لأنها تعمل ضد الأمن القومي لبلادها.. المعارِضة الإيرانية نرجس محمدي تفوز، اليوم الجمعة، بجائزة نوبل للسلام
فازت الناشطة الإيرانية، نرجس محمدي، المعتقلة منذ 2022، بجائزة نوبل للسلام لنضالها ضد اضطهاد المرأة في إيران.
وقالت رئيسة لجنة نوبل النرويجية، بيريت ريس أندرسن، التي أعلنت الجائزة في أوسلو، اليوم الجمعة “إنها تناضل من أجل النساء ضد التمييز والقمع المنهجيين”.
واعتقلت السلطات محمدي في نوفمبر الماضي، بعد أن حضرت حفل تأبين لضحية احتجاجات 2019 العنيفة.
ولمحمدي تاريخ طويل من السجن والأحكام القاسية والدعوات الدولية لمراجعة قضيتها.
وقبل سجنها، كانت محمدي نائبة رئيس مركز المدافعين عن حقوق الإنسان المحظور في إيران.
كما كانت محمدي مقربة من الإيرانية، شيرين عبادي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، والتي أسست المركز.
وفي التسعينيات من القرن الماضي، عندما كانت محمدي طالبة فيزياء شابة، كانت تنشط في الدافع عن حقوق المرأة.
وبعد أن أنهت دراستها، عملت مهندسة وكاتبة عمود في العديد من الصحف الإصلاحية.
وعام 2003، انخرطت في مركز للمدافعين عن حقوق الإنسان في طهران، وفي عام 2011، ألقي القبض عليها للمرة الأولى وحُكم عليها بالسجن لسنوات عديدة بسبب جهودها في مساعدة النشطاء المسجونين وعائلاتهم.
وبعد مرور عامين، وبعد إطلاق سراحها بكفالة، انخرطت محمدي في حملة ضد استخدام عقوبة الإعدام، وأدى نشاطها هذا إلى إعادة اعتقالها عام 2015، والحكم عليها بالسجن لسنوات إضافية.
وعام 2018، حصلت محمدي على جائزة أندريه ساخاروف، قبل أن يصدر بحقها حكما بالسجن 8 سنوات و70 جلدة عام 2022
شجاعة وتصميم
وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الجمعة، إن منح الجائزة لمحمدي يسلط الضوء على شجاعة وتصميم المرأة الإيرانية.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية، إليزابيث ثروسيل، “لقد رأينا شجاعتهن وتصميمهن على مواجهة الأعمال الانتقامية والترهيب والعنف والاعتقال”.
وأضافت “لقد تعرضن للمضايقة بسبب ما يمكنهن ارتداؤه وما لا يمكنهم ارتداؤه. هناك إجراءات قانونية واجتماعية واقتصادية صارمة بشكل متزايد ضدهن. هذا حقا أمر يسلط الضوء على شجاعة وتصميم النساء في إيران وكيف أنهن أصبحن مصدر إلهام للعالم”.
وقال زوج محمدي لرويترز إن “الجائزة ستعزز نضال نرجس من أجل حقوق الإنسان”، مضيفا “هذه جائزة للمرأة والحياة والحراك من أجل الحرية، وللشعب الإيراني والناشطين في مجال حقوق الإنسان”.
هجوم مضاد
في المقابل، قالت وكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية للأنباء إن محمدي حصلت على الجائزة “لأفعالها ضد الأمن القومي الإيراني”.
وذكرت الوكالة “حصلت نرجس محمدي على جائزتها من الغرب (…) تصدرت عناوين الأخبار عدة مرات بسبب أفعالها ضد الأمن القومي”.
وفي وقت لاحق، استنكرت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الجمعة، منح جائزة نوبل للسلام للناشطة الحقوقية المسجونة نرجس محمدي، ووصفت الأمر بأنه تحيز وخطوة تهدف إلى تسييس الجائزة.
وقال المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني إن “الإجراء الذي اتخذته لجنة نوبل للسلام هو تحرك سياسي يتماشى مع سياسات التدخل المعادية لإيران التي تنتهجها بعض الحكومات الأوروبية”.
وأضاف في بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية: “منحت لجنة نوبل للسلام جائزة لشخص أدين بارتكاب انتهاكات متكررة للقانون وأعمال إجرامية، ونحن نستنكر ذلك باعتباره تحيزا وخطوة ذات دوافع سياسية”.
وتبلغ قيمة جوائز نوبل 11 مليون كرونة سويدية (حوالي مليون دولار). يحصل الفائزون أيضا على ميدالية ذهبية عيار 18 قيراطا وشهادة في حفل توزيع الجوائز في ديسمبر المقبل.