الفجر العربي قادم من انفاق غزة ومقاومتها الباسلة
بقلم: د. زيد احمد المحيسن
غزة ، بأنفاقها ومقاومتها البطلة تصنع الفجر العربي القادم ، فمن بين ركام المنازل ودماء الجرحى والشهداء ينبلج الامل بالنصر والامل المنشود لامة الضاد ، اخبار تباشير النصر تهل علينا ، منذ فجر السابع من أكتوبر المجيد ، عندما مرغت المقاومة العربية الفلسطينية انف العدو الصهيوني المتغطرس في وحل غزة ،
كانت الامة العربية والقضية الفلسطينية غائبتين عن المشهد الدولي ، وقابعتين في محنة وسبات عميق تحول مع تراكم الأيام الى حالة خمول وعجز واحباط وانكار لانعرف الى اين نحن سائرون ، من جراء اتفاقيات السلام المذلة – كامب ديفيد ، أوسلو ، وادي عربة – سيئات الذكر والمضمون والمحتوى ،فجاء طوفان الأقصى ، ليعلن للملاء ان صبر الرجال انقضى عهده بغير رجعه ، وان معركتنا مع دولة الكيان الصهيوني الغاصب قائمة و بدأت منذ 105 أعوام من الاحتلال ( 30 عاما تحت نير الاستعمار البريطاني و75 عاما من الاحتلال الصهيوني البغيض) حيث تحمل شعبنا العربي الفلسطيني خلال هذه الأعوام كافة اشكال واصناف القهر والظلم والحصار والقتل والتشريد ، لتتحول فلسطين التاريخية الى اكبر سجن مفتوح في العالم ، علاوة على ان كل اسرة من أبناء شعبنا العربي الفلسطيني وعلى مدى سني واعوام الاحتلال ، تقدم يوميا وجبة نضالية ممهورة بضريبة الدم – اما شهيدا او جريحا او سجينا او طريدا ، فماذا تتوقع من شعب فقد الابن والأرض والوطن معا ان يعمل !؟ خصوصا بعد ان فقد الامل تماما في مسار التسوية السلمية لقضيته !؟ ،
لهذا جاءت عملية الطوفان استجابة حتمية وضرورية لمواجهة هذا الصلف الصهيوني والصمت الدولي لتصفية القضية وتهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية ، لهذا فأن المقاومة الباسلة انطلقت من انفاق غزة لتبدد ظلام الخنوع العربي والذل والهوان، وتعلن من جديد ان الشعب العربي الفلسطيني حي وصامد على ارضه العربية بكل صلابة واقتدار، وان القضية الفلسطينية حية وخالدة في الوجدان العربي والضمير الإنساني الحر ،وان جذوة المقاومة متقدة باستمرار وتقف سدا منيعا امام مخططات العدو الصهيوني وتعمل على انهاء الاحتلال واستعادة الحقوق الوطنية المسلوبة وإنجاز هدف الاستقلال والحرية كباقي شعوب العالم وحق تقرير المصير وإقامة الدولة العربية الفلسطينية المستقلة على الثرى الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف، حيث يسند نضاله المشروع كل احرار العالم من البلدان التقدمية ومن جميع الأديان والقوميات والاتجاهات الذين خرجوا في كل عواصم العالم رافعين اعلام فلسطين العربية ومرددين شعارات “فلسطين عربية من النهر الى البحر” ومعبرين أيضا عن رفضهم لجرائم الاحتلال ومجازره الوحشية، ومساندين ومؤازرين لحقوق شعبنا العربي في التحرر انطلاقا من ايمانهم العميق بقضايا الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية في مواجهة الاحتلال البغيض وسياسية الفصل العنصري والابادة الجماعية الممنهجة التي يمارسها العدو ضد أبناء شعبنا العربي الفلسطيني في غزة ورفح وكافة الثرى الفلسطيني المحتل .
طوبى لفرسان المقاومة، فانفاق غزة ومقاومتها البطلة أعادت الروح الى الجسد العربي تفاؤلا واملا وهمة وعزيمة .. فالكفاح الحقيقي هو الذي ينبثق من وجدان الشعب، لأنه لا يتوقف حتى النصر. وبشر الصابرين .