اغلقت سلطات مقاطعة فولتن الامريكية طرقا مؤدية الى سجن المقاطعة الذي يوصف بانه احد اقذر وأخطر السجون في الولايات المتحدة، وفرضت حوله طوقا امنيا مشددا استعدادا لاستقبال الرئيس السابق دونالد ترامب الذي سيسلم نفسه اليه غدا الخميس.
وقال بات لابات المسؤول الأمني المحلي لمقاطعة فولتن ان ترامب (77 عاما) وثلاثة اخرين متهمين معه في قضية التلاعب بنتيجة انتخابات ولاية جورجيا في العام 2020، سيقومون غدا الخميس، بتسليم انفسهم الى سجن المقاطعة المعروف أيضا بسجن رايس ستريت.
ومن بين المتهمين في القضية مارك ميدوز كبير موظفي البيت الأبيض في عهد ترامب، ورودي جولياني المحامي الشخصي للرئيس السابق.
واوضح لايات، في بيان، انه ستكون هناك اجراءات اغلاق صارمة في محيط السجن عندما يسلم ترامب نفسه، ولن يكون هناك دخول او خروج الى ان تنتهي الاجراءات.
ويبدو ان ترامب، وخلافا لمرات سابقة، لن يجد مهربا هذه المرة من الخضوع لاجراءات التوقيف الاعتيادية -والمهينة- للمجرمين والمتهمين والمشبوهين، والتي تتضمن التقاط صور واخذ بصمات (فيش وتشبيه) وسواها، ولك قبل اخلاء سبيله بموجب كفالة تم تحديد قيمتها بمئتي الف دولار.
كان الرئيس السابق قد أعفي من تلك الاجراءات، سواء عندما تم اعتقاله في نيويورك على خلفية تهم دفع أموال لإسكات الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز، وكذلك في فلوريدا عن قضية الوثائق السرية، وثم في واشنطن حيث يواجه تهمة محاولة قلب نتيجة انتخابات 2020، التي فاز فيها خصمه اللدود جو بايدن.
اوضاع مزرية
وفي نبرة لا تخلو من تهكم، كان لابات اكد الصحفيين مطلع الشهر انه مهما كان وضع الشخص فسنكون “على استعداد لالتقاط” صوره وفقا لاجراءات التوقيف المتبعة في سجن المقاطعة.
وتنتهي بعد غد الجمعة، المهلة الممنوحة لترامب وصحبه حتى يسلموا انفسهم طوعا الى ادارة السجن.
لكن الرئيس السابق اكد، عبر منصته “تروث سوشال”، انه سيسلم نفسه قبلها بيوم، اي غدا الخميس.
وكعادته في توظيف اي حدث مهما كان سيئا او جيدا من اجل جمع التبرعات، فقد اقتنص ترامب الفرصة للعزف على مشاعر داعميه من اجل الحصول على تبرعاتهم، قائلا انه سيذهب في ذلك اليوم الى سجن معروف بخطورته الشديدة وبالاوضاع المزرية التي يعيشها السجناء داخله على كافة الصعد النفسية والامنية والصحية.
وكي يدلل على مدى خطورة سجن فولتون، قال الرئيس السابق ان الحراس جمعوا اكثر من الف قطعة حادة صنعها نزلاء من جدران سجن فولتن المتصدعة.
والثلاثاء الماضي، سلم متهمان اخران في القضية مع ترامب وهما سكوت هول وجون إيستمان نفسيهما الى سجن فولتن قبل ان يصار الى الافراج عنهما بالكفالة.
“بق وقمل”
وتوفي العديد من نزلاء هذا السجن في ظروف مثيرة للشبهة على مدى الاعوام الماضية، ما دفع وزارة العدل الاميركية الى فتح تحقيق حوله الشهر الماضي.
ويتمحور التحقيق حول شكاوى من ظروف غير امنة وتفتقر للنظافة بحسب المدعي العام ميريك غارلاند، والذي اشار خصوصا الى انتشار الحشرات في المهاجع والزنازين وحالات العنف التي نجم عنها قتلى ومصابون، ناهيك عن وحشية الحراس.
وخلال العام الماضي وحده، توفي 15 من نزلاء سجن فولتن البالغ عددهم 2500، والذي صمم اساسا لاستقبال نصف هذا العدد فقط عند انشائه قبل 34 عاما.
وفي واقعة مؤسفة، عثر في احد زنازين السجن على جثة نزيل مريض عقليا وقد غطاها البق والقمل، في ما يكشف اهمالا كبيرا اضطرت معه المقاطعة الى ابرام تسوية مع ذوي السجين بقيمة اربعة ملايين دولار.