قال السفير القطري في الولايات المتحدة، مشعل بن حمد آل ثاني، إن وجود المكتب السياسي لحركة حماس)في الدوحة لا يعني أن بلاده تؤيد الحركة، واصفا قطر بأنها “الوسيط الصادق” في الشرق الأوسط.
حديث آل ثاني جاء في مقال بصحيفة “ذا وول ستريت جورنال” الأمريكية، ترجمه “الخليج الجديد”، على ضوء حرب متواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري بين جيش الاحتلال الإسرائيلي و”حماس” في قطاع غزة.
وتابع آل ثاني أن “قطر لا تريد حربا أخرى في منطقتنا، وأهدافنا واضحة منذ بداية الصراع الحالي وهي: تأمين إطلاق سراح الرهائن، وإنشاء ممرات إنسانية لتوصيل المساعدات الأساسية للمدنيين الفلسطينيين، وإنهاء سفك الدماء، ومنع المزيد من التصعيد”.
وضع حساس
آل ثاني قال إنه “على مدى العقدين الماضيين، اكتسبت دولتنا سمعة طيبة في التوسط في النزاعات المعقدة. ولا يمكن تحقيق السلام الدائم إلا من خلال بناء الثقة والتفاهم. لقد كان أساس نجاحنا هو قدرتنا على التعامل مع جميع الأطراف”.
وأردف: “في أعقاب التصعيد في غزة، تتواصل قطر مع كافة الأطراف وتحث على التهدئة. لقد طلب منا شركاؤنا الدوليون، مثل الولايات المتحدة، التوسط لتأمين إطلاق سراح المزيد من الرهائن”.
وتابع: “تعاملنا مع إسرائيل ودول أخرى وحماس. ويعد إطلاق سراح العديد من الرهائن نتيجة للوساطة القطرية خطوة إيجابية، لكن الوضع لا يزال حساسا”.
مكتب حماس
و”من المقلق للغاية ظهور روايات كاذبة حول قطر في وسائل الإعلام بنية واضحة لتصعيد الصراع”، كما أضاف آل ثاني.
وقال إن “هذه الخطابات تخلق عقبات أمام جهود الوساطة البناءة، وتهدف إلى إخراج المفاوضات عن مسارها”.
واستطرد: “بمجرد بدء الصراع تقريبا، أصبحت قطر هدفا لحملة تضليل مستمرة حول طبيعة دورنا كوسيط للسلام في المنطقة”.
وأوضح آل ثاني أن “حملات الأكاذيب ركزت على غرض (وجود) مكتب حماس السياسي في الدوحة والمساعدات المالية التي تقدمها قطر للفلسطينيين، إذ يؤكد معلقون أن قطر هي الممولة والراعية لحماس، وهذا غير صحيح”.
وأكد أن “المكتب السياسي لحماس افتُتح في قطر عام 2012 بعد طلب من واشنطن لإقامة خطوط اتصال غير مباشرة مع حماس”.
وتعتبر واشنطن “حماس” جماعة “إرهابية”، بينما تؤكد “حماس” أنها حركة مقاومة للاحتلال الإسرائيلي المتواصل للأراضي الفلسطينية.
وزاد آل ثاني بأنه “تم استخدامه (المكتب) بشكل متكرر في جهود الوساطة، مما يساعد على تهدئة الصراعات في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، ولا ينبغي الخلط بين وجود مكتب حماس وبين التأييد (للحركة)، فالمكتب يُنشئ قناة مهمة للاتصال غير المباشر”.
المساعدات القطرية
آل ثاني قال إن “سعي قطر للحوار كان دائما يتم بالتنسيق مع شركائنا الدوليين، وكانت أولويتنا دائما هي السلام والاستقرار في منطقتنا”.
وأضاف أنه “يتم تسليم جميع المساعدات الإنسانية من قطر إلى غزة مباشرة إلى الأسر الفلسطينية، في حين يوفر التمويل القطري الإضافي الكهرباء لمنازل سكان القطاع”.
وزاد بأنه “يتم توزيع المساعدات القطرية بالتنسيق الكامل مع إسرائيل والولايات المتحدة ووكالات الأمم المتحدة، مثل برنامج الغذاء العالمي والمنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط. وهي تخضع لضمانات وضوابط صارمة على طول طريقها عبر إسرائيل إلى غزة”.
وقال آل ثاني إن “إطلاق سراح العديد من الرهائن، خلال الأسبوع الماضي، يُظهر أن سياسة قطر في التعامل مع جميع الأطراف يمكن أن تسفر عن نتائج إيجابية”.
وشدد على ضرورة “تجنب المزيد من الخسائر في أرواح المدنيين.. وتأمين إطلاق سراح الرهائن أولوية للجميع”.
وختم آل ثاني مقاله بأن “قنوات الاتصال المفتوحة يمكن أن تؤدي إلى السلام الدائم. وستواصل قطر متابعة هذه المشاركة، بدعم من الولايات المتحدة وشركاء آخرين حول العالم”.