“إسرائيل اليوم”: لولا “المظلة الهوائية” لوصلت أعداد كثيرة من الصواريخ والمسيّرات الإيرانية للعمق الإسرائيلي

نشرت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية تقريراً حول تصدي الاحتلال والدول المساعدة له للهجوم الإيراني يوم السبت قبل  الماضي.

وقالت الصحيفة العبرية، إن المعلومات الاستخباراتية بدأت تصل قبل الهجوم، مشيرة إلى أن المعلومات المقلقة التي وصلت للاستخبارات لدى الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة اعتمدت كذلك على صور جوية أكدت وجود استعدادات إيرانية كبيرة لتنفيذ هجوم يضم إطلاق مئات الطائرات الانتحارية وصواريخ الكروز والصواريخ الباليستية.

وأضافت الصحيفة أن الجميع كان يتفق على رأي واحد وهو أن إيران مصممة على الانتقام لاغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان محمد رضا زاهدي (اسمه الحركي حسن مهدوي) والذي اغتيل في دمشق بداية الشهر الحالي.

وأضافت أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية كان واضحاً لها بأن جيش الاحتلال رغم قدراته الدفاعية الجوية لن يستطيع صد الهجوم الإيراني القادم لوحده، ولذلك اتفق الجميع على إخراج خطة التعاون العسكري التي يعمل الاحتلال الإسرائيلي عليها منذ عشرات السنوات مع الولايات المتحدة.

وقال مسؤول سابق بمنظومات الدفاع الجوي لدى الاحتلال بأنه في حال تعاملت قوات الاحتلال وحدها مع الهجوم الإيراني فإن أعدادا أكبر من الطائرات المسيرة الإيرانية ستصل للأراضي المحتلة ولا يمكن معرفة ما سيحدث.

وبحسب الصحيفة فإن وزير الحرب “يوآف غالنت” تحدث قبل أيام من الهجوم الإيراني مع نظيره الأمريكي أربع مرات على الأقل، ووجدا معاً لغة مشتركة وقد اجتمعا قبلها بأسبوعين وجهاً لوجه في واشنطن للتحدث حول خطة اجتياح رفح، ولضمان استمرار وصول الأسلحة للاحتلال من أمريكا، وقد تحدثا أيضاً عن التعاون العسكري بين الجانبين ولكن لم يعرف أحد بأن ذلك سيكون سريعاً جداً.

وأضافت “إسرائيل اليوم” العبرية، أن مسؤول لواء المركز في الجيش الأمريكي والمسؤول عن التعاون مع جيش الاحتلال “مايكل كورولا” وصل للأراضي الفلسطينية المحتلة قبل 24 ساعة من بدء الهجوم الإيراني، ولم تكن تلك المرة الأولى التي يصل بها للأراضي المحتلة فقد سبق وجاء عشرات المرات خلال العامين الماضيين، ومنذ بداية الحرب الحالية يجري اتصالاً مع رئيس الأركان لدى الاحتلال كل يومين.

وبحسب الصحيفة فإن “مايكل كورولا” توجه فور وصوله المطار إلى مقر هيئة الأركان بتل أبيب والتقى هناك مع قادة جيش الاحتلال، وقد شارك بالاجتماع قادة من الجيش الأمريكي أيضاً وكذلك رئيس أركان جيش الاحتلال، وقد حرص المتحدث باسم جيش الاحتلال على نشر صورة من ذلك الاجتماع لإيصال رسالة ردع لإيران، وقد صادق المشاركون بالاجتماع على الخطط النهائية للدفاع الجوي المشترك التي نفذت بعد ذلك بساعات.

وأضافت الصحيفة أن قائد لواء المركز في الجيش الأمريكي ومساعديه توجهوا بعد ذلك لمقر سلاح الجو في هيئة الأركان حيث أديرت العملية المعقدة الواسعة التي شاركت بها أيضاً بريطانيا فرنسا والأردن، وقد اعتمدت على منظومات استطلاع أمريكية منتشرة في كافة أنحاء الشرق الأوسط بدول كقطر والعراق والسعودية والإمارات، وقد تركزت العملية بمعظمها في أجواء العراق والأردن، بينما قال مسؤول أمني لدى الاحتلال إن ما حدث كان عرضاً لائتلاف عسكري حتى لو لم يطلق عليه ذلك بشكل رسمي، وأضاف أنه بهذه الطريقة فقط يمكن التصدي لهجوم كبير كهذا.

وقالت “إسرائيل اليوم”، إن الهجوم الإيراني كان بشكل كبير غير مسبوق في التاريخ، حيث شمل ١٧٠ طائرة مسيرة و١٢٠ صاروخا بالستيا و٣٠ صاروخ كروز أطلقت تجاه الاحتلال في نفس الوقت من إيران واليمن والعراق ولبنان.

وأضافت أن الإيرانيين نجحوا بمزامنة إطلاق الصواريخ البالستية التي تحتاج ١٥ دقيقة للوصول لفلسطين مع الطائرات المسيرة التي تحتاج لعدة ساعات، وقد نجحت بعض الطائرات المسيرة والصواريخ بالوصول لأجواء الاحتلال بفرق دقائق معدودة فقط.

ووفق الصحيفة فإن الهجوم الإيراني واجهه جدار جرى بناؤه بمشاركة دول غربية، دول سنية معتدلة والاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يعرف بالشرق الأوسط الجديد، وقد نجحت ٩ صواريخ بالستية باختراق المنظومات الدفاعية والوصول للاحتلال والانفجار في مواقع مختلفة.

وقالت أيضاً أن معظم الصواريخ استهدف قاعدة “نفاتيم” الجوية والتي تحوي بداخلها طائرات إف ٣٥ التي تعتبر الذراع الاستراتيجي الإسرائيلي لمهاجمة إيران وعلى ما يبدو كانت هدفاً للإيرانيين، وقد أصيبت القاعدة بخمسة صواريخ بحسب تقارير أمريكية.

وبحسب “إسرائيل اليوم” فإن لواء المركز بالجيش الأمريكي قام بجمع كافة الدول التي شاركت بصد الهجوم الإيراني، ولكن قائد سلاح الجو لدى الاحتلال هو من أدار عملية الدفاع المشتركة، وقال قائد بسلاح الجو بأن حوالي ٧٥-٨٠ طائرة من عدة جيوش كانت في الجو بتلك الليلة.

وذكرت الصحيفة أيضاً أن الطائرات التي حلقت في سماء الشرق الأوسط بتلك الليلة انطلقت من قواعد مختلفة، حيث انطلقت معظم الطائرات الأمريكية من قاعدة سلاح الجو في قطر، بينما انطلقت الطائرات البريطانية من قاعدة لسلاح الجو البريطاني في قبرص، وكذلك طائرات أردنية وقد حاول الأردنيون قدر المستطاع تقليل مجهودهم في عملية الدفاع المشترك ونفوا عدة بيانات وتصريحات حول المشاركة الأردنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى