،ولحركات المقاومة الجهادية المنادية بالتحرير. وتحاول الحكومات في إقليم الشرق الأوسط قمع أي صحوة للمقاومة التي تمزج بين تحرير الأرض وتحرير الشعوب من ربقة الاستعمار الداخلي.
فالأنظمة العربية ترى في حركات المقاومة الجهادية خطراً يشكل تهديداً عليهم أنفسهم بقدر ما يشكل تهديداً على الكيان الصهيوني والإمبريالية الأمريكية . ولربما قاموا حتى بمساندة ما يهدف إليه الكيان الصهيوني من تدمير لحماس، وإن لم يؤيدوا وسائلها في ذلك. لم تقم أي من البلدان العربية التي طبعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني بقطع هذه العلاقات ولم يطالب أي منها الولايات المتحدة بإخلاء قواعدها في المنطقة. بل حظرت معظم دول الخليج الاحتجاجات والخطب التي تتضامن مع الفلسطينيين. وحتى قطر، التي توفر حماية لحماس وللقضايا الإسلامية الأخرى، عرضت طرد الإسلاميويين فيما لو طلبت حليفتها، أمريكا، منها ذلك..
لقد أسهمت كل حروب الكيان الصهيوني في لبنان في الماضي ،في نهاية المطاف إلى تعزيزحركة المقاومة المسلحة بقيادة حزب الله ، كما أنَ تدمير منظمة التحرير الفلسطينية لم يمنع ظهور حركتي حماس و الجهاد الإسلامي ،و خلقت “إسرائيل” بملاحقتها لحماس في جنوب لبنان،الظروف الملائمة لصعود حزب الله. ورغم عمليات الإجتياح العسكرية التي قامت بها “إسرائيل”(1978-1982-2006)،أثبتت أنَّها غير قادرة على احتلال أدنى قطعة من الأراضي اللبنانية، كما أجبرها حزب الله والاحتجاجات المدنية على مغادرة “المنطقة الآمنة” في سنة 2000،و2006، وبالتالي فإنَّ الهجوم الصهيوني الجديد قد يكون عقابياً.
في المقابل، يبدو أنَّ حزب الله يدرك أنه سيتحمّل المسؤولية إذَا انْجَرَّ لبنان إلى حربٍ أخرى، خاصة أنَّ حركة المقاومة تؤكد دائمًا أنَّ سبب وجودها يكمن في الدفاع عن السيادة اللبنانية. ويستند حزب الله إلى تحالف إقليمي يمتد من شواطئ غزة إلى قلب طهران، مروراً بدمشق، ويمكن وصف هذا الحلف بأنَّه تحالف طبيعي لمتضررين من تحولات سياسية جرَتْ في سياقٍ غير طبيعيٍّ شهدتها المنطقة بعد مؤتمر مدريد عام 1991،وبعد اتفاق أوسلوعام 1993، وبعد أن طرحت إدارة الرئيس بوش إقامة مشروع الشرق الأوسط الكبير في عام 2004، الذي يحتل فيه الكيان الصهيوني مركز الريادة.
وترى واشنطن وتل أبيب أنَّ حزب الله هو”متعهد للإيرانيين، أوأداة في يد إيران وسورية ” في منطقة الشرق الأوسط، ، بوصفهما ” الدولتين الراعيتين للإرهاب، والمعارضتين للسلام، في محورالشرالممتد من طهران إلى دمشق”،حسب وجهة ىنظرها.. والحال هذه لا يمكن إيران أن تتنازل عن هذه الورقة إلا بعد التوصّل إلى اتفاق مع الغرب حول أمنها الخاص،ودورها الإقليمي، وحل الأزمة السورية من منظور وطني،لا من منظور المعارضة و الدول الغربية المحتضنة لها.
وفضلاًعن ذلك، حزب الله حليف استراتيجي لسوريا في لبنان. ويعتبر الصهاينة أنَّ حزب الله المدعوم بقوة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية،وتقر إيديولوجيته بزوال الكيان الصهيوني من الخارطة، يستمد فاعليته العسكرية من هذا التحالف الإقليمي،السياسي والعسكري،الموقع بين طهران ودمشق. وأظهرت الحرب الأمريكية– الصهيونية،التي كانت تستهدف تصفية حركة حماس،ونزع سلاح حزب الله بالقوة، كم هي باهظة من حيث عدد الضحايا،وزعزعة الأوضاع اللبنانية، واتجاه الأجيال نحوالتطرف.
في هذا السياق حذر الجنرال الصهيوني اللواء إسحاق بريك، في حديث لصحيفة “عروتس7” الصهيونية ،بتاريخ 18حزيران/يونيو2024، من عواقب وخيمة بحال قرر بنيامين نتنياهو مهاجمة حزب الله اللبناني، مؤكدًا أنَّ مثل هذا القرار سيجلب لتل أبيب حربًا إقليميةً وستشهد مشاركة إيرانية أيضًا…مضيفًا:نحن نواجه هزيمة استراتيجية لم نعهدها منذ قيام الدولة (..)، حرب غزَّة فقدت معناها وهي مستمرة بسبب مصلحة واحدة لنتنياهو، وتتمثل في بقائه بالسلطة.
وفي حديثه عن الجبهة الشمالية، قال اللواء إسحاق بريك: “لا نعرف كيف نوقف صواريخ ومسيرات حزب الله، لا يمكننا الدخول في حرب إقليمية تطلق علينا آلاف الصواريخ بدلاً من العشرات يوميًا. من يتجوّل في مستوطنات الشمال يصعق مما يرى. من سيقرّر شنّ هجوم ضد حزب الله سيجلب حربًا إقليمية ستشارك فيها إيران، وستكون هذه أول مرَّة في تاريخ إيران التي تطلق فيها علينا صواريخ، لكنَّ هذه المرة ستكون بالآلاف، وسنواجه دمارالدولة”. وأضاف: تحدثت مع نتنياهو ستّ مرات، آخرها قبل شهرين ونصف. واليوم، قرار نتنياهو وغالانت بمهاجمة حزب الله سيجلب دمارًا للدولة”.
خاتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة:
من وجهة النظر الأمريكية-الصهيونية يشكل حزب الله تهديدًا استراتيجيًا ووجوديًا للكيان الصهيوني،فهو يمتلك حركة مقاومة مسلحة قادرة على حرق المنطقة الشمالية ،وتحرير شمال فلسطين،واحتجاز عشرات آلاف الصهاينة رهائن خارج منازلهم، في إشارة إلى المستوطنات التي أُخليَت في الجليل.
فقد خلق حزب الله معادلة جديدة في الردع شمال فلسطين،وهو يخوض حرب استنزاف ضد العدو الصهيوني،فيما يرى القادة الصهاينة أنَّ حرب الاستنزاف المتواصلة هذه دون حسم،تعقّد أكثر الوضع الاستراتيجي للكيان الصهيوني،مع إطالة فترة الحرب ضد حماس وكذلك ضد حزب الله .فحرب الاستنزاف المتواصلة دون حسم تُفسّر من قبل الكثيرين في الكيان الصهيوني ، على أنها جزء من خطة إيرانية واسعة وبعيدة المدى لتدمير “إسرائيل”.
التوثيق الذي نشره حزب الله يوم الإربعاء الماضي في مواقع في خليج حيفا، بعضها استراتيجية مثل قاعدة سلاح البحرية ومعهد “دافيد لشركة رفائيل” هو استمرار لمعركة الردع التي يخوضها الحزب ضد الكيان الصهيوني ،واشارة واضحة الى ما سيحصل في المرحلة التالية اذا ما تواصل التصعيد في الشمال.
لدى حزب الله قدرات استخباراتية قوية قادرة على اختراق مؤسسات و أجهزة العدو الصهيوني ،وهو يستخدم عملاء صهاينة يجمعون له المعلومات، سواء مباشرة أو بشكل غير مباشر ،ويستخدم أيضا مُسيرات تعرف كيف تجمع المعلومات من داخل “إسرائيل “لاستخدامها في الحرب الحالية. حزب الله يجمع المعلومات عن قواعد ومنشآت أمنية صهيونية ، وعن حشودات القوات الإسرائيلية في الزمن الحقيقي لاجل ضربها. بعضها الاخر يستخدم لأغراض استراتيجية لضرب محتمل لسفن سلاح البحرية او لمنشأة امنية أو مدنية من شأنها أن تلحق ضررا جسيما بالكيان الصهيوني.
هذا هو احد الدروس المركزية لحزب الله في حرب لبنان الثانية التي كان فيها السلاح الذي اطلقته المقاومة ، ثابت في معظمه. في السنوات الأخيرة استثمرت المقاومة جهدا واضحا، بتوجيه وتمويل إيراني في دقة سلاحها من الصواريخ وحتى الجوالة والمسيرات لأجل الضرب الدقيق في البطن الطرية ل”إسرائيل” بهدف توازن الضربات الدقيقة لسلاح الجو في لبنان.