أفاد مراسل “سبوتنيك” بأنه وبمسعى من رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في مخيم عين الحلوة، يبدأ سريانه، عند الساعة السادسة من مساء اليوم الخميس.
والتقى بري، اليوم الخميس، بعضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق على رأس وفد من قيادة حماس، والتقى أيضا بعضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة “التحرير الفلسطينية” والمركزية لحركة “فتح” المشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد.
وانعقد اللقاء بحضور سفير دولة فلسطين أشرف دبور ومسؤول الملف الفلسطيني في حركة أمل محمد الجباوي .
وكانت قد اتفقت حركتا “حماس” و”فتح” الفلسطينيتين يوم أمس الأربعاء، على ضرورة الالتزام بعدم خرق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، في جنوب لبنان.
وكانت الاشتباكات المسلحة بين حركة فتح وجماعات إسلامية في مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان، قد اسفرت منذ اندلاعها ليل الخميس الماضي، عن مقتل 15 شخصا وإصابة أكثر من 150 جريحا، بحسب ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية اليوم الخميس.
امس الأربعاء، قُتل 7 أشخاص بتجدّد الاشتباكات المسلحة، حيث تحدثت الوكالة عن “مواجهات عنيفة” شهدها أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان، بين حركة فتح ومجموعات إسلامية، “استخدمت فيها مختلف الأسلحة الثقيلة والقذائف الصاروخية التي طاولت أماكن متفرقة من مدينة صيدا”.
وقد شهد مخيم عين الحلوة “حركة نزوح كبيرة” إلى مدينة صيدا ومنطقتها وفق الوكالة.
وبحسب الوكالة، فإن الاشتباكات في مخيم عين الحلوة أنهت أسبوعها الأول في غياب الحلول وتعثر كل المحاولات لكف الأحداث الدامية واستمرارها في ظل تداعيات الأزمة التي تعيشها صيدا والمنطقة بأكملها جراء هذه الاشتباكات التي وصلت إلى ذروتها عصر امس الأربعاء باحتدام جبهات ومحاور القتال دفعة واحدة دامت حتى ما بعد منتصف الليل لتتوقف على جبهة حي حطين – جبل الحليب من الجهة الجنوبية – الشرقية للمخيم.
وأضافت الوكالة أن الاشتباكات استمرت متقطعة على المقلب الآخر من الجهة الشمالية في محور البركسات – الطوارئ، حيث استخدمت خلالها القنابل المضيئة للمرة الأولى في سماء المخيم وأُدخلت أنواع جديدة من قذائف المدفعية والصاروخية التي كان يسمع دوي انفجارها في أماكن بعيدة من عمق الجنوب، ما أدى إلى اشتعال الحرائق داخل المنازل الواقعة في محاور الاقتتال والأماكن المستهدفة، وموجة نزوح كثيفة للأهالي التي شملت أحياء جديدة نتيجة اشتداد القصف العشوائي الذي طالها.
حماس والجهاد: ما يجري هو اقتتال ضد إرادة شعبنا
وقالت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، إن ما يجري من اقتتال في مخيم عين الحلوة هو ضد إرادة الشعب الفلسطيني، ولا يخدم إلا العدو الصهيوني والمشاريع المشبوهة التي تستهدف المخيمات الفلسطينية، من أجل شطب قضية اللاجئين، وتمرير مشاريع التهجير والتوطين المرفوضة جملة وتفصيلاً.
ورأت الحركتان خلال لقاء جمع وفدين منهما في بيروت، أن استمرار الاشتباكات يستهدف الحالة الوطنية الفلسطينية في المخيمات، ويستهدف الأمن والاستقرار في لبنان، ويضر بالمصلحة الوطنية والقضية الفلسطينية.
وحضر اللقاء، الذي استضافته حركة الجهاد الإسلامي، أمين عام الحركة زياد النخالة، ورئيس دائرة العلاقات العربية والدولية فيها إحسان عطايا، فيما حضره من حماس نائب رئيس الحركة في الخارج موسى أبو مرزوق، ورئيس دائرة العلاقات الوطنية في الخارج علي بركة، وممثل الحركة في لبنان أحمد عبد الهادي.
وقد طالبت الحركتان الجميع بوقف فوري لإطلاق النار، ودعتا قوى المقاومة الفلسطينية إلى رفع الغطاء عن كل المتورطين في هذه الاشتباكات، وإلى رصّ الصفوف وتوحيد الموقف الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني وحده.
وقالت الحركتان إن ضرورة توقيف المتورطين في الجرائم، وتسليمهم إلى الجهات اللبنانية المختصة، لا يبرر ما يجري من تهديد للسلم الأهلي في المخيم والجوار، ولا يمكن أن يكون على حساب المخيمات والشعب اللبناني الشقيق.
ومساء أمس الأربعاء، قتل 7 أشخاص وأصيب 20 آخرون في تجدد الاشتباكات بين مسلحي حركة فتح والمجموعات الإسلامية المسلحة، في مخيم عين الحلوة بلبنان، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار.
ومخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين تأسس عام 1948، وهو الأكبر في لبنان، إذ يضم حوالي 50 ألف لاجئ مسجل بحسب الأمم المتحدة، فيما تفيد تقديرات غير رسمية بأن عدد سكانه يتجاوز الـ70 ألفا.