سعت كل من الكويت وتركيا، يوم امس الأحد، إلى احتواء التداعيات الناجمة عن الاعتداء على مواطن كويتي في طرابزون في تركيا، طبقا لما أظهره بيانان صادران من سلطات البلدين.
فقد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كثيف مقطع مصور يظهر ما بدا أنه اعتداء على مواطن كويتي في تركيا.
وقال بيان كويتي إن وزير الخارجية الشيخ سالم عبدالله الصباح اتصل هاتفيا بالمواطن الكويتي “للإطمئنان عليه والوقوف على حالته الصحية” والرعاية التي يتلقاها في المستشفى.
وأكد البيان رفض الكويت لمثل هذه الاعتداءات، لكنه أشار إلى أن السلطات التركية تتخذ “الاجراءات اللازمة بحق المعتدي” المحتجز لدى السلطات التركية، مع متابعة مستمرة من سفارة الكويت في أنقرة.
وقد تعددت في الفترة الأخيرة الاعتداءات على مواطنين خليجيين وعرب في تركيا، كان آخر ضحاياها هذا السائح الكويتي، الأمر الذي أثار موجة غضب واسعة ودفع نشطاء إلى الدعوة إلى عدم زيارة هذا البلد بسبب ما يعتبرونه تصاعد الخطابات والسلوكيات العنصرية.
وفي التفاصيل، أثار اعتداء بالعنف الشديد تعرض له سائح كويتي في إحدى مدن تركيا، واستوجب نقله إلى المستشفى، ضجة واسعة، وسط مطالبات خليجية وعربية بمقاطعة السياحة في تركيا التي اتهموها بالعنصرية ضد العرب.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع مقاطع فيديو للاعتداء الذي وقع، امس الاول السبت، في أحد شوارع مدينة طرابزون الواقعة في شمال شرق تركيا على ساحل البحر الأسود، وظهر السائح الكويتي في أحد المقاطع وهو ملقى على الأرض بدون حراك فيما تحيط به عائلته وبعض المارة.
وسجل في السنوات الأخيرة تنامي العداء للعرب في تركيا، وقد بدأت الظاهرة مع اللاجئين السوريين، لكنها تطورت في الفترة الأخيرة لتستهدف مواطنين من جنسيات عربية أخرى، وبينهم خليجيون اشتكوا من سلوكيات عنيفة لا تخلو من عنصرية.
وقد دفعت الضجة التي أحدثها الاعتداء السفارة الكويتية في تركيا إلى التحرك وإصدار بيان أكدت من خلاله أن المواطن المُعتدى عليه بخير وسيأخذ حقه، وأنهم متواجدون في طرابزون لمتابعة القضية.
وأضافت السفارة الكويتية: “تم توقيف المشتبه به خلال ساعات من الحادثة وحجزه، والسلطات التركية مهتمة، ومحامي السفارة يتابع الإجراءات”.
وكان مكتب حاكم طرابزون أصدر في وقت سابق بيانا حول تفاصيل الواقعة، معلنا عن “توقيف المتهم بالاعتداء على السائح الكويتي”.
وقد شن العديد من النشطاء العرب والخليجيين حملة على مواقع التواصل الاجتماعي طالبوا من خلالها بمقاطعة السياحة التركية. وانتشرت العديد من الهاشتاغات من قبيل #تركيا_غير_آمنة_للعرب، و#مقاطعة_تركيا_واجب_وطني.
ويرى محللون أن تنامي النزعة العنصرية في تركيا من شأنه أن يحولها إلى بيئة طاردة للسياح العرب والخليجيين وهو ما سيكلف قطاع السياحة الذي يشكل أحد أعمدة الاقتصاد التركي خسائر فادحة.
وكان ياسين أقطاي، وهو مستشار سابق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان حذر في وقت سابق من تصاعد حدة الخطاب العنصري وكراهية الأجانب في تركيا وتأثيرات ذلك على الاقتصاد المحلي.
وقال أقطاي في مقال له إن الخطابات والأفعال العنصرية ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة ضد العرب، لا تبقى داخل البلاد بل تصل إلى العالم العربي.
ولفت إلى أن تنامي الخطاب العنصري ضد العرب أدى إلى إلغاء الكثير من الحجوزات والرحلات السياحية خلال الصيف الجاري، كما تسبب بانتقال العديد من الاستثمارات إلى الخارج ما كلف تركيا خسائر لا تقل عن 5 مليارات دولار.
#خبر :"بسبب الثقافة العنصرية في تركيا ضد العرب الإعتداء على سائح كويتي في مقاطعة #طرابزون التركية
يذكر أن ثقافة العنصرية في #تركيا تتصاعد مؤخراً ضد العرب علماََ بأنها ثقافة طاغية عبر تأريخ العثمانيين الذين غزو بلاد العرب وارتكبوا جرائم ضد الإنسانية. pic.twitter.com/bBUogWkkO0
— فضل العيسائي (@fadhlalesaeiy) September 17, 2023