ضوء اخضر امريكي لتغليف الجريمة الاسرائيلية ضد الانسانية
بقلم: عبدالرحيم الريماوي/ رام الله

مداهمة الجيش الاحتلالي، بمساعدة الجانب الامريكي، لمجمع الشفاء، فجر اليوم الاربعاء يهدف، فيما يهدف، لابادة الجرحى الفلسطينيين المقصوفين بالطائرات الاحتلالية، وذلك في محاولة لتحقيق نصر مزعوم لمحو عار الهزيمة الكبرى التي لحقت بالجيش الذي لا يقهر في السابع من اكتوبر الماضي، فالجرائم الجماعية التي ارتكتبتها القوات الامريكية والجيش الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الاعزل لن تغسل اثار عار 7 اكتوبر، بل تكشف وجه امريكا واسرائيل القبيحين وطابعيهما العنصري “بعد تساقط الشهداء بالالاف على مرأى ومسمع المؤسسات الدولية والاقليمية.
احتلال مجمع الشفاء يعتبر جريمة صارخة بحق مشفى صحي لاتفاقية جنيف الرابعة، واتّهامات واشنطن لحركتي حماس والجهاد الاسلامي بانهما تستخدمان “مركز قيادة وسيطرة انطلاقا من مستشفى الشفاء” كان بمثابة ضوء أخضر أميركي لارتكاب إسرائيل “مزيدا من المجازر الوحشية بحق المستشفيات” لتغليف الجريمة ضد الانسانية والوطنية الفلسطينية في قطاع غزة.
“طوفان الاقصى” جسد حالة الصمود الفلسطيني الجماعي رغم ضراوة المعركة “تواجه المقاومة الفلسطينية” الجيش الاحتلالي الذي بحث جنوده عن تحقيق نصرا له “اعتقد الجيش الاحتلالي أن دخوله لمجمع الشفاء” بعد تبني رواية “بان المشفى يحوي مقاومين فلسطينيين” ولتحقيق نصرا “بعد تفجير مستودع الادوية والادوات الطبية”، وتفتيش المشفى من الجيش الاحتلالي اثبت زيف الاكاذيب الاحتلالية ونسف الاوهام الاستخباراتية الاحتلالية “التي تحدثت عن وجود مختطفببن اسرائيليين ومقاوميين في انفاق محفورة اسفل المشفى” ما وجد بـ”المشفى مرضى ونازحين وطواقم طبية” الحقائق اكدت ان اقتحام المشفى هدف الى ممارسة المزيد من الضغط وكسر الارادة والصمود الفلسطيني في قطاع غزة.
وقال المحلل السياسي، ناحوم برنياع، لصحيفة يديعوت أحرونوت، السبت الماضي، إن حديث رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن حرب طويلة الأمد هو “بديل تسويقي لانتصار لا وجود له” رغم كثافة دخان القنابل التي اكتوى الشعب الفلسطيني بنارها.
صمود المقاومة الفلسطينية وأهل غزة رغم حرب الإبادة الشاملة التي يتعرضون لها، تحاول اسرائيل تنفيذ مشروعها الاستعماري الذي يستهدف الشعب الفلسطيني كوجود ديمغرافي على الارض، فقد زعم رئيس حزب “الصهيونية الدينية” سموتريتش: “لن تكون دولة إسرائيل قادرة بعد الآن على قبول وجود كيان مستقل في غزة”.
القادة اليمنيون الصهاينة يحاولون تجاهل موقعة غزة واثارها التي كتبت تاريخا جديدا ورسمت واقعا جديدا في مواجهة الاطماع الاسرائيلية للمنطقة العربية، وعلى هذه الامة العربية وانظمتها السياسية ان تدرك ان ما حدث في قطاع غزة يُلزمها بالتحرك حتى لا تكون فلسطين الضحية.. فهل يعجزون عن تقديم الدعم للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لحماية المدنيين ومنع تهجير الشعب الفلسطيني؟ وما هي اليات الانظمة العربية العلمياتية لوقف الابادة الجماعية الهادفة للتخلص من الشعب والمقاومة؟ هل الطلب الامريكي لعب دورا في تغييب الاختيارات والارادة العربية في وقف حرب الابادة في قطاع غزة؟
طريق الحرية في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة لا يزال شاقا وطويلا ومليئا بالدمار والدماء، وهذا ثمن لا بد من دفعه من اجل الارض والحرية والاستقلال والكرامة، وتخليص الشعب الفلسطيني من بؤس الاحتلال والظلم، وتحقيق انتصار لانسانيته المهدورة.
15/11/2023