تصاعد مخاوف العدو بعد كشف تنفيذ مقاومين لعملية اختراق للسياج الفاصل تخللها اشتباك مسلح فجر اليوم الخميس
غزة – أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- تنفيذ عملية اختراق للسياج الفاصل مع إسرائيل،
وذكرت الكتائب، في بيان مقتصب اليوم الخميس: “في عملية إنزال خلف الخطوط، تمكن مجاهدو القسام من اختراق السياج الزائل ومهاجمة مقر قيادة فرقة العدو العاملة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة”.
وجاء ذلك بعد أن اعترفت قوات الاحتلال في وقت سابق اليوم بمقتل جندي، وإصابة عدد من الجنود في عمليات للمقاومة الفلسطينية في رفح.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إصابة اثنين من جنوده و”مقتل 3 مسلحين فلسطينيين” خلال ما وصفه بأنه إحباط تسلل لخلية قرب السياج الحدودي بمنطقة كرم أبو سالم شرق رفح فجر اليوم.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن قوة من الجيش رصدت عددا من المشتبه فيهم يحاولون اجتياز الحاجز الأمني بمنطقة رفح، حيث اندلع اشتباك تخلله تبادل لإطلاق النار.
وقال موقع “والا” العبري إن وحدات المراقبة في جيش الاحتلال قرب كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة رصدت عند الساعة الرابعة من فجر اليوم الخميس حركة مشبوهة تحت غطاء من الضباب.
وبعد نصف ساعة أُعلن عن حادثة قرب الجدار الحدودي، فبدأت قوات الاحتلال بأعمال بحث في المكان، وعند الساعة الخامسة فجراً وقع الاشتباك بين المقاومين وجنود الاحتلال.
وأضاف الموقع أن المقاومين استخدموا قذائف ار بي جي خلال الاشتباك، وقد استدعى جيش الاحتلال للمكان دبابة وطائرات لاغتيال المقاومين، فارتقى 3 من الخلية التي ضمت 4 مقاومين.
وتساءل “والا” العبري عن كيفية وصول المقاومين إلى هذا المكان قرب الجدار الحدودي، وكيف اجتازوا كافة القوات التي كانت بالمكان وكذلك الدبابات، وناقلات الجنود، ووحدات الهندسة والطائرات المسيرة فوق غزة.
وأضاف أن التقديرات الأولية تشير إلى استخدام المقاومين لأحد الأنفاق القريبة من الجدار الحدودي ولم يستطع جيش الاحتلال الوصول له.
وبحسب الموقع العبري فإن أحد المقاومين نجح بالانسحاب والعودة لقطاع غزة، وأضاف أن هذه الحادثة تؤكد أن حماس ما زالت تنجح بجمع معلومات استخباراتية دقيقة حول قوات الاحتلال، والتخطيط لتنفيذ هجوم بناءً على هذه المعلومات.
وقال “والا” أن جيش الاحتلال يزعم بأن المقاومين لم يجتازوا الجدار الحدودي، ولكن في الحقيقة فإن المقاومين نجحوا باختراق كافة منظومات الحراسة والوصول لمسافة قريبة من الجدار.
مخاوف إسرائيلية بعد كشف محاولة التسلل من قطاع غزة
وقد اثارت محاولات التسلل المتكررة من قطاع غزة إلى المناطقة التي يسيطر عليها جيش الاحتلال، مخاوف وانتقادات داخلية واسعة في إسرائيل، مثلما حدث فجر اليوم الخميس، عندما استهدفت طائرة حربية إسرائيلية ثلاثة فلسطينيين بزعم تنفيذهم محاولة تسلل عبر السياج الفاصل، في عملية تخللها تبادل لإطلاق النار مع قوات الاحتلال.
وبحسب رواية جيش الاحتلال، فقد “رصدت قوة تابعة له، أثناء قيامها بأعمال تمشيط في منطقة السياج الأمني مع قطاع غزة، عدداً من المسلحين يقتربون من الحدود في محاولة لاجتياز العائق الأمني في منطقة رفح، حيث اندلع اشتباك معهم، تخلله تبادل لإطلاق النار لتقوم طائرة إسرائيلية تم استدعاؤها لمراقبة الخلية، باستهداف المسلحين والقضاء على اثنين منهم. ثم قامت دبابة بالقضاء على المسلح الثالث بعد وقت وجيز”.
ويقول جيش الاحتلال إن الفلسطينيين الثلاثة الذي زعم أنهم كانوا مسلّحين، لم يجتازوا السياج الأمني. وأنه يجري التحقيق في الحادث. كما رصد جيش الاحتلال آثار أقدام قد تشير إلى أن شخصاً رابعاً تمكّن من العودة إلى داخل قطاع غزة. وذكرت وسائل إعلام عبرية، أن الوسائل القتالية التي ضُبطت بحوزتهم، قد تشي بأنهم خططوا لدهم قاعدة عسكرية أو إحدى المستوطنات.
وبموجب تحقيق أولي لجيش الاحتلال، تمكن المسلّحون الأربعة من دخول المنطقة العازلة التي تسيطر عليها إسرائيل، وفتحوا النار باتجاه قوة في جيش الاحتلال، في منطقة كرم أبو سالم، فيما ردت القوات الإسرائيلية بإطلاق النار أيضاً. ولم يتمكن المسلحون من اجتياز السياج الأمني الذي تقع خلفه مباشرة مستوطنات إسرائيلية.
وتُعتبر هذه الواقعة خطيرة بالنسبة لدولة الاحتلال وخاصة جيشها، الذي رجّح أن المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، لم تعد قادرة على القيام بعمليات كبيرة “داخل إسرائيل”، فيما يفحص الجيش كيف تمكّن المسلحون من تجاوز القوات الإسرائيلية المنتشرة في المنطقة والوصول إلى مكان يسيطر عليه الاحتلال. ويخشى الجيش من أن محاولات من هذا النوع ستزيد من صعوبة عودة سكان المستوطنات المحيطة بقطاع غزة إلى منازلهم.
ومنذ بداية الحرب على غزة كانت هناك عدة محاولات تسلل من منطقتي معبر كرم أبو سالم ورفح. وذكرت وسائل إعلام عبرية أن المسلّحين حاولوا استغلال عدم وضوح الرؤية بسبب الضباب في المنطقة لتنفيذ عمليتهم.
وقد أغضب هذا الحدث عناصر فرق الحراسة المسلّحة ومركز الأمن في المستوطنات المحيطة في غزة، إذ لم يتم إبلاغهم بوجود مسلحين في محيطهم. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن أحدهم قوله إنّ “هذا (عدم إبلاغهم) أمر غير مقبول، وسخيف، ويتجاوز كل الحدود. في الساعة الخامسة والنصف صباحاً يقع حدث طارئ على مستوى عال، ولا أحد في الجيش يبلغنا بذلك. ولم يتم إبلاغ أي من الجهات ذات الصلة في المنطقة”. واعتبر أن ذلك لا يساهم في بناء الثقة بين جيش الاحتلال وسكان المستوطنات.