ماذا يعني اجتماع قائد جيش الاحتلال مع قادة خمس جيوش عربية ؟؟

بقلم: د. كاظم ناصر

كشف موقع ” إكسيوس ” الأمريكي ان رئيس أركان جيش دولة الاحتلال هرتسي هاليفي اجتمع يوم الإثنين 10/ 6/ 2024 في العاصمة البحرينية المنامة مع قادة جيوش مصر والسعودية والأردن والبحرين والإمارات، وان هذا اللقاء السري تم تحت رعاية قائد القيادة المركزية الأمريكية ” سنتكوم ” الجنرال مايكل كوريلا لبحث وتنسيق التعاون الأمني بين الولايات المتحدة والدول الخمس المشاركة ودولة الاحتلال، وجمع وتبادل المعلومات الاستخبارية، ومشاركة البعض في اعتراض الصواريخ التي تطلق من اليمن والعراق وإيران باتجاه دولة الاحتلال وتمر عبر مجالها الجوي، والتفكير في تشكيل تحالف عسكري أمريكي إسرائيلي عربي لحماية إسرائيل، والمحافظة على مصالح أمريكا في المنطقة وحماية عملائها العرب وأنظمتهم.
هذا اللقاء العربي الصهيوني الأمريكي السري الذي تم بعد مرور ما يزيد على ثمانية أشهر من حرب الإبادة الجماعية التي تشنها دولة الاحتلال على غزة، وقتلها لعشرات آلاف الفلسطينيين، ومحاصرة وتجويع وتشريد 2.3 مليون غزي يدل بوضوح على أن الخيانات العربية الرسمية للقضية الفلسطينية وقضايا الأمة التي بدأت منذ قرن ونيف، وورثها معظم حكام الأمة الحاليين عن اسلافهم لم تتوقف؛ والدليل الواضح على وراثتهم لنفس نهج الخيانة والخداع عن أسلافهم هو أن الحوار العسكري والتعاون بين دولة الاحتلال وبين دولهم ما زال مستمرا على الرغم من الأكاذيب المكشوفة المتمثلة في الانتقادات العلنية، والإدانات شديدة اللهجة التي تصدر عنهم وعن وسائل إعلامهم ضد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، والتي يعبرون فيها عن التزامهم بالدفاع على القضية الفلسطينية، والأماكن المقدسة، ومصالح الشعب الفلسطيني.
هذه الأنظمة التي يهيمن عليها ويتحكم بكل منها شخص واحد هي كيانات دكتاتورية، تسلطية، فاشلة، فاسدة، ضعيفة، تفتقر إلى أدنى مستوى من الشرعية الشعبية، وعاجزة عن حماية أوطانها ومواطنيها، وممعنة في نهجها الانهزامي الاستسلامي لدولة الاحتلال، وفي ارتباطها بالدول المعادية لأمتنا العربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، ومسؤولة عن التفريط والمتاجرة بالقضية الفلسطينية، والمقدسات، والقضايا العربية المصيرية، وعن إعادة الاستعمار إلى وطننا العربي بتحويل أراضيها إلى قواعد عسكرية أمريكية وبريطانية وفرنسية مقابل اتفاقيات تعاون عسكري هشة، ووعود أمريكية وبريطانية وفرنسية كاذبة للدفاع عنها، وحماية حكامها وعوائلهم ومن لف لفيفهم من منافقين وصوليين لا تهمهم سوى مراكزهم ومصالحهم الشخصية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى