ابن سلمان ينحدر إلى أقل من المبادرة العربية

بقلم: عادل سماره

 

لم تتوقف مناقشة لقاء بن سلمان مع فوكس نيوز الأمريكية، بل لم يتوقف مادحوها كما يحلو للسعودية. دعك من حديث الرجل عن نمو السعودية وعن تضخم حجم مبادلاتها .
قوة اقتصاد اي بلد هي في طلب السوق الدولي على منتجاتها. وهنا لا يُعتبر النفط ضمن هذا القانون التنموي لأنه نتاج ريع من باطن الأرض. ليس إنتاجا صناعيا ولا زراعيا ولا حتى خدماتياً، كما أن السياحة هي غالباً لوجود الموهوبية الدينية التي لا دور للناس في وجودها.
ما يهمنا هو كيف ينظر بن سلمان لفلسطين؟
عبارته واضحة تماماً، فهو يتحدث عن شعب آخر وقومية أخرى، وفي أفضل الحالات كأنه يتحدث عن شعب صديق ليس لهذا الشعب اي حق أو إلزام عليه .
هذه العبارة الاستكبارية :”القضية الفلسطينية مهمة جدا بالنسبة لنا” هي عبارة تعالي ليس في محله، وربما في خلفية بن سلمان حدثين:
الأول: يوم قيام كارلوس باختراق اجتماع أوبك وأسر وزير النفط السعودي أحمد زكي اليماني حيث تعالى كارلوس على قتله.
والثاني: عيارة جورج شولتس وزير الخارجية الأمريكي الأسبق بعد خروج الفلسطينيين من لبنان 1982 حيث رفع شعار :”تحسين شروط حياة الفلسطينيين”.
بل إن بن سلمان ذهب بابعد من شولتس حيث قال:”نبحث سبل تسهيل حياة الفلسطينيين ولعب إسرائيل دوراً مهماً في المنطقة”. اي أنه قال أخطر مما قاله شولتس!
أليس هذا أبعد من التطبيع! ثم يقول محللون: هل ستطبع السعودية؟
من جانب آخر، تساؤلات محللين وأعلاميين عن المبادرة العربية هل تم تجاوزها أم لا؟
فالأمر واضح جداً، لقد أعاد بن سلمان المبادرة إلى اصلها الأمريكي السعودي، أي إستثنى مختلف الأنظمة العربية التي تورطت في هذه المبادرة!
صار لا بد من تحذير دائم بأن بن سلمان يطمح لتجاوز حكم السعودية لتكون السعودية قائدة الوطن العربي أو اكثره، وهذا مشروع لإخراج الوطن من عروبته!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى