اتفاق للدفاع المشترك بين موسكو وبيونغ يانغ يدشن مرحلة جديدة نوعية في العلاقات أقرب ما تكون الى التحالف الكامل
توّجت المحادثات، التي أجراها الزعيم الكوري كيم جونغ أون، وضيفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس (الأربعاء)، إطلاق مرحلة جديدة نوعية في العلاقات، اقتربت من آلية التحالف الكامل.
وحمل توقيع الجانبين اتفاقية «التعاون الاستراتيجي الشامل» تطوراً غير مسبوق، لجهة تضمينها بنداً يتحدث عن «الدفاع المشترك» في وجه أي عدوان يتعرض له أحد البلدين. وهذه المرة الأولى في تاريخ روسيا المعاصر، التي يتم فيها وضع أسس قانونية لتحالف عسكري مباشر مع بلد من خارج المنظومة السوفياتية السابقة.
وبينما شدّد كيم على أن الشراكة بين البلدين تعزز «السلم والاستقرار» في منطقة آسيا والمحيط الهادي، أكد بوتين أن موسكو وبيونغ يانغ تحاربان «هيمنة الولايات المتحدة».
ووصف الرئيس الروسي الاتفاق الجديد بين البلدين بأنه «يشكل أساس العلاقات بين موسكو وبيونغ يانغ لسنوات كثيرة مقبلة»، مؤكداً أن «تطوير التعاون العسكري التقني مع كوريا الشمالية سيتم وفقاً للمعاهدة المبرمة بين البلدين». وواصل بوتين جولته الخارجية بزيارة فيتنام، البلد الحليف الآخر لروسيا.
قال الرئيس بوتين إن اتفاقية التعاون الاستراتيجي الشاملة بين روسيا وكوريا الديمقراطية تنص على تقديم المساعدة في حالة تعرض أحد طرفيها لعدوان.
وقال بوتين عقب محادثاته مع زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون: “اتفاقية التعاون الاستراتيجي الشاملة بين روسيا وكوريا الديمقراطية تنص على تقديم المساعدة في حالة تعرض أحد الطرفين لعدوان”.
وأكد بوتين أن “تطوير التعاون العسكري التقني مع كوريا الشمالية سيتم وفقا للمعاهدة الموقعة بين البلدين”.
وأشار الرئيس الروسي إلى تصريحات الولايات المتحدة ودول الناتو الأخرى بشأن توريد أنظمة أسلحة عالية الدقة بعيدة المدى ومقاتلات “إف-16” وغيرها من الأسلحة والمعدات المماثلة لشن ضربات على الأراضي الروسية، مضيفا: “هذه ليست مجرد تصريحات، هذا يحدث بالفعل، هذا انتهاك صارخ للمواثيق الدولية التي تتحمل الدول الغربية مسؤولية الالتزام بها”.
وتابع: “يتخذ الأصدقاء الكوريون موقفا موضوعيا ومتوازنا بشأن موضوع التسوية الأوكرانية، ويتفهمون الأسباب الحقيقية للأزمة”.
كما أكد بوتين على أن “مثل هذا الموقف من القيادة الكورية هو تأكيد واضح آخر على نهج سيادي مستقل”، مشيرا إلى أن بلاده وكوريا الشمالية تتبعان سياسة خارجية مستقلة ولا تقبلان لغة الإملاء.
وأردف قائلا: “حظيت القضايا الأمنية وجدول الأعمال الدولي بالكثير من الاهتمام في محادثات اليوم، يدعو بلدانا إلى إقامة نظام عالمي أكثر عدلا، وإلى ديمقراطية وتعددية أقطاب، ينبغي أن يستند ذلك إلى القانون الدولي والتنوع الثقافي والحضاري”.
يذكر أن برنامج زيارة بوتين إلى كوريا الشمالية مكثف، وسيعقد الجزء الرئيسي منه اليوم الأربعاء 19 يونيو، ومن المقرر أن تتم المباحثات على مستويات وبأشكال مختلفة، بما في ذلك في شكل موسع، وكذلك اتصالات غير رسمية بين القادة.
وصول الرئيس بوتين إلى قصر هانوي
وقد وصل الرئيس الروس، صباح اليوم الخميس، إلى القصر الرئاسي في هانوي الفيتنامية، حيث من المقرر أن يجري محادثات مع رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية تو لام.
واستقبل رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية تو لام نظيره الروسي بحفاوة ودخل الرئيسان بهو القصر ومنها إلى القاعة الكبرى، حيث انطلقت بعد ذلك المحادثات الثنائية بين الرئيسين.
بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، ورئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية تو لام محادثات ثنائية، حيث يعقد الاجتماع في القاعة الكبرى في القصر الرئاسي في هانوي.
وقبل بدء المحادثات، التقط زعيما البلدين، حسب التقاليد، صورا فوتوغرافية وهما يتصافحان أمام أعلامهما الوطنية.