الناطق بلسان جيش العدو يؤكد المؤكد: تصاعد الإرهاب اليهودي في الضفة يدفع الفلسطينيين للمقاومة والأخذ بالثأر
الناصرة- أكد الناطق العسكري بلسان جيش الاحتلال، اللواء دانئيل هاغري، أن هناك ارتفاعاً واضحاً في الجريمة القومية اليهودية، في الشهور الأخيرة، والإرهاب اليهودي داخل الضفة الغربية المحتلة، مما يدفع الفلسطينيين لـ “الإرهاب”.
وقد تطرّقَ هاغار، خلال حديث صحفي لموقع “واينت” العبري، لاعتداءات المستوطنين الأخيرة على الفلسطينيين في قرية برقة، شرقي رام الله، بالقول إن ما جرى هو إرهاب يهودي، ولا طريقة ثانية لتعريف ذلك.
وتابع: “لا يوجد شكّ بأن هذه الأمور تدفع الفلسطينيين غير المتداخلين بالإرهاب للمشاركة فيه، وينبغي معالجة هذه الظاهرة. عندما تتوقف هذه الظاهرة سينخفض الإرهاب الفلسطيني”.
ورداً على سؤال، قال إن لدى جيش الاحتلال معطيات تثبت العلاقة السببية المباشرة بين إرهاب المستوطنين وبين مبادرة فلسطينيين للمقاومة كثأر على اعتداءات يهودية.
وتابع: “نحن نعمل بقوة لمواجهة “الإرهاب” الفلسطيني، من خلال 20 كتيبة عسكرية تتحرك في مختلف أرجاء الضفة الغربية، نهاجم فيها خلايا مسلحة، كما فعلنا أمس في منطقة جنين، ولكن علينا أيضاً وقف الإرهاب اليهودي، الذي يؤدي للمزيد من الاحتقان وتأجيج النار”.
ورداً على سؤال حول دعوة وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، المدان بالإرهاب، لمنح المستوطن قاتلِ الأب مِن برقة وسامَ شرف، قال الناطق العسكري ساخراً: “أنا لا أمنح الأوسمة لأحد. هناك تحقيق بوليسي في هذه الحادثة التي وقعت على بعد 250 متراً فقط من بيوت قرية برقة الفلسطينية، وعلى بعد كيلومتر من البؤرة الاستيطانية غير القانونية، فلماذا وصلوا إلى هناك؟ ولماذا حدث هذا؟ سيتم استيضاحه في التحقيق، ومن الجيد البحث عن الحقائق، وكشفها للجمهور الواسع”.
وحَملَ الناطق العسكري الإسرائيلي على عضو الكنيست المتطرفة طالي غوطليب (الليكود)، التي قالت إن أفكار اليسار بلغت إلى قادة المخابرات العامة (الشاباك) ولقادة الجيش، واعتبر أقوالها تحريضاً خطيراً يمسّ بالمؤسسة الأمنية، وبالدولة، وكان من المفضّل لو لم نسمعها أبداً. وتساءلَ، في معرض تعقيبه على تصريحات غوطليب، بالقول: عمن يجري الحديث؟ قادة الجيش والشاباك هم من أبناء كل المجتمع الإسرائيلي ممن يغامرون بحياتهم في كل الشرق الأوسط من أجل الدفاع عن أمن الإسرائيليين وعن الدولة، وهم انعكاس للمجتمع كله”.
وصمة لن تمحى
وقال غانتس، الذي شَغلَ منصب وزير الأمن، بين مايو/ أيار 2020- ديسمبر/كانون الأول 2022، في تغريدة بحسابه على “إكس” (تويتر سابقاً): “يتطور أمامنا إرهاب قومي يهودي خطير؛ حرق المنازل والسيارات وإطلاق النار، والعديد من حوادث أخذ القانون بالأيدي، إلى حد إلحاق الأذى بجنود الجيش الإسرائيلي”.
وأضاف: “الحدث في برقة، مهما كانت الظروف، ينضم إلى سلسلة أحداث تشغل قوات الأمن بمطاردة الإسرائيليين بدلاً من حمايتهم”.
وفي انتقاد غير مباشر لحكومة الاحتلال ورئيسها نتنياهو، تابعَ بسخرية: “صمت قيادتنا الوطنية، وكون أعضاء بالحكومة والائتلاف يدعمون هؤلاء المتطرفين، وصمة لن تمحى على صورتنا، وخطر على أمننا”. ويقود نتنياهو، منذ مطلع العام الحالي، حكومة تضم أحزاباً من أقصى اليمين الديني والقومي والغيبي، وَصَفَها إعلامٌ عبري وسياسيون وقادة في الداخل والخارج، بينهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأنها الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل”.
انتقادات لفظية بلهجة أشد
وجددت الولايات المتحدة، وبعض الدول الغربية، انتقاداتها، وصعّدت من لهجة إداناتها اللفظية للجريمة في برقة، لكن نتنياهو يواصل الصمت، ما يعني أن الصمت علامة الرضا، كما تقول صحيفة “هآرتس” العبرية اليوم.
ففي افتتاحية بعنوان: “الكلّ يعلم أن هناك إرهاباً يهودياً منظماً”، قالت “هآرتس” إنه بعد سنوات من إنكار الظاهرة تتسع في إسرائيل والعالم دوائرُ باتت تدرك وتفهم أن هناك فعلاً إرهاباً يهودياً، بل هناك إرهابيون يهود يعتدون على الفلسطينيين، بدعم من وزراء أعضاء في المجلس الوزاري الأمني السياسي المصغّر. محمِّلة نتنياهو الصامت مسؤولية التصعيد الناجم عن مثل هذه الإرهاب الخطير المثبت بالأرقام.