وصف وزير إسرائيلي ما يحدث في غزة من عملية نزوح للسكان إلى جنوب القطاع بأنه “نكبة غزة”، وهو ما يعزز معتقدات ومخاوف كثيرين من الفلسطينيين الذين أجبروا على ترك منازلهم، ومن أنه لن يسمح لهم بالعودة كما حدث لأسلافهم في حرب عام 1948.
جاء ذلك الوصف على لسان وزير الزراعة الإسرائيلي آفي ديختر، خلال لقاء مع القناة الإسرائيلية الإخبارية 12.
فقد سألت القناة 12 الوزير آفي ديختر عن صور سكان غزة وهم يغادرون إلى الجنوب، وما إذا كان ذلك هدف الحرب أم أنه وضع مؤقت فحسب.
فما كان ديختر إلا أن وصف نزوح سكان غزة بأنه “نكبة غزة”، في إشارة إلى عمليات التهجير الجماعي للفلسطينيين بعد تأسيس إسرائيل عام 1948، وفقا لما ذكرته وكالة رويترز.
وقال ديختر “من الناحية العملية، لا توجد طريقة لإدارة الحرب بالطريقة التي يريدها جيش الدفاع الإسرائيلي داخل أراضي غزة بينما يكون السكان بين الدبابات والجنود. لا أعرف كيف سينتهي الأمر”.
ومنذ 37 يوماً، يشن جيش الاحتلال حرباً جوية وبرية وبحرية على غزة “دمر خلالها أحياء سكنية على رؤوس ساكنيها”، استُشهد فيها 11078 فلسطينياً بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسناً وأصيب 27490 بجراح مختلفة، حسب مصادر رسمية حتى ظهر الجمعة.
وأدت الحرب إلى تهجير ما يقرب من مليون ساكن من شمال غزة بعد الإنذارات الإسرائيلية والضربات المتواصلة على المنازل والمستشفيات والمساجد والكنائس والأسواق.
نكبة 1948
جدير بالذكر إن حرب عام 1948، عندما فر الفلسطينيون أو طُردوا من منازلهم، ما زالت محفورة في ذاكرتهم الجماعية.
وقد أعرب كثيرون عن مخاوفهم من أنه إذا أُجبروا على ترك منازلهم الآن، فلن يُسمح لهم بالعودة أبداً، مثل أسلافهم.
وحذر الجيش الإسرائيلي منذ أسابيع الفلسطينيين وطالبهم بالفرار من شمال غزة إلى الجنوب الذي يقصفه أيضاً، قائلاً إنه سيسمح لهم بالعودة إلى ديارهم بمجرد انتهاء الحرب على القطاع.
ولا يثق الفلسطينيون في وعود الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة ويخشون أن يكون تهجيرهم دائماً.
وكانت النكبة، وهي الكلمة العربية للكارثة، نتيجة لحرب الشرق الأوسط عام 1948 والتي أُجبر خلالها الإسرائيليون مئات الآلاف من الفلسطينيين على الخروج من أراضيهم.
مراسل TRT عربي يرصد نزوح آلاف الفلسطينيين من مناطق شمالي قطاع غزة نحو الجنوب هرباً من القصف الإسرائيلي pic.twitter.com/1CIfvXLqqQ
— TRT عربي (@TRTArabi) November 10, 2023