يعاني الفلسطينيون في الضفة وعموم فلسطين من ويلات الاحتلال الاحلالي في محاولة منه لتصفية التاريخ والقضية والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وضرب الارادة النضالية الكفاحية التي تجسدت في التصدي للقوة العسكرية الاحتلالية الامر الذي شكل مصدر خوف ورعب شديد للاحتلال، قوات الاحتلال استخدمت القوة المميتة ضد الانسان وعملت على تخريب البنية التحتية لكل ما هو فلسطيني في مخيم جنين.
الحكومة الإسرائيلية بقيادة الثلاثي اليمني المتطرف، بنيامين نتنياهو وايتمار بن غفير بتسلئيل سموتريتش يصعدون من اجراءاتهم ومشاريعهم ومخططاتهم الاستيطانية التي تشكل صلب السياسة والمفهوم التلمودي باستخدام القوة والعنف المفرط من قبل الجيش والمستوطنين ضد الفلسطينيين لاستكمال حلقات الضم للضفة الغربية والقدس المحتلتين، لشطب ما تطلق عليه الولايات المتحدة الامريكية حل “اقامة الدولتين” الادارات الامريكية المتعاقبة لم تلعب في اي يوم دورا ايجابيا لصالح الفلسطينيين وحقوقهم التاريخية والوطنية في تقرير المصير، بل لعبت امريكا والدول الغربية الاستعمارية دورا سلبيا فيما اطلقت عليه عملية السلام وادخلتها في حالة “الموت السريري” ادت الى تفاقم الازمات السياسية في المنطقة، الاحتلال والمستوطنين صادروا مئات الالوف من الاراضي الفلسطينية لصالح توسيع الاستيطان واقامة بؤر استيطانية جديدة، لتجسيد الرؤية التلمودية كما استشهد مئات الفلسطينيين وخلق “ازمة الثقة” بين حكومة الاحتلال والسلطة الفلسطينية منذ ابريل/نيسان عام 2014 لغاية كتابة هذه السطور، رغم الحديث الصحفي العبري عن وجود اتصالات سرية بين الحكومة الاحتلالية والسلطة الفلسطينية بعلم الادارة الامريكية صانعة الكوارث السياسية والاقتصادية في العالم.
الامتان العربية والاسلامية تركتا الشعب الفلسطيني يواجه المؤامرة السياسية اليمينية الاحتلالية المتطرفة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، الحكومة الاحتلالية والمستوطنون يقودون اليوم معركة حسم الصراع التي تقود الى تهدد الوجود الفلسطيني وتضع القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية والضفة الغربية امام “مخططات لتهجير الفلسطينيين من منازلهم وارضهم، والاستيلاء على مناطق “C” التي تشكل 60% من مساحة الضفة الغربية وهدم مبان فلسطينية في مناطق “أ” و”ب” اللتان تقعان تحت سيطرة فلسطينية كاملة، لتنفيذ وتطبيق خطة وزير الاستيطان بتسلئيل سموتريتش لدفن اتفاقيات أوسلو.
هل العرب والمسلمون قادرون اليوم على تخليص الشعب الفلسطيني من درب الاستيطان والآلام في فلسطين المحتلة لانقاذها من الأسرلة والتهويد وتجسيد الابعاد الوطنية والقومية التاريخية للشعب الفلسطيني على ارض الواقع؟ وما هي الاليات العملية والعملياتية العربية والاسلامية في تثبيت الجغرافيا والتاريخ والديمغرافيا الفلسطينية وتحرير المقدسات الاسلامية والمسيحية وفرضها على الخارطة السياسية الدولية والعالمية؟ وما هي الاستراتيجيات العربية والاسلامية لتخليص الشعب الفلسطيني اللاجئ في جميع انحاء المغمورة ومن ويلات التعذيب والاستشهاد اليومي بأسلحة الجيش الاحتلالي والمستوطنين في الضفة الغربية والقدس المحتلتين وقطاع غزة المحاصر؟
هناك اجماع صهيوني “على عدم القبول بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ويرفضو الاحتلال والمستوطنون حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، ضاربين عرض الحائط بكل الشرائع والقوانين الدولية، فالاحزاب الصهيونية بكل اشكالها واطيافها السياسية تطالب السلطة الفلسطينية بالقضاء على كل اشكال الكفاح والنضال والمقاومة الفلسطينية، لتطبيق وتنفيذ رؤية بن غفير وسموترتش القائمة على انه “لا مكان للفلسطينيين بين البحر والنهر”.
“الموالاة والمعارضة” الفلسطينية عليهما تكريس الوحدة الوطنية بكل جدية وصدقية سياسية تحررية، وبالتالي مغادرة سياسة المناكفات والحملات السياسية التحريضية المتبادلة، والعمل على تحديد الاهداف والاولويات الفلسطينية، والمباشرة “اليوم وليس غدا” برسم خارطة طريق سياسية موحدة ازاء القضية والحقوق الوطنية التاريخية على قاعدة شركاء في الميدان والسياسة، وطي صفحة الانقسام الاسود، ومن ثم النهوض بالحالة الكفاحية والنضالية السياسية وتصليب الجبهة الداخلية وتعزيز الصمود والتشبث بالأرض، ومواجهة التحديات والمخاطر والجرائم والسياسات الاستيطانية الهادفة الى “اقامة الدولة التلمودية” على ارض فلسطين التاريخية، وتكريس عامل الوقت لصالح تثبيت التاريخ الفلسطيني الوحدوي على الارض الكفيل بتحرير الخارطة الفلسطينية المحتلة، واستنهاض الحالة العربية والاسلامية وحتى الدولية لنصرة قضيتنا العادلة.

في ذكرى رحيله الـ ٥٣ .. قراءة في حيثيات “العروة الوثقى” بين عبد الناصر وجماهير الشعب العربي
بعض الناس يشبهون الوطن، إن غابوا عنا شعرنا بالغربة (نجيب مح... إقرأ المقال