إدارة المعركة تستدعي توحيد الجهد السياسي والميداني والعملياتي

بقلم: عبدالرحيم الريماوي/ رام الله

وسائل الاعلام الغربية والاسرائيلية تحاول ان تشغل الراي العام العالمي بالخطة الامريكية “ترتيبات اليوم التالي لانتهاء الحرب الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”، وذلك بالتنسيق مع الحكومة الاحتلالية للتخلص من “كل الفلسطينيين” بعدما فشلت في ذلك بفضل الصمود الفلسطيني الاسطوري والمقاومة الباسلة.. الكل الفلسطيني مطالب ببلورة مواقف سياسية وتصليب الارادة والصمود يتلاءم ويتساوق مع التضيحات الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة.
الخطة الامريكية تحاول الدخول في الترتيبات الامنية بمعايير احتلالية اسرائيلية، بعد فشل “الاحتلال في تحقيق اهدافه في القضاء على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، من خلال حرب الابادة الجماعية الدائرة بالشراكة مع الادارة الامريكية والدول الغربية الاستعمارية لـ”دفع الفلسطينيين للهجرة الى مصر”، لتحقيق انجاز سياسي يتمثل في تابيد الاحتلال الاسرائيلي على ارض فلسطين التاريخية، وتجاهل الحقوق الوطنية الفلسطينية، وذلك بعد تخلي الدول العربية والاسلامية عن ممارسة المزيد من الضغط على الادارة الامريكية التي استخدمت حق النقض الفيتو خلال التصويت في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يطالب بوقف “إطلاق نار إنساني فوري” في قطاع غزة، لمنح اسرائيل مزيد من الوقت في مواصلة حرب الابادة بعد فقدانها “قوة الردع” التي كانت تتبجح وتتباهى بها اسرائيل على دول العالم.
استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل في حربها على غزة، وتزويد الاحتلال بالقنابل الفسفورية الحارقة وغاز الأعصاب و”الروبوتات” المتقدمة لقتل الفلسطينيين، يؤكد مشاركة إدارة بايدن في حرب ابادة جماعية على الفلسطينيين، ومسؤوليتها عن الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة.. امريكا قبل اسرائيل تريد من “حرب الابادة الممارسة اليوم في قطاع غزة ووصف الفلسطينيين بالحيونات” اظهار الفلسطيني المنكسر لمحو الانتصار الذي حققه “طوفان الاقصى”، وايجاد مخرج سياسي يعزز الاحتلال الاسرائيلي وفرض هيمنته “بعد الفشل الاستخباري الذي قاد الى اذلال الجيش الاسرائيلي واجهزته الامنية والاستخبارتية” في يوم السابع من اكتوبر.
كل الاستطلاعات تشير إلى أن أعداداً متزايدة من الناخبين في الولايات المتحدة، بالذات من الديمقراطيين، تدعم وقف إطلاق النار، بعد أن أصبحت وحشية الحرب ضد المدنيين العزّل في غزة واضحة وجلية للعالم اجمع، وأن رفض الحرب يتصاعد بالذات بين فئات الشباب، حيث تعاظم حركة التضامن الامريكية الحقيقية مع الفلسطينيين، بتبني الرواية الفلسطينية التي لعبت دورا في قلب الراي العام على المستوى العالمي.
ان تدمير المنظومة الصحية في غزة والبنية التحتية من أنظمة ضخ المياه والمجاري والمخابز ومخازن الأدوية يستهدف خلق نكبة مستدامة تجدد نفسها بنفسها في الحياة الفلسطينية اليومية، فاسرائيل المهزومة تريد تحقيق نصر زائف للراي العام الاسرائيلي من خلال جعل الحياة في غزة شبه مستحيلة، وخلق نكبة فلسطينية متواصلة ومستمرة ما بعد انتهاء المعركة لإخلاء قطاع غزة، والتركيز بعد ذلك على الضفة الغربية.
المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني تستدعي توحيد الجهد السياسي والميداني والعملياتي، وتعزيز الصمود وعقيدة المقاومة على الارض لجميع فصائل المقاومة لردع ووقف جرائم حرب الابادة، وكسر ارادة المعتدين وعربدتهم وهزيمة اهدافهم، لادارة المعركة كعامل رئيسي لوقف العدوان، وفرض الحل السياسي القائم على إنهاء الاحتلال، واقامة دولة فلسطينية مستقلة، وضمان حق اللاجئين في العودة وفقا للقرار 194.

9/12/2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى