كانت معجزة الطرب العربي أم كلثوم لا تسمح بالتقاسيم المنفردة خلال اغنياتها إلا لثلاثة عازفين فقط، هم محمد القصبجي على العود، واحمد الحفناوي على الكمان، ومحمد عبده صالح على القانون الذي عمل معها منذ عام ١٩٣٣، حتى وافته المنية عام ١٩٧٠، ولم يتخلف عن حفلاتها، حفلة واحدة.
وقد كان تلامس اصابعه مع آلة القانون يشابه السحر في رقته وعذوبته، حيث يصمت الجميع وهم يستمتعون بحلاوة نغمات عزفه البديع.
وذات يوم تلقى محمد عبده صالح تهديدات من بعض اعدائه، حيث توعدوه بانهم سيطلقون عليه الرصاص في إحدى حفلات أم كلثوم، فما كان منه الطلب منها أن تعفيه عن مصاحبتها في هذه الحفلة.
لكن صممت أم كلثوم على أن يجلس عبده صالح أمام قانونه ويعزف في حفلتها، ووقفت هي فوق المسرح أمام محمد عبده صالح لتخفيه عن عيون اعدئه، ولم تتزحزح خطوة واحدة من أمامه، بل كانت على استعداد أن تتلقى طلقات الرصاص بدلا منه.
الجدير بالذكر، وكما ذكرت هذه الواقعة آخر ساعة عام ١٩٥٥، أن عبده صالح كان يقوم قبل كل حفلة لام كلثوم بعمل حمام بخار وتدليك لأصابعه تكلفه ٥٠ جنيه شهريا بحسابات تلك الايام.