بعد أزمة التعديلات القضائية.. نصر الله يعتبر إسرائيل تسير على “طريق الانهيار”، وأولمرت يعلن انها ذاهبة الى “حرب أهلية”
بيروت – قال حزب الله اللبناني، امس الاثنين، إن إسرائيل تسير على “طريق الانهيار والتشرذم” وذلك في إشارة إلى الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي حول التعديلات القضائية المثيرة للخلاف.
وأقر الكنيست الإسرائيلي يوم امس الاثنين أول تعديل قانوني يسعى إليه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد انهيار المساعي التي بذلت في اللحظات الأخيرة من أجل التوصل إلى تسوية وإخفاقها في تهدئة أزمة دستورية تعصف بالبلاد منذ شهور.
وقال السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في كلمة أذاعها التلفزيون: “المجتمع الإسرائيلي الذي كان بيعتقد أن جيشه لا يقهر وأن دولته يجب أن تمتد من النيل إلى الفرات وأن إسرائيل دولة عظمى بالمنطقة، بدأ ينزل ينزل ينزل بقناعته وبوعيه وبإيمانه وبثقته بنفسه وبثقته بكيانه إلى الأزمة التي يعيشها اليوم. واليوم بالتحديد هو أسوأ يوم في تاريخ الكيان كما يقول بعض أهله وأصحابه وهو ما يضعه على طريق الانهيار والتشرذم والزوال إن شاء الله”.
وسبق ان خاض حزب الله صراعات عديدة مع إسرائيل منذ تأسيسه عام 1982.
وتسببت الأزمة في انقسام عميق داخل المجتمع الإسرائيلي وانتقلت إلى الجيش، إذ قال قادة الاحتجاج إن الآلاف من متطوعي الاحتياط لن يمتثلوا لتأدية الخدمة إذا مضت الحكومة قدما في خططها، وحذر كبار الضباط السابقين من أن جاهزية إسرائيل لخوض الحروب قد تكون في خطر.
أولمرت: “إسرائيل” تدخل في “حرب أهلية”
ومن جانبه حذر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، من أن “إسرائيل” تدخل في “حرب أهلية” بعد إقرار أول مشروع قانون من التعديل القضائي للحكومة أمس الإثنين.
وقال أولمرت لقناة الأخبار البريطانية الرابعة: “هذا تهديد خطير. لم يحدث ذلك من قبل. نحن الآن في حرب أهلية”.
وأشار إلى ما تشهده “إسرائيل” من عصيان مدني مع كل التداعيات المحتملة وقدرة الحكومة على الأداء، وعلى طاعة جزء كبير من الإسرائيليين لحكومة يعتبرها، جزء كبير منهم غير شرعية.
وفي وقت سابق، توقّع الباحث في معهد “الأمن القومي” الإسرائيلي، محمد وتد، حدوث “انقلاب عسكري في إسرائيل”، بعد قرار “الكنيست” أمس تقليص “حجة المعقولية”.
وخلال مقابلة مع قناة “i24NEWS”، قال وتد إنّ “إسرائيل في لحظة تاريخية”، فعدم استقلالية المحكمة العليا “معناه أنّ كافة ضباط الجيش الإسرائيلي موجودون في خطر المقاضاة أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وهو أمر لا يريده أي شخص”.
وزادت حدّة التحذيرات والاحتجاجات في “إسرائيل” ضد التعديلات القضائية، وخصوصاً في المؤسسة الأمنية والعسكرية، إذ إنّه “بمجرد الإضرار باستقلال المحكمة العليا والإضرار بسمعتها المهنية دولياً، عبر الخطة القضائية التي يرى معارضوها أنّها تقوض استقلال القضاء، ستتمكن محكمة لاهاي من إقامة دعاوى قضائية ضد الضباط والجنود والمسؤولين الإسرائيليين المتورطين أو الضالعين في جرائم حرب”، وفقاً للإعلام الإسرائيلي.
وتنصّ المادة 18 من نظام روما الأساسي الذي يحدد نظام عمل المحكمة الجنائية الدولية، على أنّ المدعي العام للمحكمة لن يحقق في شبهات بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية أو جرائم ضد الإنسانية أو جرائم حرب أو جريمة العدوان، إذا ما كان الطرف المعني لديه جهاز قضائي مستقل ومهني، قادر على ممارسة الرقابة الفعالة على السلطتين التنفيذية والتشريعية.
في السياق، قال الإعلام الإسرائيلي إنّ الأزمة في “الجيش ستتصاعد، وتكبر خلال الأيام المقبلة بعد التصويت على إلغاء حجة المعقولية”.
وقال مراسل الشؤون العسكرية في “القناة الـ13″، أور هيلر: “نحن نتلقى الرسائل التي يرسلها جنود الاحتياط، سواء في سلاح الجو أو في شعبة الاستخبارات، وأيضاً في جهاز العمليات الخاصة”، مشيراً إلى أنّ “هؤلاء الأشخاص يبلغون قادتهم أنّهم لن يلتحقوا بالاحتياط في شهر آب/أغسطس”.
وذكرت قناة “كان” الإسرائيلية أنّ “الجيش” الإسرائيلي يخشى استقالات “صامتة” لضباط “ممتازين” في شعبة الاستخبارات وسلاح الجو.
“القناة 12” الإسرائيلية ذكرت، بدورها، أنّ “الجيش الإسرائيلي بقي في الخلف مكشوفاً تماماً، وغير محصَّن كما كان يريد”، مشيرةً إلى أنّ “إصلاح ما حدث في الجيش سيستغرق أعواماً”.
في غضون ذلك، أصدر معهد أبحاث الأمن القومي إنذاراً عاجلاً مفاده أنّ “جيش الشعب أمام خطر التفكك”، موضحاً أنّ “إسرائيل في الطريق نحو جيش ضعيف، وواقع يعرض معادلة الردع الإقليمي للخطر في ظل تهديدات متزايدة من عدة جبهات”، داعياً إلى “وقف فوري للتشريعات القضائية الأحادية الجانب والسعي لتغييرات مع توافق واسع”.
وفي خضم اتساع الأزمة الداخلية في “إسرائيل”، رأى موقع معهد أبحاث “الأمن القومي” أنّ هذه الأزمة التي اندلعت في أعقاب مبادرة الحكومة القضائية في 4 كانون الثاني/يناير، هي “الأخطر” منذ عام 1948.
وأضاف أنّه “على المدى القريب، من المتوقع أن تتأثر قدرة تشكيلات حيوية جوية واستخباراتية وفي العمليات الخاصة ووحدات النخبة”، مشيراً إلى أنّ هذا يأتي في ظل تزايد خطر المواجهة متعددة الجبهات، وحيث يشعر أعداء إسرائيل على جميع الجبهات بثقة زائدة بالنفس بسبب ما يعتبرونه ضعفاً داخلياً”.
وعقب مصادقة “الكنيست” على قرار “بند المعقولية”، ألقى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو كلمةً قال فيها إنّ “الجيش يجب أن يبقى بعيداً عن أي خلاف سياسي”، آملاً التوصل إلى اتفاق شامل مع المعارضة بشأن التعديلات القضائية، في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر.
وأضاف أنّه “لم يقدَّم أي اقتراح تسوية خلال فترة إيقاف التعديلات 3 أشهر”، معرباً عن استعداده “لمناقشة كل شيء، وفوراً”.
https://twitter.com/Jhkhelles/status/1683765058336169985?s=20
إصابات جراء دهس سيارة لعدد من المستوطنين في تظاهرات تل ابيب قبل قليل"…
إسرائیل حرب القبائل🙄
حرب الأهلیة🙄#تل_أبيب #اسرائیل #نتنیاهو pic.twitter.com/gpwDb12ZxG— dyna_hasib99 (@dyna_hasib99) July 25, 2023