انطلقت جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة، اليوم السبت، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بحضور الوزراء المعنيين من مصر والسودان وإثيوبيا، ووفود التفاوض من الدول الثلاث.
وأوضح بيان لوزارة الموارد المائية والري في مصر، أن الجولة تأتي في إطار استكمال المفاوضات السابقة التي بدأت في القاهرة يومي 27 و28 أغسطس الماضي، “بناء على توافق الدول على الإسراع بالانتهاء من الاتفاق على قواعد ملء وتشغيل سد النهضة في ظرف 4 أشهر”.
وقال وزير الموارد المائية والري المصري، هاني سويلم، إن القاهرة “ستواصل التعامل مع المفاوضات بالجدية وحسن النوايا اللازمين، بغرض التوصل لاتفاق عادل ومتوازن، يراعي مصالحها الوطنية ويحمي أمنها المائي واستخداماتها الحالية… وفي الوقت ذاته يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث”.
كما جدد الإشارة إلى أن استمرار إثيوبيا في عملية ملء سد النهضة “انتهاك لاتفاق إعلان المبادئ الموقع في 2015″، مشيرا إلى أن “استمرار مثل هذه التصرفات الأحادية المخالفة للقانون الدولي، يلقي بظلال غير إيجابية على العملية التفاوضية الراهنة ويهدد بتقويضها”.
وأعلنت إثيوبيا في وقت سابق هذا الشهر، الانتهاء من الملء الرابع للسد، وهي الخطوة التي انتقدتها مصر عبر بيان رسمي لوزارة الخارجية.
ومنذ 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتفاق بشأن ملء سد النهضة وتشغيله، إلا أن جولات طويلة من التفاوض بين الدول الثلاث لم تثمر حتى الآن عن اتفاق.
وقد انتقدت مصر إعلان اثيوبيا، الأحد الماضي، إتمام عملية الملء الرابع لخزان سد النهضة، معتبرة أن استمرار الإجراءات الأحادية لأديس أبابا، انتهاكا لإعلان المبادئ الموقع بين البلدين.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، قد اتفقا في 13 يوليو الماضي على “الانتهاء خلال 4 أشهر من صياغة اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد”.
وتخشى مصر من تأثير السد الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق، كونها تعتمد على نهر النيل في تأمين 97 بالمئة من احتياجاتها المائية.
ودشنت إثيوبيا رسميًا في فبراير 2022، إنتاج الكهرباء من السد. وتم تعديل هدف إنتاجه من 6500 إلى 5000 ميغاوات، أي ضعف إنتاج إثيوبيا الحالي، ويتوقع أن يبلغ كامل طاقته الإنتاجية عام 2024.
طوفان لم تره البشرية منذ عهد سيدنا نوح
ومن جانبه، واصل الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة تحذيره من مستجدات التهديدات التي قد يلحقها السد الإثيوبي سد النهضة، مؤكدا أن سد النهضة يُصنّف في أعلى درجات الخطورة، وفي حالة انهياره سوف يشكل طوفانا لم تره البشرية منذ عهد نبي الله سيدنا نوح عليه السلام،
واضاف ان هذا الطوفان يهدد حياة ما يتراوح بين 20 و30 مليون نسمة، وخاصة في السودان.
وكانت دراسة نشرتها «المشهد المصرية» نقلا عن مجلة «سبرينجر» العلمية العالمية وعرضتها المشهد، قد توصلت إلى أن طوفانا سيمحو العاصمة السودانية الخرطوم، ويجعل ارتفاع المياه فيها نحو 15 مترا بعد أربعة أيام من حدوثه، فضلا عن تعريض السد العالي المصري للخطر، وكذلك جميع الهياكل العابرة على طول نهر النيل من أسوان إلى الإسكندرية.