الحرب على قطاع غزة والدروس المستخلصة منها

بقلم: خليل البخاري/ المغرب

 

إن ما يدور حاليا في قطاع غزة هو جزء من مخطط الشرق الأوسط الكبير الذي يستهدف تفتيت وتجزيء دول المنطقة إلى دويلات أصغر عددا من إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات التي ستكون قاعدة وراعية للمشروع الجديد.
إن إسرائيل تخطط مع حلفائها لإفراغ القدس والضفة الغربية من سكانهما الأصليين، وسيساعدها على ذلك وبصفة خاصة الولايات المتحدة الأمريكية بالمال والسلاح المتطور والقنابل العنقوديةن وكذلك بآستخدامها للفيتو في مجلس الأمن لمنع صدور قرارات إدانة إسرائيل.
ولا شك إن حكومة نتنياهو العنصرية والمتطرفة هي نموذج للأصولية الصهيونية. فما تمارسه الآن في حق المدنيين بمختلف فئاتهم العمرية وكذا الصحفيين العرب والأجانب، يثبت بأن النازية الجديدة بكل صفاتها القبيحة التي ترفض التعايش مع الأمم..إنها الإبادة الجماعية للصهاينة النازيين أمام مرأى ومسمع من المنتظم الدولي العاجز عن ردع المحتلين للأراضي الفلسطينية. فهده الإبادة الجماعية المستمرة يوميا هي شكل متقدم من أعمال الإبادة النازية القديمة التي تنتقدها إسرائيل تحت لافتة معاداة السامية. ولو أجرى باحث او مهتم منصف دراسة مقارنة وفقا للطريقة الاستقصائية، لوجد أن أفعال إسرائيل وفقا لكفاءة الأسلحة الحديثة ومدى فعاليتها الكيميائية والفيزيائية، إضافة إلى أساليب إسرائيل المتعمدة في قطع الماء والكهرباء والوقود والأدوية ووسائل حماية النفس من قساوة الظروف الجوية.. لتوصل الباحث والمهتم إلى أن إسرائيل تفوق بكثير جدا أعمال الإبادة الجماعية ما كانت تفعله النازية في مرحلة ما بين الحربين بالبشر والحجر. وبهذا تكون إسرائيل غير قادرة على مقت النازية وأنها لم تعد بحاجة إلى تذكير العالم بمقولة: معاداة السامية. لأنها صارت أكثر نازية من النازيين . والتاريخ شاهد على ما أقول.
إن فصول الحرب الدموية على غزة مازالت مفتوحة على الكثير من الاحتمالات الصعبة والمعقدة، والتي قد تكون خارج السيطرة، مما يتطلب وقتا طويلا لتقييم مخرجاتها وتكاليفها المادية والبشرية. لكن من المؤكد أن مدن غزة ستحتل مكانا متميزا ضمن التاريخ المعاصر الإنساني، من بين المدن التي طالها التدمير إلى درجة الإبادة الجماعية .
لقد فاقمت الحرب على قطاع غزة أزمة الوضع الداخلي الإسرائيلي ، من حيث تمثل في تزايد عدد النازحين من المستوطنين والوسائل الإقتصادية، فضلاً عن التحولات لصالح السلام ووقف الحرب في الرأي العالمي والذي ترفضه الولايات المتحدة الأمريكية مع الأسف. كما أن الحرب على قطاع غزة كشفت وبوضوح دعم أمريكا ودول غربية أخرى لإسرائيلن ومنحتها غطاءً سياسيا وعسكريا وأمنيا وماليا لآلة حرب الإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني وكذلك رجال الإعلام .
إن إنكار الوجود المادي للشعب الفلسطيني على أرضه التاريخية والعمل على تغيير حقائق التاريخ والجغرافيا وخرائط الشرق ، وحقوق الشعب الفلسطينى الفردية والوطنية في الحرية والإستقلال وتقرير المصير، سيزيد من تفاقم وتأزم الوضع بالمنطقة وسيبقي الأفق مسدودا.. فجراح التاريخ لا تنام ولن تزول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى