استهداف الإعلاميين في غزة، طمس لحقائق الإبادة الجماعية
بقلم: د. زيد احمد المحيسن
منذ شنت دولة الكيان الصهيوني المحتل الهجوم الوحشي على اهل غزة، فقد استشهد ما لا يقل عن 100 صحفي ذهبت حياتهم هدرا من قبل الالة العسكرية الصهيونية المتوحشة ،
ونظراً لهذا العدد غير المسبوق، أصبحت غزة المكان الأكثر خطورة على العاملين في مجال الإعلام والصحفيين؛ وهي الحرب الأكثر دموية بالنسبة للصحفيين منذ أن بدأت لجنة حماية الصحفيين بجمع البيانات والمعلومات الصحفية والعمل على
توثيق الفظائع المروعة التي ارتكبها الكيان الفاشي المحتل ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني . وعن اعمال الإبادة الجماعية، حيث لا توجد حماية مؤسسية محلية او إقليمية او دولية او أخلاقية لحماية هذه الفئة من الأبطال الذين يقدمون ارواحهم ودمائهم الزكية خدمة للحقيقية المجردة ولبيان وحشية الصهيونية وممارساتها اللاانسانية تجاه الشعب العربي الفلسطيني المحتل من قبل الكيان الصهيوني منذ سنوات ..
إن إعداد التقارير عن الحرب ليس بالأمر السهل على الإطلاق. ولكن بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في غزة، فإن صدمة المعاناة الإنسانية، وإراقة الدماء، والإرهاق العقلي المطلق، والخوف من أن الوفاة التالية التي يبلغون عنها يمكن أن تكون لأحد أحبائهم هي أمور لا مفر منها. علاوة على ذلك، فإن النضال من أجل تغطية الحرب، وفي الوقت نفسه، محاولة تلبية الاحتياجات اليومية الأساسية -نظرًا للإمدادات المحدودة للغاية من المساعدات الإنسانية- هو حقيقة يصعب تصورها. فمثل جميع المدنيين في القطاع، كان على الصحفيين أيضًا أن يكافحوا ضد الجوع والعطش والألم النفسي والجسدي، وفي كثير من الأحيان، اضطروا إلى الاختيار بين ترك الميكروفون أو الكاميرا والتركيز على إيجاد وسيلة للبقاء على قيد الحياة.
ومن المفهوم أن البعض خلعوا ستراتهم الصحفية إلى الأبد عندما أصبحت الحاجة إلى السلامة والبحث عن الطعام وغيره من الضروريات لها الأسبقية على التقارير اليومية. تخيل لولا وجود هؤلاء الرجال الشجعان من المؤمنين والمتميزين في العمل الصحفي والإعلامي من سينقل لنا مجريات الاحداث الحقيقية.. فالرواية الإعلامية الصهيونية الكاذبة والمفبركة تحاول من خلال اذرعها الإقليمية والعالمية بثها على انها حقائق مسلم بها وتشويه صورة النضال الفلسطيني العادل ومعاناة الشعب العربي الفلسطيني من ويلات الحروب والتميز العنصري وعمليات الإبادة الجماعية والتي تقوم به السلطات الصهيونية منذ سنوات وحتى الان ،
نخبة لهؤلاء الصحفيين الشجعان الاحرار المهنيين الذين اثروا على انفسهم نقل الحقيقة للعالم مهما كلف الثمن وقدموا ارواحهم الطاهرة فداء للحقيقة والواجب الصحفي الأخلاقي والمهني ولرسالة الصحافة القيمية الحرة قبل هذا وذاك ، .
هؤلاء هم الأشخاص الذين شهدوا بأم أعينهم المشاهد المفجعة لأطفال يُقتلون، وجثث متحللة يتم انتشالها من مجمعات المستشفيات، وانهيار منازل تحت وطأة الغارات الجوية. لقد سمعوا عويل الأمهات الثكالى، والأشخاص الذين يتوسلون لإنقاذهم من تحت الأنقاض، وصراخ الأطفال الذين فقدوا أطرافهم دون تخدير. هذه ليست التجارب التي يمكن للمرء أن يمحوها من ذاكرته بسهولة، والأثر الذي خلفته على صحتهم العقلية عميق ودائم.
إن العالم مدين لهؤلاء الرجال والنساء الذين أيقظتنا روايتهم القوية ورغبتهم المتفانية في كشف الحقيقة على الوضع في غزة، وفتحت المجال أمام الاحتجاجات العالمية المؤيدة لفلسطين. هذه ليست الحرب التي اختاروا أن يكتبوا عنها، وبالتأكيد ليست هذه هي الحياة التي تصوروها لأنفسهم. ومع ذلك فإن دوافعهم وإصرارهم على توثيق الحرب التي يبدو أن لا نهاية لها في قادم الأيام ، ملهمة. وعلى حد تعبير أحد الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي: “ليس كل الأبطال يرتدون الخوذ والدروع الواقية وهم يحاربون من اجل نصرة الحقيقة، انما هناك أناس امنوا بأن الفضيلة اول عناوينها هو كشف الرواية الحقيقة للناس وتعرية زيف الرواية الصهيونية الكاذبة ، حتى لو لزم الامر التضحية بالنفس ثمناً للكلمة الصادقة الجريئة وقدسية الرسالة الخالدة.. لأرواحهم الطاهرة الرحمة وللمقاومة البطلة النصر و المجد والخلود .