مراكش – أعلنت وزارة الداخلية المغربية ارتفاع عدد الوفيات الذي خلفه الزلزال المدمر إلى 2681 شخصا، تم دفن 2530 منهم، فيما وصل عدد الجرحى إلى 2501 شخص. في آخر حصيلة رسمية مساء اليوم الاثنين.
ووفقاً لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضحت الوزارة، في بيان، أن عدد الوفيات بلغ 1591 بإقليم الحوز، و809 بإقليم تارودانت، في حين لم يتم تسجيل أي حالة وفاة جديدة بكل من عمالات وأقاليم شيشاوة، ورزازات، مراكش، أزيلال، أكادير إداوتنان، الدار البيضاء الكبرى، اليوسفية وتنغير.
وأضاف البيان أن السلطات تواصل جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا، وتعبئة كل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه الفاجعة المؤلمة.
ولا يزال عمال الإغاثة وأفراد من القوات المسلحة، يحاولون العثور على ناجين تحت الأنقاض، جراء الزلزال الذي بلغت قوته 6,8 درجات على مقياس ريختر، بحسب المعهد الجيوفيزيائي الأميركي، و7 بحسب المركز الوطني للبحث العلمي والتقني المغربي.
وتخوض فرق الإنقاذ سباقا مع الزمن، اليوم الاثنين، للعثور على ناجين بين الأنقاض بعد أكثر من 48 ساعة على الزلزال الذي خلف أكبر عدد من الضحايا في المغرب خلال أكثر من ستة عقود إذ تجاوز عدد القتلى 2100 جراء الكارثة التي دمرت قرى في جبال الأطلس.
وانضمت فرق إنقاذ من إسبانيا وبريطانيا لجهود البحث عن الناجين من الزلزال الذي وقع على بعد 72 كيلومترا جنوب غرب مراكش في وقت متأخر من يوم الجمعة وبلغت قوته 6.8 درجة.
وقضى كثيرون من الناجين ليلة ثالثة في الخلاء بعد أن تهدمت منازلهم أو أصبحت غير آمنة بسبب أعنف زلزال هز المغرب منذ عام 1900 على الأقل. وذكر التلفزيون الحكومي في وقت متأخر يوم الأحد أن محصلة القتلى بلغت 2122 بينما بلغ عدد المصابين 2421.
وفي قرية تافجيغت، وصف حميد بن هنا كيف توفي ابنه البالغ من العمر ثماني سنوات تحت الأنقاض بعد أن ذهب لإحضار سكين من المطبخ بينما كانت العائلة تتناول العشاء ونجت العائلة.
وكان الناس ينتشلون ممتلكاتهم من بين أنقاض منازلهم ويسردون حكايات يائسة ويحفرون بأيديهم للبحث عن أقاربهم.
وتدريجيا بدأ يظهر تأثر التراث الثقافي في المغرب بالزلزال حيث تضررت المباني في المدينة القديمة بمراكش المصنفة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). كما ألحق الزلزال أضرارا كبيرة بمسجد تينمل التاريخي الذي يعود للقرن الثاني عشر والواقع في منطقة جبلية نائية قرب مركز الزلزال.
وانتقد الناجون الذين يعانون لإيجاد المأوى والإمدادات ما وصفوها بالاستجابة الأولية البطيئة للحكومة.
ونشر المغرب الجيش في إطار تعامله مع الزلزال وقال إنه يعزز فرق البحث والإنقاذ ويوفر مياه الشرب ويوزع الأغذية والخيام والبطاطين.
وذكر التلفزيون الحكومي يوم الأحد إن الحكومة ربما تقبل عروضا بالمساعدة من دول أخرى وستعمل على تنسيقها إذا اقتضت الحاجة.
وأرسلت بريطانيا وإسبانيا خبراء في البحث والإنقاذ مع كلاب مدربة. وقالت قطر يوم الأحد إن فريقها للبحث والإنقاذ غادر للمغرب. وقالت إسبانيا إنها تلقت طلبا رسميا من المغرب أمس الأحد للمساعدة.
وكانت فرنسا من بين الدول التي عرضت المساعدة، وقالت أمس الأحد إنها على استعداد للمساعدة وتنتظر طلبا رسميا من المغرب.
وذكر التلفزيون الحكومي يوم الأحد أن العاهل المغربي الملك محمد السادس شكر إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات على إرسال مساعدات. وأضاف أن المغرب يقيم احتياجاته من المساعدات ويبحث أهمية تنسيق جهود الإغاثة قبل قبولها.
ومع بناء الكثير من المنازل بالطوب اللبن والأخشاب أو الأسمنت والأحجار تهدمت الأبنية بسهولة. ويعد هذا الزلزال الأشد فتكا في المغرب منذ عام 1960 عندما أدت هزة كبيرة لمقتل حوالي 12 ألف شخص على الأقل.