انتفاضة الجامعات العالمية لنصرة القضية الفلسطينية
بقلم: خليل البخاري*
تتواصل الاحتجاجات الطلابية المساندة للقضية الفلسطينية بالعديد من الجامعات : جامعة كولومبيا، كاليفورنيا، ميشيغان، هارفارد الأمريكية و جامعة تورينو الإيطالية وجامعة خيرونا الإسبانية وجامعة مونتريال الكندية وجامعة انيويرب البلجيكية وغيرها من الجامعات الدولية..طالبات وطلبة هذه المؤسسات الجامعية يطالبون بوقف العدوان الغاشم على غزة وايقاف كل الاسثتمارات الداعمة لتسليح إسرائيل وقطع الشراكات مع إسرائيل في مجال الأسلحة.
لقد استمر الحراك السلمي داخل حرم الجامعات بالرغم من الحضور الأمني المكثف والتدخل الفمعي العنيف في حق الطلبة والطالبات والاساتذة. نظرا لإن اعتصامات واحتجاجات الطلبة هي ردود فعل منطقية وموضوعية تجاه ما يحدث بغزة .احتجاجات من أجل السلم والعدالة والحرية والإنسانية ومن أجل الشفافية بخصوص التمويلات الموجهة للكيان الصهيوني النازي.
لا شك أن الطالبات والطلبة هم القلب النابض للمجتمعات. وما يقومون به وسط حرم الجامعات يعد من بين الأنشطة المهمة التي تسهم في بناء قدراتهم القيادية وتعزيز إحساسهم بالمسؤولية تجاه القضايا الاجتماعية والإنسانية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
إن مختلف الاعتصامات بالجامعات الدولية تدعو إلى وقف حرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، وتحد لكل التنظيمات الصهيونية النافذة وسائر الادارات الرسمية للولايات المتحدة الأمريكية والغرب المتواطئ أغلبها مع المشروع الصهيوني الإرهابي الذين هم صناعه بالأساس ورعاته على امتداد قرن وربع القرن؛ من المؤتمر الصهيوني الأول بزعامة ثيودور هرتزل عام 1897م إلى مؤامرة سايكس بيكو عام 1916م ثن وعد بلفور 1917م واغتصاب أرض فلسطين 1948م وحتى الآن.
إن حراك الجامعات الأمريكية والاوروبية لا يدعو الى إبادة إسرائيل او مهاجمة الطلبة اليهود. رغم وحشية الحرب الصهيونية على غزة .. بل يشيد بصمود وتضحيات الشعب الفلسطيني بعدما غيرت الحرب على غزة المزاج العام لشعوب العالم حين اتضحت أمام أعينهم حقيقة المشروع الصهيوني الاستعماري التوسعي..
إن ما يحدث في مختلف الجامعات الدولية يبين بجلاء إدراك ووعي الطالبات والطلبة طبيعة الكيان الصهيوني الهمجي الذي لا يقيم اعتبارا لحق ولا يحترم القانون. كما اكتشف هؤلاء المعتصمون والمحتجون بحرم جامعاتهم زيف ما تردده الجهات الرسمية الأمريكية عن الديمقراطية وما يقال على أن أمريكا هي رمز الحرية وتاج الديمقراطية وراعية لحقوق الإنسان. لقد واجهت المؤسسة الأمنية الأمريكية حراك الطالبات والطلبة بالعنف والسمع والتنكيل حيث تبين بوضوح ومن خلال جرائم أمريكا في حرب غزة إن المجرم الحقيقي والخطير هو الولايات المتحدة الأمريكية نفسها ومؤسساتها الأمنية والعسكرية والإستخباراتية التي سفكت دماء الشعب الفلسطيني بمختلف فئاته العمرية وحتى الهدج داخل المستشفيات.
وصفوة القول، الاحتجاجات الطلابية العالمية ضد الحرب على غزة لها وزن كبير في التأثير على صانع القرار الأمريكي خاصة مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية. ولسوف تصبّ هذه الاعتصامات والاحتجاجات مستقبلا في صالح القضية الفلسطينية.