حول احتجاجات الطلبة والأساتذة الامريكان على الحرب في غزة
بقلم: خليل البخاري/ المغرب
عديدة هي البلدان العالمية التي عرفت جيدا بما تقوم به إسرائيل وعصاباتها الإرهابية النازية المحتلة للأراضي الفلسطينية. فقد لعبت وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك بعض وسائل الإعلام دورا جوهريا في فضح ما يتعرض له الشعب الفلسطيني بمختلف فئاته العمرية من جرائم وإبادة جماعية وتنكيل ووحشية واستيطان للأراضي الفلسطينية. والشيء الملف للنظر هو ما يحدث ببعض الجامعات وفي مقدمتها جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية خيت عبر الطلبة والطالبات والاساتذة عن غضبهم لما يقع بقطاع غزة. ويمثل رد فعلهم حدثا تاريخيا مهما. فالطلبة والطالبات من مختلف الاديان والاجناس تظاهروا وسط الحرم الجامعي طلبا للاستماع إلى مطالبهم المشروعة حول وقف نزيف الإبادة الجماعية الصهيونية والعدوان غير المبرر ووقف الدعم الأمريكي العسكري والمالي لإسرائيل، ووقف اسثتمارات الجامعات مع إسرائيل ومقاطع الشركات الداعمة لإسرائيل.
أين هو شعار الديمقراطية الذي يتشدق به المسؤولون في أمريكا ؟ فقد تم اعتقال عدد كبير من المحتجين بجامعة كولومبيا. وما حدث بهذه المؤسسة العريقة له دلالات تاريخية منها ما حدث بالجامعات الامريكية عندما اعتصم الطلبة سنة 1968 احتجاجا على الحرب في فيتنام . وقد شكّل ذلك عاملا رئيسيا مساهما في إنهاء الحرب الأمريكية على الشعب الفيتنامي.
إن ما تشهد جامعة كولومبيا هو صفعة كبرى لإسرائيل التي سخرت كل أدواتها الإعلامية لتظهر نفسها وتقنع العالم بأنها ضحية تدافع عن نفسها ولا ترتكب الإبادة الجماعية. وكذلك يمثل علامة فارقة ذات انعكاسات قوية على السياسة الداخلية والخارجية الأمريكية.
نحن حاليا نشهد تحولا شعبيا وحراكا اجتماعيا مميزا من الدعم المطلق لإسرائيل إلى كراهية هذا الكيان المصطنع الذي فضحته مجازره الوحشية المرتكبة في غزة. فلأول مرة تنتفض الجامعات الأمريكية بهذه الشراسة والقوة ضد إسرائيل. فأغلبية المتظاهرين هم من الجنس الأبيض وكذلك يهود أمربكيون ايضا..
إن استمرار الاحتياجات بجامعة كولومبيا سيزيد لا محالة من درجات الإحراج للإدارة الأمريكية، خاصة لتعامل الشرطة الأمريكية بعنف مبالغ فيه مع المحتجين وانتهاكها للحرم الجامعي الأمريكي وقمعها للأساتذة.
لقد آن الأوان لإدارة بايدن إن تتخد مواقف صارمة وخطوات عملية وسريعة للضغط على إسرائيل لوقف العدوان نهائيا حتى تستطيع ضمان وقف انتفاضة الجامعات في أراضيها، خاصة وأن احتجاجات الطالبة والطالبات والأساتذة تتسبب بخسائر ثقيلة للاقتصاد الأمريكي.