انطلقت، اليوم الثلاثاء، أولى ندوات الدورة ال١٦ للمهرجان القومي للمسرح المصري برئاسة الفنان محمد رياض، حيث بدأت الندوات بجلسة نقاشية عن الفنان عادل إمام، الذي تحمل الدورة الحالية للمهرجان اسمه، بحضور الفنان محمد أبو داوود، والكاتب أشرف غريب الذي أعد كتابا خاصا عن عادل إمام، والناقدة د.سامية حبيب، وذلك بالمجلس الأعلى للثقافة.
وقال الناقد أشرف غريب الذي أعد الكتاب: عادل إمام كان دايما قريب من الشارع، كما أنه لديه القدرة على إدارة الموهبة وتنميتها والحفاظ عليها، كان يعرف متى يتحدث ومتى يصمت، ولم يشتت موهبته ومجهوده، حيث لم ينغمس في الحياة العامة ويبدأ في تسجيل مواقف سياسية إلا بعد أن استقر على عرش النجومية وأكد على موهبته،
واضاف الناقد اشرف: الكتاب عبارة عن ٨ فصول تغطي مشوار عادل إمام من النشأة والتكوين، والموافقة والشباب، واتجاهاته السياسية وتخرجه من كلية الزراعة والتحاقه بمسرح التليفزيون، وانطلاق مشواره الفني، وتجربته المسرحية والسينمائية والتليفزيونية، كما رصدت أيضا مواقفه وأقواله وأجزاء من لقاءاته، وشهادات لبعض المحبين والمقربين”.
وتحدث الفنان محمد أبو داوود عن الفنان عادل امام قائلا: “أتحدث عن عادل إمام من جانب آخر من خلال علاقتي المباشرة به لسنوات طويلة، عادل إمام “ذكي” ومن القلائل الذين استطاعوا إدارة موهبتهم، ومن حسن حظه أن ربنا وضع في طريقه اثنا\ين، أضافا له كثيرا أحدهما سمير خفاجي كشاف النجوم، الذي جهز فرقة المتحدين في يوليو عام ١٩٦٦، والثاني الذي آمن به جدا هو المخرج الكبير فطين عبد الوهاب، فقد كان لهما دور كبير في حياة عادل إمام، وهناك معلومة لا يعرفها الكثير أن أجر سعيد صالح كان أعلى من أجر عادل إمام في مدرسة المشاغبين، وكان اسمه يسبق في بداية عروض المسرحية اسم عادل امام، ولكن عادل كان عنده اصرار شديد على النجاح، وابتكر لنفسه خطا مختلفا في الأداء بالمسرحية حتى حقق هو أيضا النجاح بها واستمر فيها، وأنا سعيد جدا أني عملت مع عادل إمام لمدة ١٠ سنوات”.
وتابع أبو داود: عندما عرضت مسرحية أنا وهو وهي قرر فريد شوقي أن يشتريها وينتجها ويقدمها في السينما، لكن اعترض سمير خفاجة لأنه وجد أن الرواية ستفشل وأن الدور ليس دور فريد، وقد اقتنع فريد لكنه قرر أن يقدمها بنفس فريق عمل المسرحية، وبعد عرض الفيلم نجح عادل إمام نجاحا كبيرا بشخصية دسوقى أفندى الذى قدمه، وبعد يوم واحد عرضت عليه عشرة أعمال لكنها جمعيها تتركز على تكرار شخصية دسوقي أفندي، فكتب عادل إمام على السيناريو “دسوقى أفندى مات”.
وأضاف: لقد عملت مع الزعيم عشر سنوات بمسرحية بودي جارد، وطيلة عملنا كنا نشاكس بعضنا البعض، فكان يحبني ويثق في ويعلم جيداً أنني أمين علي العمل.
وختم ابو داود بالقول: والضلع الأهم في حياة عادل إمام هي هالة الشلقاني الزوجة العظيمة التي أخدت عادل إمام في سكة ثانية، فدائماً نقول إن وراء كل عظيم امرأة، فهي سيدة عظيمة وربت الأبناء بطريقة جميلة، فعادل إمام نجاحه ليس من فراغ، شاطر وذكي ولماح ويعرف جيداً ماذا يفعل، وفي كل مرحلة من مراحل حياته كان يطور نفسه.
ومن جانبها قالت الناقدة الدكتورة سمية حبيب: عادل إمام هو أكثر ممثل حمل أفيش السينما المصرية اسمه زمنيا، بعد الفنانة الكبيرة لبلبة والفنانة الكبيرة فاتن حمامة، ففي الرجال هو أطول زمن لأنه منذ عام 64 شكل ظاهرة فريدة، كما تواصل مع أجيال كثيرة في فترة الـ60 عاما التي شهدت اعماله، من اول سيد بدير قديما حتى ابنه رامي إمام حديثا، مرورا بسمير سيف ومحمد خان فهناك ثراء في التجربة، وكذلك على مستوى الكتابة، فقد ظل يكتشف كتابا جددا مثل يوسف معاطي، هذا هو الذكاء كيف تتواصل، وأعتقد أن من ذكاء عادل أنه تعلم ذلك من الذين سبقوه.
وأضافت سمية حبيب: كان عادل إمام دائماً حريصا على صورته الاجتماعية ، والحقيقة أن هناك لحظات تاريخية تخدم الفنان، فعادل إمام خدمه الزمان والمكان الذى بدأ فيه، فمرحلة مسرح الجامعة كانت مهمة في حياة عادل إمام، تلك المرحلة التى تجمع بين حماس وفتوة الشباب ، وروح الهواية ، والجرأة على مواجهة الجمهور ، ثم ننتقل لنوعية الأعمال التي اختارها عادل إمام في المسرح بمرحلة نجوميته من أول “شاهد ماشفش حاجة”، فدائما عادل كان يميل لشخصية الشاب المسالم الذي يرضي بحياته وفجأة يجد نفسه يقع بين الكبار سواء سلطة الأغنياء أو السياسيين، وهذه السلطة تحرك هذا المواطن البسيط حسب أهوائها، وهذه الشخصية الأسيرة عند عادل إمام انطلقت من قناعاته الشخصية أنه واحد منا نحن البسطاء.