متى نَفي تجربة الجزائر ودور فرانز فانون حقهما ؟؟
بقلم: عادل سماره

فرانز فانون، الفدائي المظلوم ، في ادبيات الثقافة العربية والفلسطينية خاصة، مظلومية ليست لشخصه وهو لم يكن ليحتج على الشخصنة ولكن المظلومية حاقت بالتجربة والدور ووقعت على من يحق له علينا تعريفه بفانون.
قد لا تجد في نتاجه الفكري عبارات توحي بأنه كان ماركسياً، لكنك تجد بقوة الحضور حالة أممية بجدارة قل نظيرها. هو الأسود من المارتينيك الذي لم تُعقه بشرته ولا بلده الصغير عن الاشتباك مع إمبريالية بيضاء نووية، وربما لذلك اختار دور المثقف المشتبك. وهو الطبيب في علم النفس الذي نقل عيادته من الغرف والجلسات الأشبه بالتنويم المغنطيسي إلى الكهوف والمغاور فكانت باتساع شبه القارة الجزائرية. وهو المسيحي الذي قاتل بكُليَّته مع العرب المسلمين الأفارقة.
لست أدري من هو المبدع الذي سيدرس ظاهرة الثورة الجزائرية ، تلك الحالة المركَّبة والمعقدة. لم تكن الجزائر مجرد مستعمرة بل كانت مستوطنة أيضاً، وهذا لم يكن حال تجربة حرب الغُوار في الصين ولا كوبا ولا فيتنام بل فلسطين. لا وأبعد، في حالة الجزائر قامت فرنسا بجر جغرافيا الجزائر الهائلة لتربطها بجغرافيا المستعمِر حتى لتكاد لا ترى الفاصل المتوسط بينهما. وإلا ما معنى ان يقف الشيوعي الفرنسي والجزائري ضد الثورة متورطين في تجاوز الجغرافيا والطبقية والإمبريالية واللون والثقافة، مراهنين على “إنسانية” الفرانكفونية. وهذا حال فلسطين حيث تجرها الإمبريالية والتطبيع إلى ثلاثة آلاف عام من الوهم الخرافات الصهيونية.
وابعد ايضاً، فما تسنَّى لتجربة الصين من حضور شعبي هائل وعمق فكري شيوعي واحتضان سوفييتي في عزِّ قيادة ستالين حتى لما بعد الانتصار، وما تسنى لفيتنام ولكوريا من ظهير سوفييتي صيني، لم يتسنَ للجزائر.. وهذا يطرح السؤال: إذا كان الظهير العروبي الناصري قد ساهم حقاً في انتصار الجزائر رغم تواضع الإمكانيات ولكن مع توفر القرار والتصميم، فهل يمكن للعمق العربي أن يكون الظهير المقتدر لتحرير فلسطين؟ وهل الاستهانة بهذا الظهير المطعون اليوم هي مُحقة أم مُضمخة باستدخال الهزيمة؟ هذا المصطلح الشقي الذي أقحمته التجربة في راس كاتب هذه السطور.!
فرانز فانون وتجربة ثورة الجزائر، تنتظر بحثاً بقيمتها.
ملاحظة: ذات وقت تمكنت من تحويل باحثة ، رغم جامعة محلية تعتمد فوكو والثقافوية، من الاعتماد على ميشيل فوكو إلى الاعتماد على فرانز فانون، لكن المطلوب فانون في ثورة الجزائر.