تمتنع السلطات الاسرائيلية عن التحرك ازاء تنامي ظاهرة بصق المستوطنين اليهود في وجوه المسيحيين في مدينة القدس، معتبرة ان الامر لا ينطوي على جريمة، بسبب ان البصاق يسقط على الارض ولا يصل الى المستهدفين!!!.
فمنذ اشهر، بات لا يمر يوم دون ان يتعرض الحجاج المسيحيون في القدس المحتلة الى عمليات بصق منظمة في وجوههم من قبل مستوطنين يقودهم حاخامات متطرفون، وذلك من ضمن اعتداءات اخرى تشمل الشتائم والايماءات المسيئة بالايدي.
ولا يقتصر الامر على المستوطنين، حيث تؤكد تقارير ان جنودا في الجيش الاسرائيلي يفعلون الامر ذاته، ولا يتوانون عن البصق في وجوه السياح والحجاج ورجال الدين المسيجيين في شوارع المدينة المقدسة.
وايضا، تورط مسؤولون بينهم نائب رئيس بلدية القدس أرييه كينغ في هذه الاعتداءات، حيث وثقت تسجيلات مشاركته عشرات المستوطنين في فعالية للبصق في وجوه المسيحيين تخللها هتافات ودعوات لهؤلاء من اجل الخروج من المدينة.
ونقلت صحيفة “معاريف” عن يوسي فتال، مدير عام وزارة السياحة الاسرائيلية اعرابه عن الاستياء من افعال كينغ وتشجيعه على “إهانة” المسيحيين، معتبرا انها تضر بالسياحة في المدينة.
وفي احدث هذه الاعتداءات، اظهرت تسجيلات سياحا من شرق اسيا وهم يتعرضون للبصق في وجوههم من قبل مستوطنين كانوا يشاركون في مسيرة في احد شوارع البلدة القديمة في القدس بمناسبة عيد العُرش اليهودي.
“البصاق يسقط على الارض”
ورغم المطالبات العديدة، لكن السلطات الاسرائيلية لم تتحرك لوقف هذه الظاهرة.
وقالت قناة “كان” العبرية، اليوم الثلاثاء، ان الشرطة الاسرائيلية بررت احجامها عن اتخاذ اجراءات ضد المستوطنين الذين يظهرون في عشرات الفيديوهات وهم يعتدون بالبصف على المسيحيين في القدس، بان هناك عقبات قانونية تحول دون ذلك.
واوضحت القناة ان الشرطة لا ترى في الامر جريمة موصوفة، حيث ان البصاق لا يبلغ الاشخاص المعنيين بالاعتداء، وانما يسقط على الارض.
وبحسب قناة “كان”، فقد شرع الفاتيكان وعدد من الدول في اتصالات مع السلطات الاسرائيلية لحثها على التصدي لظاهرة البصق على المسيحيين، وكذلك وقف الاعتداءات التي تتعرض لها كنائس البلدة القديمة في القدس.
وحذر يوسف ظاهر متري، منسق مجلس الكنائس العالمي في القدس خلال تصريحات لوكالة الانباء الفلسطينية الرسمية (وفا) من تصاعد الاعتداءات التي يقوم بها المستوطنون المتطرفون على المسيحيين وأراضيهم ومقدساتهم.
واشار متري الى أن مجسما للسيد المسيح تعرض للتحطيم داخل احدى الكنائس قبل بضعة اشهر، فيما اشار الى ان قسيسا ارمنيا تعرض للبصق في وجهه اكثر من تسعين مرة خلال عام واحد.
وقال ان السلطات الاسرائيلية ترفض التحرك رغم ان رؤساء كنائس المدينة اصدروا منذ عام 2021، اكثر من 12 بيانا يحتجون فيه على الاعتداءات ويطالبونها بوقفها.
شاهد –مستوطنون يبصقون تجاه سياح مسيحيين قرب باب الأسباط في البلدة القديمة بالقدس المحتلة. pic.twitter.com/xm2Dy5zERx
— amad أمد للإعلام (@MediaAmad) October 3, 2023